Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قراءة الواقع

قراءة الواقع
نور باعباد
< تتلاحق الأحداث مسرعة فما يريد الكاتب أن يدونه يصبح في خبر كان… ولكنه العام الـ50 من عمر الثورة السبتمبرية لشعبنا اليمني وكم قربت بيننا مشاركة للهم وتضامنا شمالا وجنوبا وكم هللنا فرحا بتحقيقا  وحدتها عشية الـ 22 من مايو 1990,م ولكن بعد ذلك وبعد الـ 50 عاما هاهي عبثيات أبنائها للأسف
وإذا ما أردنا  نتائج ذلك العبث تراه منعكسا في دورة حياة الفرد للبحث عن عمل والقبول بأدنى الأجور لعدم التعلم والتأهيل وكذا حالات التطرف والإرهاب فالجريمة والتسكع  في الطرقات وتجد مخرجات هذا الواقع المزري الذي حجب توفير الاحتياجات التنموية من صحة وتعليم وما شكل من اتساع حالة الفقر بل والجوع وانتشار الأمراض
كان محزا لنفسي كمواطنة وأم أن أشاهد مجاميع شبابية يرحلون جوا من دولة الجوار – السعودية  لعدم الدخول الشرعي و شعرت بالخجل والحزن الشديدين كيمنية وأجول بتفكيري بأننا نعيش العام الـ50 فأي تنمية وحياة مستقبلية تتسم بالعمل والحد من لا شرعية المغادرة ورفع الكرامة بأنه حفيد الثورة ما جاءت به الثورة لأحفادها ولماذا يلجأون ويختصرون الطريق للبحث عن عمل ولم لا يجدونه في مواطنهم ريفا وحضرا ويعتقدون ان ما وراء الحدود سيجلبون منه مالاٍ ومن يبصرهم ويفتح السوق المحلية ¿
لعل سبب ذلك مشترك بين الفرد والدولة فالفرد ولما غرسته فترة الهجرات التقليدية لا يعزز تجربته في مسؤوليته تشجيع أبنائه وإلزامهم بالتعليم  ولربما لمستواه التعليمي والثقافي المتواضع يستسهل طريق البحث ليس عن العمل بل المال وهناك فرق فالمال يدفع ويحتاج لأناس  يتأهلوا  ليس كالماضي وبحسب متطلب سوق العمل داخلياٍ وخارجياٍ ولابد من ان يتحمل الفرد أباٍ أو أماٍ المسؤولية في التنشئة الاجتماعية .
الدولة  لدورها التنموي سواء الخدمات الصحية القاصرة أو مضمون التعليم ورتابته ومتطلباته التي لا تراعي  تناثر السكان ريفا وزيادتهم   ومتطلبات المناهج والدروس العقيمة  التي لا يفهمها التلميذ ناهيك عن غياب المدرس الفصل.. ناهيك عن احتياجات المجتمع للتعليم المهني والفني لغالبية الفئات العمرية الشابة  لسوق العمل المحلي والخارجي .
كان لي مقارنة حزت في نفسي وكل يمني  يتمثل بالاستحواذ على مقدرات الثورة وأهدافها السامية الستة على مذبح الانانية والفساد  مما عرض الوطن أيضا للتمزق فالاستيلاء على الثروات الوطنية إضافة لاستشراء شراء الذمم والتعيينات المعتمدة على الوساطة وما يليها من مناطقية ومذهبية وحزبية وما نتج عنها من سوء إدارة وتوظيف للمال العام نحو تغذية الخلافات وإفقار البلد, لذا ليس بغريب أن تكون مخرجات التعليم رديئة بل أساسا للتسرب من التعليم وضعف الاستفادة من التأهيل وبالتالي بطالة وتهميش مما عمق الفقر و دهور الصحة وقدم لنا فئات ضعيفة.
لا ينبغي واليمن تملك من الوطنيين الكثر إلا أن ينظروا بعمق لواقع التنمية وأن يعيدوا قراءة الأهداف النبيلة للثورة وأن يخففوا من غلوهم السياسية  والحزبية والمذهبية والمناطقية  وألا يتبارزوا على حساب شعب انهكه ذلك ولو رأوا حال تلك المجاميع وهي ترحل لشعروا بخيبتهم أولا لأن سياساتهم لم تزد الشعب إلا جهلاٍ وجهالة فما أحوجنا جميعا إلى قراءة الواقع والتمعن  في  قراءة الأهداف النبيلة..>

Share

التصنيفات: منوعــات

Share