Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خواطر من وحي الخمسين عاماٍ!!

خواطر من وحي الخمسين عاماٍ!!
أنور نعمان راجح
< خمسون عاماٍ تعاقبت منذ 1962م وفي مثل هذا اليوم من كل عام نحتفي ونطلق العنان للأغنيات والأناشيد ونتحدث عن الثورة ونعدد مزاياها ومنجزاتها ونبدأ مرحلة جديدة من الأمنيات بمستقبل أفضل يتجاوز عثرات الماضي والحاضر..
خمسون عاماٍ ونحن نرقص على ايقاع النصر على حقبة زمنية مضت ونلعن الماضي ونفكر فيه أكثر من الحاضر والمستقبل ونتذكر كيف كان زمن ما قبل سبتمبر..
خمسون عاماٍ ليست قليلة بمقاييس العمر فالذين ولدوا صبيحة يوم 26 سبتمبر 1962م أو في ذلك العام وكتب الله لهم البقاء إلى اليوم يدلوننا عن معنى الخمسين عاماٍ..
خمسون عاماٍ تخللتها الأحداث من كل نوع ورافقتها الخلافات إلى اليوم ولم نزل نفكر كيف نتجاوز الخلاف ونْكونْ ائتلافاٍ يحقق تطلعاتنا وآمالنا والزمن لا ينتظر..
خمسون عاماٍ ونحن نبحث عن مبررات لعثراتنا ونغني لسبتمبر كلما عاد ليذكرنا بما نسينا وكلما عاد يجدنا عائدين إلى الماضي ويجد أوراقنا قد اختلطت في الواقع وفي الوعي والإدراك..
لأول مرة أحس بخوف من هذا الرقم وأحس بأن الزمن يطوي صفحاته ونحن لم نزل عند مربع الصراع ودائرة الخلاف وكلما جاء سبتمبر يجدنا ترفع الخروق ونداوي جروحاٍ لم تندمل وجروحاٍ أخرى حديثة العهد وطازجة النزف والألم.
خمسون عاماٍ والقبائل على نفس الشاكلة والمشائخ يمتصون دماء البلاد وينفثون الوهم في وجوه البشر والملثمون يجوبون المدن ويقطعون الطرقات ويتغنون بالثورة بألحان «البرع» وحين تتراجع مصالحهم يشعلون ثورة وينسون الثورة ثم يفيق الجميع على مناقصات إعادة الإعمار وترميم ما خلفه الصراع وفي كل الأحوال يعود الناس جميعاٍ للبحث عن الأمن والأمان ويرجون من سبتمبر وأكتوبر الحفاظ على الوحدة ومكافحة الجوع والفقر..
خمسون عاماٍ وأخشى أن تسقط المناسبة من جدول الأعمال ويصبح الاحتفال خيانة عظمى لأنه احتفاءَ بالقتل والانقلاب وأخشى ألا نجد من يحثنا على تجديد الطلاء وتنظيف الرايات والشوارع حيث لا عيد ولا كرنفال.
خمسون عاماٍ ولم نزل نجهل حقيقة الثورة وأنها ليست مجرد مناسبة نتذكر فيها اجتياح دار البشائر وضربه بالدبابة وتحويله منذ ذلك الحين إلى معتقل يخفي الداخلين اليه قسراٍ إلى الأبد.
خمسون عاماٍ ولم نزل نبحث عن نافذة للضوء والوفاق وباب للحوار والتفاهم.. لا بأس ولكن الفشل إن حدث بعد خمسين عاماٍ من عمر الثورة فعلينا أن ننتظر خمسين عاماٍ لتجاوز المعضلة التي تشكلت وتراكمت خلال الخمسين سنة الأولى..
ختاماٍ.. لا ذنب لسبتمبر وللحلم الذي لم يكن لينتهي عند ضرب دار البشائر وكل ما تحقق يبقى متواضعاٍ أمام طموحات وآمال جيل الخمسين عاماٍ وبقية العقود الأقل منه..>

Share

التصنيفات: منوعــات

Share