Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

فلتصحوا من رقادكم!

محمد أحمد الصباحي

 

نظلْ نقول ونردد بأعلى أصواتنا – الذي سمعه كل شيء ما عدا آذاننا الصماء – أنه من الاستحالة لأي وطن كان في الكرة الأرضية أن ينهض من سْباته الدائم وكسله المستمر قبل أن يخلع عن كاهل شعبه كل تراكمات التخلف والجهل وترك التواري خلف جدران ذاك التاريخ الذي سطرِ عظمته وثبت دعائمه أجدادنا وآباؤنا الأولون.. لا بد أن نترك نظرة الاستعلاء والتمجد بذاك التاريخ العظيم الذي لا نملك في صناعته اليوم ناقة ولا حمل!!

 

المشاهد يا خبرة.. يا جماعة.. يا عْقلاء!! أننا نظل نعزف سمفونية ذاك التاريخ ونطربْ مسامعنا كل يوم حتى أصبح أكثرنا يعتبره – التاريخ – المبرر الحقيقي والمرجع الأوحد لكل من كان مبدعاٍ ومميزاٍ وعبقرياٍ من غيرنا من البشر!!

 

وأن أصل هذا الإبداع والتميز هو «اليمن» وكأنه ماركة يمنية الصنع مكتوب في جبينه «Made in yemen  »!!

 

فكلما سمعنا عن مبتكر ومخترع ذاع صيته وزادت شهرته في إحدى الدول وجدنا من يقول: أكيد ما يْبدع إلاú وأصله يمني 100% .. كلما شاهدنا موهبة في الكرة أو الغناء أو الأدب قالوا ذاك الفنان صوته «بحة» يمنية إذاٍ فهو مبدع يمني 100% كلما أبدع عقلَ في أي حقل علمي قالوا: خلاياه الفكرية ورثها من أبوه اليمني الذي كان رعوياٍ فلاحاٍ في إحدى قْرى اليمن!!

 

طيب ماليزيا اليوم تعدت اقتصادياٍ ومن حيث المستوى المعيشي للفرد دولاٍ كثيرة من العالم الثالث أو الدول النامية!! بفضل الله ثم «عقل آدمي» منهم استطاع استخدام هذا العقل الماليزي!! قالوا: يا حجة الله عليك!! عقل ماليزي!! قلت نعم ماليزي!! قالوا: لا وألف لا عقله يمني 100% فهو حضرمي كان جده تاجر بهارات وتوابل سافر من حضرموت وسكن ماليزيا..!! قلت لهم وأنا أيش دخلي بأصله!! إن شاء الله يكون حتى من بلاد واق الواق المهم أنه في الأول والأخير عرف كيف يصنع بفكره وعقله من شعب راقد ومعتمد على العمالة الصينية إلى شعب مْنتج وحر يرفض القيود الخارجية التي كانت ستكبله وتشل من حركة تقدمه لماذا كلما وجدنا صاحب بصمة إبداعية في واقع الحياة لباقي الشعوب الأخرى سارعنا في تقليب دفاتر تاريخنا علنا نجد ذاك المبدع يمنياٍ 100% ¿!!

 

حتى أن بعضهم قال أن الرئيس الأميركي ذا البشرة السمراء والضحكة الجنان!! أنه عربي بل من أصل يمني 100% !!

 

أحد مشجعي فريق برشلونة الإسباني قال وهو في نشوة الفوز أن ذاك الفتى المبدع الموهوب ذا الأبوين الأرجنتينيين «ميسي» هو في الأصل يمني 100% !!

 

طيب.. يا جماعة!!.. يا عالم!!.. يا هووووووه.. يا مجانين!! ماختلفناش إحنا أبو التاريخ التليد.. أبو الحضارة التي امتد ذكرها وأثرها إلى بعيد.. إحنا أبو العلوووم.. إحنا أبو سبعة وسبعين «……»!! إلى متى سنظل نضحك على أنفسنا بمثل هذه الغزوات والحكايات التي تشبه حكايات جدتي – الله يرحمها – قالوا – بعد أن فاقوا ورجع إليهم بعض من تركيزهم وأفكارهم – هي الإمكانات الموجودة والمتوفرة لهم دائماٍ سواءٍ كان يمنياٍ أم غيره..

 

رد آخر.. بل هي القوانين والأنظمة بين أيادي ناس فاهمة ما يعنيه الإبداع لذلك كانت حاضنة وأمينة على تلك الثروة التي بين أوطانها..

 

قلت في نهاية حديثنا المتداخل لنترك تلك النظرة القاصرة وندع تلك الشعوب تعيش وتتهنى مع مبدعيها.. ونسمي الأشياء بأسمائها وننسب كل ابن إلى أبيه.. ولنعمل من الآن في المسار الصحيح الذي به نستطيع تنمية مواردنا ومصادرنا والاهتمام الحقيقي ببناء الإنسان اليمني 100% فهو أكبر ثروات البلاد وأساس البناء والتقدم والتطور..

 

فمتى سنعي وندرك أننا بلدَ – للأسف – يهوى تصدير عقوله إلى الخارج لتستفيد منها تلك البلدان¿ ونقبعْ نحن في غياهب الجهل والتخلف والتأخر عن الركب¿!! ونظل كالسلحفاة في مضمار سباق التقدم.. وغيرنا قد سابق الريح ولم تتعد حضارته الثلاثين عاماٍ¿!! اصحوا من رقادكم!!

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share