Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الوحدة والديمقراطية جوهر التحولات الثورية

الوحدة والديمقراطية جوهر التحولات الثورية
استطــــــلاع /
إشـراق دلال – رجاء عاطف
<  خمسون عاماٍ على اندلاع الشرارة الأولى للحرية .. خمسون عاماٍ منذ ان اعتلى أول علم لليمن الحر كل المنابر والسواري .. خمسون عاماٍ تخللها انتصارات وانكسارات .. وإصرار قوي لتسجيل انتصارات جديدة ..
ونحن نحتفل بمناسبة اليوبيل الذهبي للثورة اليمنية « سبتمبر واكتوبر « .. تعترينا الفرحة باستذكار أمجاد خاضها ثوار اليمن ممن سعوا للحرية وانتفضوا ضد الظلم والطغيان .. وبنفس اللحظة تتخلل قلوبنا أمنية ورجاء بأن يظل اليمن في خير رغم كل الإرهاصات التي يشهدها.. ولكن هيهات ان ينطفئ النور .. ويسود الظلام .. هيهات ان تموت ألين الأفئدة .. كما وصفها رسولنا الكريم .. فنحن وإن ضاقت الحلقات ما تزال يمن الإيمان والحكمة .. 
« الوحدة « تتطرق إلى أهم أهداف الثورة اليمنية وإلى أهم انجازين تحققا وهما الوحدة والديمقراطية .. باعتبارهما جوهر التحولات الثورية ..  من خلال استضافة كوكبة من المناضلين الأحرار ممن هم شهداء الماضي والحاضر بتحدثون بكل شفافية وحرية ..  حول تقييمهم لهذين الانجازين في اليمن .. وما مدى التحولات التي جسداها على الواقع اليمني باعتبارهما من أبرز أهداف الثورة اليمنية « سبتمبر واكتوبر « ..
يؤسفني أن أقول في البدء .. حيث كنا كما اراد الإمامْ ..
« حيث   كنا  لكن  لماذا  أضعنا   ***   في التعادي سبعاٍ وفيم الخصام¿ «
بهذه الكلمات بدأ حديثه المؤرخ ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقاٍ – عبد الله علي الكميم ويضيف : ثورة سبتمبر لا شك أنها كانت ثورة عظيمة وثوارها كانوا نبلاء .. ضحوا بأعز مالديهم ضحوا بأنفسهم وتجاسروا واقتحموا وقاموا بالثورة .. إلا ان الثورة للأسف الشديد تعثرت.. ودخلت في متاهات كبيرة وعانت الكثير من الصعوبات والمشاكل التي لا حصر لها .. وذلك جراء أفعال أعداء الداخل والخارج ايضاٍ .. ولكن الأعداء الداخليين ربما كانوا أكثر .. ولعل البردوني رحمه الله كان خير من عبر عن هذا فقد التقط الحدث بعد حوالي خمس سنوات من قيام الحدث .. أي بعد نوفمبر 67م.. بعد حركة نوفمبر التي اعتبرها حركة ارتدادية حركة رجعية او مضادة .. عادت وأوقفت الثورة التحررية وبدأت اليمن تعيش مرحلة جديدة بعد هذا ..
وأردف: طبعاٍ اليمن دخلت في متاهات كثيرة .. وثوار سبتمبر للأسف الشديد لم يتابعوا ثورتهم ولذلك فالبردوني عبر في تقريره في عام 71م بقوله :
« ربما  أحسنوا  البدايات  لكن .. هل  يحسون  كيف ساء الختام¿  « .. بمعنى أنهم عندما انطلقوا وفجروا الثورة ربما بعضهم انشغل بحماية الثورة وهؤلاء هم الأحرار هم الأبطال بالفعل .. حاولوا ان يدافعوا عن الثورة ويلاحقوا أعداءها لكن هناك فئات أخرى ربما جبنوا وجلسوا في البيوت .. أما الفئة الثالثة فهي الفئة المنتفعة والتي حاولت ان تستفيد من الحدث لصالحها .. وحاولت ان تحقق مكاسب من الثورة .. وهنا تحضرني المقولة المعروفة الشهيرة « أن الثورات يخطط لها المفكرون وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء واللصوص « وهذا ما حدث بالنسبة للثورة اليمنية … وللأسف الشديد .. الشعب اليمني لم يجن ثمارها والذين جنوا ثمارها هم اللصوص والمرتزقة والأفاقون وقطاع الطرق .. إنما الثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن ..
