Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دستور الأمة

محمد عبدالغني مصطفى

 

إن الاسلام الذي بعث به النبي العربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد جاء منقذاٍ من الكفر والجاهلية وهادياٍ من الضلال والوثنية ومخرجاٍ من الظلمات إلى النور ومرشداٍ إلى الحق وإلى صراط مستقيم.

 

وهذا الاسلام له مصدران وأساسه دعامتان: الكتاب والسنة قرآن من الله العظيم وهدى من النبي الكريم فيهما الحق والعدل والهداية الكاملة والحياة الطيبة.

 

بمعنى أن الاسلام دين يرتكز على أسس وقواعد ومبادئ ومثل وتشريعات ثابتة واضحة وأحكام عادلة خالدة وآداب سامية رفيعة لأنها تنزيل من حكيم خبير وتبيان من رسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

 

ولا ملاذ للمسلمين في كل زمان ومكان ولا ملجأ لهم ولا عاصم إلا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهما حبل القوة والاعتصام وسبب الهداية ومادة النور الماحي للظلام.

 

إن كتاب الله عز وجل هو السبيل الموصل إلى الهداية والسعادة في الحياتين والنور المضيء الذي فرق بين الحق والباطل والمرشد الأمين الذي يهدي إلى مكارم الأخلاق وهو العروة الوثقى وحبل الله المتين لا يهلك من اعتصم به ولا يضل من سار على نوره وهداه.

 

وفي ذلك يقول الله تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم».

 

وقال سبحانه وتعالى :«ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم».

 

فالزم يديك بحبل الله معتصماٍ

 

فإنه الركن إن خانتك أركان

 

إن كتاب الله عز وجل يجمع ولا يفرق يقوي ولا يضعف يتقدم بالمتمسكين به ولا يتخلف بهم يوحد الأمم المختلفة والشعوب المتباينة تحت راية الاسلام وعلم التوحيد راية لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

 

إن كتاب الله عز وجل يصهر القوميات المتنافرة في بوتقة المحبة والإخاء والعقيدة الراسخة ذات المبادئ والأهداف الواحدة ويربط بينهما برباط الإيمان وعري الدين ويجعل منها أمة واحدة متماسكة القوى مجتمعة الأطراف متراصة الصفوف كما قال سبحانه وتعالى: «إنما المؤمنون إخوة».

 

وقال تعالى:«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباٍ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير».

 

فكتاب الله عز وجل قد قضى على العصبية والحمية الجاهلية والتفرقة على أساس العنصر والقومية إنه يؤلف بين القلوب ويؤاخي بين العباد ويقيم من الناس على اختلاف السنتهم والوانهم أمة واحدة تؤمن برب واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة وتدين بمبادئ وأهداف نبيلة.. فالذين يؤمنون بهذا الكتاب ويهتدون بهديه لا يختلفون ولا يتفرقون ولا يتنازعون بل يتعاونون ويتناصرون ويتكاملون وفي سبيل اعلاء كلمة الله يضحون ويجاهدون عملاٍ بقول المولى جل وعلى: «وتعاونوا على البر والتقوى» «وجاهدوا في الله حق جهاده».

 

إن كتاب الله عز وجل في حقيقته ثورة وانتفاضة ثورة الحق على الباطل وانتفاضة الايمان على الطغيان وهو في تشريعاته القيمة وأحكامه المفصلة وآياته المحكمات وعظاته البالغات ثورة إصلاحية شاملة تنظم الحياة وتجتاح البغي والعداون وترسي قواعد الحق والعدل والاحسان.

 

«إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم»

 

وفي الحديث: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماٍ ويضع به آخرين»

 

وإن سنة النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) وهي أقواله وأفعاله وتقريراته تأتي في المرتبة التالية لكتاب الله عز وجل وهي في الاسلام نهج قويم وهدي متبع وأسوة حسنة وإن التمسك بها لا يقل أهمية عن التمسك بكتاب الله عز وجل المعجز الخالد فهي إلى جانب القرآن الكريم أساس دين الله تعالى ومصدر الشريعة الاسلامية السمحاء الغراء.

 

وقد قال الله تعالى :«وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا».

 

وقال تعالى: «من يطع الرسول فقد أطاع الله».

 

وصح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «يوشك رجل شبعان متكئ على اريكته يبلغه الحديث عني فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ما أحله أحللناه وما حرمه حرمناه ألا وأني أوتيت الكتاب ومثله معي».

 

وفي رواية: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداٍ كتاب الله وسنتي».

 

«وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»

 

«ولن تجد لسنة الله تبديلاٍ»

 

«ولن تجد لسنة الله تحويلاٍ»

 

«ومن أصدق من الله قيلاٍ»

 

«ومن أصدق من الله حديثاٍ»

 

«هل تعلم له سمياٍ».

Share

التصنيفات: منوعــات

Share