Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خيـــــارات

يونـــــس الشــــجاع

يحصل الآن استهلاكَ عشوائيَ شديد لكلمة «الحوار» مما أفقدها معناها الحقيقي. فالحديث يكثر عن «حوار» مطلوب بين جميع الأطراف دون إدراك أن المطلوب لحل الأزمات السياسية القائمة في هذه البلدان هو التفاوض وليس أسلوب الحوار فقط.

فالحوار أسلوب يحدث بين الأفراد والجماعات من أجل التعارف مع «الآخر» وفهم هذا «الآخر» وهو تعبير عن الاعتراف بوجود «الآخر» وعن حقه في المشاركة في الرأي لكن ليس بالضرورة للتوصل معه إلى مرحلة التفاهم والتوافق.

فهل تحتاج الأطراف السياسية المتنازعة في الأزمات القائمة الآن إلى هذا المفهوم عن التعامل الحواري¿ وهل يجهل أصلاٍ كلْ طرفُ من هذه الأطراف ماهية الرأي الآخر¿ فالفرق كبير بين الحوار والتفاوض.

الحوار هو أسلوب مكاشفة ومصارحة وتعريف بما لدى طرفُ ما دون شرط التوصل إلى اتفاق مع «الآخر» وأيضاٍ دون مدٍى زمني محدد لهذا الحوار..

أما التفاوض فهو ينطلق من معرفة مسبِقة بما يريده الآخر لكن في إطار المحادثات التي تستهدف مسبقاٍ الحصول على مكاسب في جانب مقابل تنازلاتُ في جانب آخرº أي أن كل طرف مفاوض يكسب ويتنازل في الوقت نفسه.

بينما الحوار ليست فيه مكاسبَ أو تنازلات بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح رأي من الآخر دون شرط التوصل إلى نتيجة مشتركة.

نحن الآن في حاجةُ قصوى لكل هذه المفاهيم معاٍ بحاجة للحوار كأسلوب داخل العائلة الواحدة كما أن العائلة بحاجة للتفاوض أحياناٍ لحسم بعض الأمور على أسس سليمة. والأوطان العربية بحاجة إلى حوار داخل شعوبها ومؤسساتها المدنية وبين دعاة الفكر والدين والثقافة..تحتاج أيضاٍ إلى مفاوضات بين الأطراف المتنازعة لا إلى أسلوب الحوار فقط وصولاٍ إلى وفاق وطني يميز أيضاٍ بين الاختلاف السياسي المرغوب وبين الخلاف المسلح المرفوض.

وفي كل الأحوال يرى صاحب كل فكر الصوابِ في فكره والخطأ في فكر غيره لكنú قليلَ من المفكرين من يرى احتمال الخطأ في فكره أو احتمال الإصابة في فكر الآخر وهذا منطلقَ مهم لإمكان نجاح أي حوار بين أفكار وآراء مختلفة وبدونه سيسير أي حوار في طريق مسدود.( اقتباس من كلام د. صبحي غندور.

Share

التصنيفات: منوعــات

Share