الطلائع الوطنية
وفي ما يتعلق بالوحدة اليمنية يقول الكميم : .. طبعاٍ الوحدة هدف عظيم وهي من اهداف الثورة وتحققت بفضل الطلائع الوطنية بفضل الأبطال وبفضل الشرفاء من ابناء اليمن شمالاٍ وجنوباٍ .. ولم تكن بفعل شخص والحقيقة وإن كان لا بد ان نقول إنها تحققت بفعل فئة معينة طبعاٍ الوطنيون في الشمال وفي الجنوب هم أبطال الثورة .. ولكن فعلاٍ الجنوبيين هم ابطالها الحقيقيون.. والأبطال الشرفاء من كلا الشطرين هم فعلاٍ من حققوا الثورة وناضلوا من أجل تحقيقها فكل ما سمعنا وقرأنا من تفاهات وخطابات وزيف أن فلان من حقق الثورة هذا كله هراء في هراء .. وهذا غير صحيح على الإطلاق فإذا كانوا قد كذبوا علينا في تاريخنا الماضي فهذا التاريخ نحن عشناه بأنفسنا .. فلا يمكن أن نكذب عقولنا ومعلوماتنا ونكذب انفسنا فنحن شهود .. لازلنا شهود نعرف ما الذي تم ما الذي جرى إذا ماحاولنا ان نستعرض أهداف الثورة .. ثورة سبتمبر الغراء مع ما تحقق سنجد أنه لم يتحقق شيء ..
واستطرد الكميم متسائلاٍ  : إذا اخذنا الهدف الثاني من اهداف الثورة « بناء جيش وطني قوي لحماية الثورة والدفاع عن مكاسبها وإنجازاتها «  .. فماذا تحقق من هذا ¿¿ ..  ان اليمن كان يخجل من ان يبني لنفسه جيشا قويا.. حتى كان الجيش من غير أسرة الإمامة..
والآن .. اين جيش سبتمبر الآن جيش ممزق وجيش مبعثر .. جيش يمزق بعضه .. هناك أحداث كثيرة تحدث في الساحة اليمنية ومنها ما حدث ضد وزير الدفاع في تفجير سيارة ملغمة امام مبنى مجلس الوزراء ..
توحيد الجيش
ويضيف : سبق ان حذرنا اكثر من مرة أنه لا بد ان يتحد الجيش اليمني .. لو اتحد الجيش اليمني لما سمعنا بهذه الآثار ولما وجدت على الإطلاق ولما نشأت قاعدة ولما نشأ حراك ولما نشأ حوثيون وغيرهم .. هذه الزعانف كلها نشأت لأن الجيش فعلاٍ مختلف ويتصدى بعضه للبعض الآخر .. هذه هي المأساة التي نعيشها وإذا لم يتحد الجيش ففعلاٍ ستستمر هذه الأحداث وهذه الوقائع التي نشاهدها يوماٍ إثر يوم ربما تتصاعد وربما قد تؤدي إلى ما هو اسوأ وأسوأ لا سمح الله ..  ولا نريد هذا
وشدد الكميم : على اليمنيين الحريصين والفاعلين الذين جهروا بكلمة الحق أن يطالبوا وأن يرفعوا أصواتهم . بضرورة توحيد الجيش بأسرع وقت ممكن الجيش ليس جيش عائلة ولا جيش « أبو أحد» الجيش جيش الشعب .. نحن من يصرف على هذا الجيش من دمائنا وكدنا ولقمة عيشنا .. وعيش اولادنا نصرف عليه من عرقنا .. ليس جيش عصابات .. ولا يجوز على الإطلاق أن يبقى يوما واحداٍ جيشاٍ ممزقاٍ كما هو الحال ..
