Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دوحة الوحدة

دوحة الوحدة
يتبها  هذا العدد: أنور نعمان راجح
عن حفلة الأمل وبراميل الوجع
< رغم كل البوادر التي يجري الحديث عنها بأنها مبشرة بالخير وأن الأوضاع تسير نحو الاستقرار التام وأن المعالجات تسير على قدم وساق نحو دولة ومؤسسات خالية من العاهات والفساد وثمة آمال تْبنى على هذا الأساس ولأن الناس يتوقون لحال أفضل ويشتاقون لحياة خالية من الهموم والمتاعب ويتمنون الكثير مما قيل ومما لم يقل عن حياة الرفاهية والاستقرار نجدهم – الناس – يتعاطون مع أحاديث البشارات والآمال الخضراء بشغف ولهفة ولا أنكر أنني من هؤلاء الناس إن لم أكن أكثرهم على الإطلاق تصديقاٍ لكلام البوادر والمبادرات وارسم لوحات أمنياتي وأحلامي على وميض أخبار الخير القادم وإن كنت أرى في الواقع أحداثاٍ ومواقف وسياسات وأرى في المدى المنظور أشياءٍ لا تْبشر بالخير ولا تدعو للأمل إلا من باب مغالطة النفس والكذب على الذين يسألونك عن رأيك وقراءتك للحاضر والمستقبل.. من شدة ظمأ هذا الشعب للخير وأسباب الاستقرار ورفاهية العيش نراهم يتمسكون بخيوط الأمل ولو كانت خيوطاٍ من الوهم.. ويظلون كصغار الطير في الأعشاش منتظرين عودة أمهم أو أبيهم اليهم بالطعام وكم مرة لم يعد الأب أو لم تعد الأم وكم مرة عادوا بلا شيء¿
لست ضد أمنيات الناس وأحلامهم وتفاؤلهم بحياة أفضل لكنني أرى أشياءٍ ومؤشرات تجعل واقعنا أشبه ما يكون بحفلة ظاهرها الفرح وخاتمتها المأساة.
اليوم رغم كلام البوادر والآمال والمبشرات بالخير ثمة أحداث تْستجد كل يوم تنسف كل أسباب التفاؤل والأمل رغم «برع» الوفاق ونشوة الحوار القادم الذي يْقال أنه سيفتح أبواب الجنان ويْغلق أبواب النيران في هذا البلد والحقيقة أني أجدْ أصدق ذلك كوصفة طبية نفسية لمعالجة الصداع وتفادي أمراض القلب وغير ذلك.
حفلة الحوار التي يجرى الاستعداد لها والتي صارت الممر الوحيد نحو المستقبل حسب كل الآراء ربما لا تكتمل أو لعلها تكتمل وقد تجاوزها الواقع بالجديد الذي لا يمكن للمحتفلين مواجهته أو التعاطي معه بما يضمن استمرار الفرح واستقرار الأوضاع وبقاء أبواب الأمل والتفاؤل مفتوحه حينها سيقول الجميع من وسط أجواء الحفلة ومن خارجها أن الأمور والأوضاع خرجت عن السيطرة بفعل مؤامرات داخلية وخارجية وأن الأموال المدنسة والقذرة قد أثرت على مجريات الأحداث وأفشلت كل شيء.. لا بأس على الجميع ولكن كان بالإمكان تفادي الفشل والكارثة بشيء من الصدق والمسؤولية بعيداٍ عن الضحك على العقول وبعيداٍ عن مبدأ تغطية الأوساخ بمساحيق التجميل وبعيداٍ عن بريق المسميات وأوهام الانتصارات في معارك كانت هي السبب في حلول الكارثة..
رسالة مفتوحة:
إلى الذين سيقرأون في هذا الموضوع ما لا أقصده وسيتهمني أحسنهم طريقة ونية بأني متشائم إلى أبعد حد.. للجميع أقول أن برميلاٍ كان إلى قبل عشرين عاماٍ يقف على مقربة من قريتنا ثم أْزيح في لحظة تاريخية فرائحية جميلة وها هو يعود بصورة متقطعة إلى نفس المكان ضمن أحداث ومخاضات لا تقبل بإهدار الوقت ولا تنتظر حتى تكتمل حفلة المحتفلين ومعالجات لم تصل بعد وكفى..>
Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share