Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مصطفى عامر:يُهانُ كلّ يوم

وزير البيئة هو الشخص المختص باستقبال كافّة الكوارث: الجراد، الضّفادع، الفيضانات، التّلوث، وكلّ ما من شأنه تعكير الصّفو العام والسّكينة العامة.
حينما تنفجر ماسورة صرف صحي في الشّارع العام، مثلًا، فإن وزير البيئة هو المسؤول الأوّل عن معالجة آثارها، وحينما يصل عبدربه منصور هادي إلى الإمارات فإنّ المسؤول الأوّل عن استقباله سيكون بطبيعة الحال وزير البيئة الإماراتي.
هادي حقيرٌ بإجماع النّاس، الأضداد يتّفقون على أنّه امرؤٌ حقير: هنا وفي الرّياض وفي أبوظبي وفي واشنطن، في كلّ مكانٍ ثمّة إجماعٌ غريبٌ على احتقار هذا الكائن. حتى أقرب معاونيه لا يكنّون له احترامًا، ولهذا فإنّه يُهانُ كلّ يوم، ولا أحدٌ من أتباعه يشعر بأنّ ثمّة إهانةٌ حدثت.
في مرّةٍ حاول بان كي مون، وبان كي مون رغم اختلافاتنا حول دوره رجلٌ شرق آسيويٍّ بالغ التّهذيب، أن يظهر احترامًا لهادي ولوزير خارجيّته، إذ أنّه لا ضير في خاتمة المطاف من التقاط صورةٍ مع هذين الرّجلين. كدبلوماسيٍّ أمميٍّ لا مانع لدى بان كي مون من التقاط الصور مع أيّ أحد.
كانت الأرض في بهو مبنى الأمم المتّحدة مستوية، إلّا أن هادي ووزير خارجيّته كانا يدوران، عبثًا حاول بان كي مون الإبقاء عليهما ثابتين، وقد ضحك لاحقًا لأنّه فيما يبدو تذكّر نظريّة ًمشابهةً لنظريّة القاص عز الدين العامري الشّهيرة التي يقول فيها أنّ “الأرض لا تدور، لكنّها البيرة الرّديئة”.
لا يفخر أحدٌ بالقول أنّه يحارب في صف هادي، ولهذا فقد راجت التفرقة بين هادي الشخص وهادي رئيس الجمهوريّة اليمنية؛ فهادي الشخص وفق أصحاب هذه المقولة لا يستحقّ الاحترام، لكنّهم يقفون مع هادي رئيس الجمهوريّة اليمنيّة.
على أن سفير هادي في أميركا، ووزير إعلامه، ومندوب هادي في الأمم المتحدة، وجمعٌ غفيرٌ من أتباع هادي حضروا قبل أيامٍ احتفالات ٣٠ نوفمبر، يوم جلاء المستعمر البريطاني عن الجنوب، وكان خلفهما علمٌ كبيرٌ لا ينتمي للجمهوريّة اليمنيّة بالطّبع.
وقد حاولت، في الحقيقة منذ أمدٍ بعيد، البحث عن عبارةٍ بديلةٍ لعبارة “مرتزقة الرّياض”، لكنّني حتى الآن لم أجد تعريفًا آخر لأناسٍ يقيمون في الرّياض ويستلمون رواتبهم بالرّيال السّعودي، أتباعهم هنا يمدّون طائرات الرياض بإحداثيات كلّ شيء، وكُتابهم يبررون كل جريمةٍ للعدو، أو ينكرونها، ويصفوننا بكل بذيء، ومن منابر العدو الذي يشنّ علينا حربًا منذ عامين.
وهم إذ يفعلون ذلك، لا يفعلونه لأجل رجلٍ ولا لأجل قيمة، وهم فوق هذا يهانون كلّ يومٍ ومن كلّ من هبّ ودبّ ما دام خليجيًّا.
لقد بصق عليهم فهد الشليمي حتّى ملّ، وإبراهيم آل مرعي مسح بهم كل زقاق، وفيما لو حان وقت رميهم إلى الشّارع فلن يتقبّلهم أحدٌ باستثناء الرّصيف.
بالتأكيد أشعر بالحزن على كثيرين، إنّه حزنٌ شخصيٌّ بحت، وأعتبر لفظ “مرتزق” لفظًا مُهينًا لأيّ إنسان، وأشعر بالأسف حال استخدامه.
لكنّه وصفٌ موجودٌ في اللّغة على أيّة حال، ومن الصعب اختراع توصيفٍ أخف، لأناسٍ ذهبوا قبل عامين إلى موقفٍ غير ذي زرعٍ، وفي طريقهم إليه باعوا كلّ عناوينهم النّظيفة.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share