ويختم المؤرخ قائلاٍ: نرجو الله أن يجنب اليمن الأسوأ وان يعين الشعب اليمني وأن يعين القادة الحاليين وأن يعين الطلائع الوطنية والفاعلة ويعين كل المخلصين في اليمن بأن يجنبوا اليمن ما هو أسوأ ومن الآن فصاعداٍ أن يلحقوها بموقف التقدم وموقف السلام ..
الوحدة والديمقراطية
الوحدة والديمقراطية هي هدف رئيس من اهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وعندما طرح هذا الشعار ظل يتردد طيلة السنوات الماضية ..  
هكذا بدأ حديثه معنا أمين عام منظمة مناضلي الثورة اليمنية اللواء المناضل حمود بيدر  ويضيف : من أهداف الثورة السبتمبرية .. التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ثم ايضاٍ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية …. الخ .
فالوحدة والديمقراطية صنوان اضيف عليهما التنمية لأنه وبدون التنمية والاقتصاد تبقى الديمقراطية جوفاء فارغة  ..
ويضيف أمين عام منظمة مناضلي الثورة اليمنية : الشعب اليمني أصلاٍ شعب واحد وجنوب الجزيرة العربية كامله عندما جاء الاستعمار محتلاٍ الجنوب  وحكم الشمال الأئمة بعد العثمانيين .. تجزأ اليمن .. فكان الحلم الأعظم لإخواننا في الجنوب ما قبل الثورة السبتمبرية وما قبل ثورة 14من اكتوبر .. حتى بعد استقلال الجنوب كان شعار الجنوب هو النضال من أجل إعادة تحقيق الوحدة وتنفيذ الخطة الخمسية .. كذلك نفس القصة حدثت في الشمال .. حينها كان الهدف الرئيسي بأن اليمن لن يستقر إلا إذا عادت الوحدة اليمنية وعادت اللحمة الوطنية ..
ويرى اللواء بيدر انه وحتى لا يستمر الصراع بين اليمنيين كما حصل في السنوات الماضية فالوحدة والديمقراطية هدفان أساسيان .. ومعهما التنمية لأننا في هذا العالم والذي نعيشه من يملك الاقتصاد يملك المعرفة .. فالتنمية هي المعرفة .. هي الاقتصاد .. هي الصناعة والزراعة هي العمل والعلم بل هي كل شيء في الحياة .. فقضية طرح ديمقراطية ووحدة وهي في فراغ تسبب مشاكل..
الرقاب على المشانق
وأردف : نحن لازلنا نعيش على الأمل حتى لوكانت الرقاب على المشانق .. نعيش على الأمل دائماٍ .. لأن الشعب اليمني شعب يستحق التقدير والاحترام وإن تخللت فيه التعارضات نتيجة التدخل الخارجي والتخريب الداخلي لكن في النهاية هو شعب عظيم ونحن لا نراهن إلا على الشعب اليمني الذي هو الاساس من البداية ..وهو ايضاٍ الاساس في النهاية .. ولا يمكن ان تستمر اليمن بهذا النفق المظلم كما فرض عليها .. فالعالم أصبح يعيش عائلة واحدة .. وأسرة واحدة .. والعولمة وإن كان لها إيجابياتها فإنها  تشكل خطورة كبيرة .. واليمن إذا لم يكن له وجود تحت هذا العالم سينقرض ويتفكك ويعيش في مجتمعات أخرى .. ولن يبقى شيء اسمه الشعب اليمني .. نحن ثقتنا بالله كبيرة ثم بشعبنا اليمني العظيم .. وكيف ما كانت تناقضاته هو سيصمد وكما قال أحد الزعماء .. « ينام نومة الكهف.. ويصحو صحوة المجانين «
مشدداٍ : إن ديننا الإسلامي يحتم علينا أن نكون لحمة واحدة .. علينا ان نتقي الله في هذا الوطن .. هو وطننا وهو أمانة في اعناقنا جميعاٍ .. اليمن ملك للجميع فيه عزنا وخلودنا فالعالم لم يعد يقبل أحد  .. ونحن لا نملك إلا وطننا لذا يجب علينا ان نتعاون في كيف يكون لنا وجود في هذا الوطن ونتعايش .. ونتنازل لبعضنا البعض .. أفضل من ان نكون في حالة حروب  والأفضل هو من يجب ان يستمر والأسوأ  طبعاٍ سينقرض ويتلاشى ..
