Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الغـــــــــــناء المْرø

لا يزالْ البحرْ مخيفاٍ حدِ الجنون ولمú تزلú أجسادْ أجدادنا تْعúلنْ وجودِها فيه عِبúرِ أمúلاحه قالت الجدةْ وأردفِتú: أما أنا فأنا مِنú علمúتْهْ النسيانِ وعلمúتْ رمúلهْ كيفِ يمسحْ عن وجهه غبارِ خطوات العابثينِ كنتْ كلِ ليلةُ أرقصْ على الرمل أرقصْ وأرقصْ أطوحْ جسدي كالموج ثم أخرْ ساجدةٍ أتطهرْ بماء البحر وأصلي. وأقفلْ عائدة ٍ.. فيما تبدأْ الشمسْ ترســـــلْ خـــطواتها إلى الشــاطئ ثانيةٍ..

 

المدْ هو محاولةْ البحر ضم الشاطئ إلى صدره مْطِمúئنِاٍ هو رقصَ يشابه رقصي الليلي.

 

تهامسِ الأحفادْ : خِرفت الجدةْ..

 

أنا وجنيةْ البحر لطالما كنا صديقتين تابعِتú حديثِها كأنِها لمú تسمعú شيئاٍ وكنا نِعْدْ مواكبِ الذاهبينِ إلى السراب المتناثر فوقِ صفحة الماء كان كثيرَ منهم يزعمْ أنه وصله لكنِ حِلúقِهْ الجافِ يْفشي سرِ كذبه ويْنبئْ عنú زمنُ لا يِرúجعْ فيه الرجالْ.

 

ووصلِتú إلينا أخشابْ قاربُ مطليةَ بالقار تحملْ آثارِ أحبتها فضممúنا الأخشابِ نواسيها ونمسحْ دمعِها ونشعلْ ناراٍ هائلةٍ نرقصْ حولِها ونرفعْ أصواتِنا بالغناء المر لتهديِ أرواحِ التائهينِ ليابسةُ ما فترقدِ فيها بسلام كانتú صورتْها هائمة فوقِ الموج تخيفنا ولهذا تكثرْ الجزرْ أمامِ بيوتنا هي بيوتَ تنازلِتú عنها أرضنْا لتلك الأرواح..

 

– والجنية ¿¿¿

 

الجنية كانِتú تنوحْ كلما وصلِتú خشبةَ منú أخشاب المحملº إذ ستزاحمْ أهلهِا الأرواحْ. كان عويلْها يعلو على أصواتنا.. ورقصْها يثيرْ زوبعةٍ حولِنا تزيدْ ألقِ الجمرات وتنزعْ غطاءِ رؤوسنا لتتناثرِ شعورْنا كأنها أفاعُ تتلوى في فضاءات الليل تسعى للدغ النجوم.

 

– أما كان يصل شيءَ غير الأخشاب ¿!

 

– كان صدى صوت النهام يقرعْ الأبوابِ الخشبيةِ.. يطوفْ علينا معلناٍ لعنةٍ على مِنú يأكل الأسماكِ لشهرُ أو اثنينº حتى تخلوِ أمعاؤها مما انتزعته من الأجساد الراحلة نحوِ ظلمات الأعماق.

 

هناك لا نفكر في شيء.. ننسى أن هناكِ عوالمِ أخرى.. هناك تنمو أمنياتَ حقيقيةَ في أعماقك للذهاب في رحلةُ إلى الأعماق ربما دونِ وعيُ منا لملاقاة ما تبقى ممن رحلوا..

 

أو لمعرفة ما كانت تغارْ منه النساءْ ويحلمْ به الرجالْ وأعني حورية البحر. أتتخيلونِ الغِيúرِةِ منú خيالُ لم ترِه عينَ ربما هو غيرةَ من ذاك الشبق الذي يتفجرْ في عيون الرجال فجأةٍ إذ تأتي حكاياها..

 

– وبعد¿¿

 

– كنا نعودْ عن تمنْعنا بعد أن يسافرِ الجرحْ إلى الأعماق ويرقدِ مطمئناٍ قربِ من سبِقِهْ.. فنلقي بأجساد ُ مرغها الحزن و الرمل إلى حضنه كنا نشعرْ بقبلاته تعمْ الجسدِ وتملأه نشوةٍ وفي المساء نشعلْ ناراٍ ونرقصْ حولِها رقصةِ الحزن الأخير.. لكن الأخيرِ لم يكنú في يومُ أخيراٍ..

 

صمتَ مطبقَ ينشقْ عن تمتمةُ.. منذْ متى كانِ ذاك¿..

 

الزمنْ غريبَ.. لا نعرفْه إلا كما نعرفْ الغرباءِ الذين يمرونِ أحياناٍº لا نتذكر منه ومنهم إلا لحظاتُ تنقْشْها الغرابةْ في الذاكرة لتصبحِ جزءاٍ من تجاعيد وجوهنا.. فنقرأْ النقوشِ مرةٍ بعدِ مرةُ في ليالي الانتظار لكنها تبهتْ لكثرة ما تمر على الألسنة فتضيعْ ملامحْها تاركة ٍ مساحاتُ لنقوشُ جديدةُ.. فهاهنا نذكرْ يومِ أعادِ البحرْ إلينا بحاراٍ بعد أسبوعُ من رقصنا المأتمي عليه.. وهناكِ يوم ألقى البحرْ إلينا خرافاٍ ذبيحة.. وثالثَ عندما أشعلِ الجنْ ناراٍ عظيمةٍ وسطِ البحر فأضاءت بيوتنا.. ورابعَ عندما وصلِ مجنونَ جادتú بسفينته الأمواجْ يحاولْ إقناعِنا أنِ للبحر نهاية……… و….. و…….

 

ـ إذاٍ تكرهين البحرِ..

 

ـ يبدو أنني كنتْ أحدث نفسيº البحرْ وتنظر للبعيدـ هو نارنْا الذي نهرعْ إليه كالفراش.. حتى إذا ما تعانقنا العناقِ الأخيرِ علتú على الشاطئ ألسنةْ لهبُ.. وأصواتَ بغناءُ مر..

 

حسن أبودية  – الأردن

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share