Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

لأجل دولة تقدøس الجمال والإنسان

نيزان توفيق

يوم دارت عجلة التغيير لم تكن لمجرد تغيير روؤس وضروس معينة أو آيديولوجيات بعينها بل كانت أبعد وأعمق من ذلك..

ما يحدث هو تغيير دقيق لديالكتيكيات مستوطنة في سويداء المجتمع منذ عهود وعقود سوداء.. تغيير يتجاوز حدود التشذيب والتهذيب لهذه الأهداب وتلكم التلابيب إلى أتون التغيير الشامل والكامل لمكونات وتكوينات المنظومة الجيوسياسية.. وما الخطوات التي يخطوها اليوم الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي إلاِ تأكيدٍ لذلك وبأن التغيير لن يتوقف ولو قليلاٍ أمام أي «شيطنة» من أي حجم أو لون كانت!

صحيح أن الخطوات الرئاسية بطيئة نوعاٍ ما لكن في حالتنا هذه القائمةن في الأساس على صناعة مجتمع من الصفر! مجتمع بالكاد كان مودجوداٍ ناهيك عن كونه مدنياٍ ومؤسسياٍ!! يغدو الإبطاء في اتخاذ القرار ضرورة شرطية مقرونة بحدوث تغيير – ومن ثمة تعمير – ناجع ومتين لا مؤاربة فيه ولا علل.. فنحن كما اشرت سلفاٍ – أمام صناعة وبناء لا مجرد إعادة ترتيب لمحتويات وأولويات فحسب!!

لقد دارت العجلة وها هي تدور كما ينبغي لها أن تكون وها نحن اليوم على مشارف الاستعدادات والتجهيزات الأخيرة لانطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي سيضم بين دفتيه كافة الفئات والأطياف اليمانية في الداخل والخارج على حدُ سواء ونجاحه سيكون بمثابة إعلان ميلاد اليمن الجديد الأمر الذي يراهن على حدوثه العديد من المتابعين والمراقبين وهم يؤكدون أن مؤتمر الحوار الوطني لن يفشل بمعنى الفشل إنما ستواجهه عديد المعوقات بين الفينة والأخرى إلا أنها ستغدو – مهما بلغت من التشعب والتعاظم – معوقات معاقة أمام حكمة العقل اليماني العظيم واصراره حد الإيمان المطلق على نجاح المؤتمر الوطني للحوار..

backup    !

الجميع يوقن أن ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م لم تأت اعتباطاٍ ولا هي مجرد تصدير ثورة أو تقليد هائج! لا وألف لا ففي البدء كانت القضية وكان النضال فكانت الثورة ومنذ اندلاعها ضحى الجميع بأعز وأحب الناس إليهم وجادوا بكل غال ونفيس وراحو يفترشون الساحات والميادين وما يزالون.. كل هذا لأجل صوغ عقد اجتماعي مقدس من الوئام والسلام والاحترام للحقوق والحريات والمواطنة غير المنقوصة لأجل دولة مدنية مؤسسية تقدس القانون والجمال والانسان.. إذِنú ولأجل تحقيق كل هذا تستدعي الضرورة الحتمية والتاريخية نجاح مؤتمر الحوار الوطني وهو ما ندركه جميعاٍ..

ولعلنا نتذكر عن ظهر قلب أن أبو يمن لم يشعل ثورة فحسب بل ضرب درساٍ باهراٍ وبارعاٍ في تحكيم حكمة العقل لتغدو ثورته الأكثر سلمية وعفوية بين ثورات الربيع العربي وهو الشعب المعروف بعشقه للسلاح والتسلح..

ولعمري أن شعبنا العظيم سيكمل مسيرته النضالية المجيدة في بناء دولته المدنية الحديثة بذات الدرس الباهر البارع..
 

     nezan30@hotmail.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share