أهداف الثورة
الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية رئيس جامعة حضرموت سابقاٍ علي هود باعباد يقول : عندما قامت الثورة كان لها ستة أهداف ومن بينها الوحدة والديمقراطية وقد أشارت في أحد أهدافها إلى إقامة مجتمع يمني ديمقراطي .. وسارت الثورة من بدايتها على هذا الاساس ولكن للاسف دخلت تيارات سياسية كثيرة تحت مظلة الثورة وكل تيار سياسي يريد ان يقيم اوينفذ أهداف الثورة من منطلقه الفكري والعقائدي والحزبي وهذا هو الذي اثر على الثورة فأصبحت أهداف الثورة عرضة للتقاذف بين تيار وآخر واستمرت الثورة وهي تسير الآن بهذه الطريقة.. وأردف باعباد  : وكما قال الاخ الرئيس هادي انه خلال الخمسين عاما لا نزال نتصارع .. ولماذا نتصارع ¿. لان اتجاهاتنا واهدافنا تختلف ونحن كيمنيين فعلا تاثرنا بالتيارات الخارجية نتيجة للهجرة ونتيجة للدراسة واصبحت اليمن بكل التيارات السياسية الموجودة في العالم العربي وفي العالم بانواعه ومن المؤسف ايضا أن تتقاذفنا بعض الدول العربية التي تنطلق من خلال هذه الاحزاب .. اما بالنسبة للوحدة فهي هدف كبير وعظيم من اهداف الثورة السبتمبرية والاكتوبرية واهداف المجتمع اليمني الذي هو مجتمع مسلم والإسلام واضح كما قال عزوجل «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» .. فالوحدة هي مبدأ لا يمكن ان يتزحزح عنه الانسان اليمني وبرايي من يتراجع عن الوحدة انه يتراجع عن مبدأ اساسي .. فالوحدة كان من المفترض ان تقام بعد الاستقلال أي في 30 نوفمبر من عام 67م .. فظهرت تيارات حزبية تريد ان تقيم الوحدة على مبادئها منها التيار اليساري في الجنوب وهناك ايضا تيارات اخرى يسارية وقوميه في الشمال وكل تيار يريد ان تقوم الوحدة على مبادئه الخاصة وان تبتعد بقية الاتجاهات من اليمن.
ويضيف : على كل الوحدة جاءت في 22 مايو 1990م وسارت بمواثيق ومعاهدات واضحة بين طرفي الشمال والجنوب وكان من المفترض على كل طرف أن يلتزم بتلك المواثيق والتي من اهمها اتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق ..ولكن مشكلتنا نحن في اليمن عندما ننتصر نسَير عملية الانتصار على ما نريدها وليس على اساس المواثيق التي تم الاتفاق عليها .. ورغم ذلك مضت الوحدة على اساس ان اليمن واحد وشعب واحد وان لا مركزية في الادارة او في المال او في أي شيء ولكن مع الاسف انحرفت تقريبا اتفاقيات الوحدة وكانت سائدة حينها في اليمن بما نسميه بالمركزية في كل مجالات الحياة .. وأصبح الشعب في الجنوب يشعر بانه فعلا ظلم من نواح كثيرة معروفة ومشاهدة امام الجميع وهذا ماسبب تقريبا سوء فهم لمفهوم الوحدة واصبح البعض من ابناء الجنوب يطالب بالانفصال نتيجة للسلوكيات الخاطئة وليس لمبدأ الوحدة.
الوثيقة الخليجية
ويرى باعباد :  واجب علينا جميعا ان نعرف بأن الوحدة هي مبدأ لا يمكن أن يتزحزح عنه الانسان اليمني مهما كان ومهما اختلفنا في الرؤى والاهداف وفي الوسائل ويجب ان نحافظ على هذه الوحدة التي اعطتنا شأناٍ كبيراٍ امام العالم واصبح اليمني محترما في كل انحاء العالم لانه فعلا حقق هذه الوحدة في ظرف كان العالم العربي يتصارع ويتشتت الى دويلات .. والحمد لله الوحدة لا تزال موجودة وان كان هناك سوء فهم في عملية التنفيذ في مبادئها فواجب علينا ان نتراجع عن ذلك وليس عيبا ان نتراجع عن الاخطاء ولكن العيب ان نستمر في هذه الاخطاء..  و « الوثيقة الخليجية « واضحة في الحفاظ على امن واستقرار وحدة اليمن وواجب على الناس جميعا في الشمال والجنوب وفي كل الأحزاب ان يحافظوا على هذه الوحدة .. للأسف الديمقراطية ساء فهمها وتطبيقها في اليمن .. فالديمقراطية واضحة وهي حكم الشعب عن طريق الشعب وعن طريق مواثيقه ودستوره ويكن من يكون نتيجة الانتخابات وواجب المعارضة أن تساند الذي صعد إلى الحكم وان وجد هناك أخطاء واجب أن تكون فعلا عونا له ..  لكننا في اليمن عملنا عكسنا ذلك فنقوم بالتشهير بالذي ينتخب سواء انتخب بطريقة جيدة او غير جيدة ..
ويقول باعباد :  للأمانة أن الانتخابات في الجمهورية اليمنية نسبة كبيرة فيها من النوع الجيد وبدون شك ولا أقول انه لا يوجد فيها أخطاء فهناك أخطاء لكن كانت الشفافية موجودة وكنت متواجداٍ في كثير من المراكز وكنت اشعر أن الانتخابات جيدة وصندوق الانتخاب يفرز أمام المندوبين وكل شخص يعلم كم حصل على أصوات فيها.. ولكن للأسف أن بعض الأشخاص عندما لا يجدون النصاب أو لا ينتخبون يبدأون بعد ذلك يشوهون الديمقراطية .. وبدون شك نحن في اليمن جزء من العالم الثالث الذي يرى أن الديمقراطية هي وسيلة للديكتاتورية وليس وسيلة لحرية الإنسان ولكرامته وسعادته ولذا فنحن الآن في اليمن كما قال الأخ الرئيس هادي أن ثمة من 21 حزبا بل نقول أكثر من ذلك من مجالات ومواقع وللأسف أن هذه المواقع وهذه الأحزاب لا تراعي الديمقراطية بمفهومها الصحيح وتطبيقها في الجمهورية اليمنية..
كرسي الحلاق
واستطرد في القول: مرة من المرات قلت لابد ان نرفع من الآن وصاعداٍ شعار لا حزبية بعد اليوم وقد تأثرنا تأثرا كبيرا من الأحزاب التي فعلا كان أملنا فيها أن تسيَر الثورة وأهدافها إلى الطريق الصحيح وتحافظ على هذا المجتمع اليمني وعلى قيمه وأخلاقه ولكن ما نرى في الشاشة اليمنية فقط صراعات لا يمكن أن يتوصل لها الإنسان العادي فكيف بالإنسان اليمني صاحب الحكمة اليمانية ولذا فإن على الأحزاب أن تراجع نفسها على أساس الديمقراطية الحقيقية وهناك مشاهد كثيرة في العالم الذي فعلا أخذنا منه الديمقراطية .. نحن في اليمن يشعر الواحد منا انه منذ أن يولد حتى يموت يجب أن يكون زعيما لابد أن يكون رئيساٍ أو رئيس وزراء ولا يمكن أن يتنازل عنها مع أن هذه وظيفة دوله مثل كرسي الحلاق .. ولكننا في اليمن لدينا نزعة شديدة لتولي السلطة ولا يمكن أن نتركها أبدا سواء إن  كان هذا على مستوى رئاسة الجمهورية أوعلى مستوى الأحزاب أو غيره لا يتغيرون وكأن الحزب وراثي وأعضاءه لا يمكن أن يتركوا هذه الوظيفة .. مع أنها وظيفة سياسية وإدارية والإنسان اليمني يتحملها لفترة معينة وواجب أن يسلم تلك الوظيفة لغيره حتى نشعر فعلا أن هذه الوظيفة تمنح لدماء جديدة وتنمى وتتطور وعندما يكون الإنسان في الوظيفة أكثر من 5 سنوات نجد انه لا يستطيع ان يقدم شيئاٍ جديداٍ أبدا .. فيمكن أن يكون ناجحا وأن يحافظ على الموجود ولكن عندما تتغير الدماء وتتبدل رؤساء الوظائف على كل المستويات السياسي والإداري والمالي هنا يتبدل العمل الذي نحب إضافة إلى انه يجب أن نلتزم بشيء اسمه لوائح وقوانين .. و نحن لا نلتزم لا بقوانين ولا لوائح ونقول ديمقراطية فكيف هذه الديمقراطية¿ ..
مؤكداٍ بأن واجب الناس والمسئولين أن يقفوا لصد هذه الفوضى وللحفاظ على مبادئ الثورة والديمقراطية ومبادئ الوحدة اليمنية التي كلنا نشعر بأنها فخر لنا وإنها مكسب عظيم
ترسخ في الاذهان
إن التلازم الثوري والموضوعي والتاريخي بين الثورتين قائم لا تفريق بينهما على الإطلاق وإذا أصلنا هذا المبدأ أصلنا الوحدة اليمنية بكل معانيها وهذا الكلام نعتبره من الأهمية ولابد من تأصيل علمي وتأريخي للثورة اليمنية ..
هكذا بدأ حديثه « للوحدة « رئيس لجنة الشئون الدستورية والقانونية في البرلــمان علي عبدالله أبو حليقة ويضيف : فالثورة اليمنية اعتبرها الآن من خلال الالتزام بواحدية الثورة اليمنية وهي سبتمبر وأكتوبر وأن الفارق الزمني بينهما بسيط والثوار في شمال الوطن كانت تحتضنهم عدن على مر الأعمال النضالية والثورية..  وثوار محافظات الجنوب قبل الوحدة احتضنتهم صنعاء بكل معنى الكلمة وأول فوز كان من أبناء الجنوب من قبل جبهة التحرير والجبهة القومية وكانت بداية الثورة تتحرك من عدن ونجحت الثورة في صنعاء وهذا نعتبره مؤشرا مهما أن وحدة الثورة يجب أن ترسخ بالأذهان .. والجانب الآخر هو أن الثوار في الجنوب بعد قيام ثورة سبتمبر كان موطنهم في تعز وصنعاء وكانوا ينطلقون من جبال ردفان إلى المحافظات الجنوبية لمقاومة الاستعمار البريطاني وكانوا ينطلقون من المحافظات الشمالية.. فالتلازم حقيقي بين الثورتين السبتمبرية و الاكتوبرية وهذا أمر لا خلاف فيه ..
التغيير الجذري
وأردف رئيس لجنة الشئون الدستورية والقانونية في البرلــمان : من المعروف أن هاتين الثورتين اليمنيتين واجهتا الكثير من المشاكل في الداخل والخارج والصراعات والاختلافات والأيدلوجيات وبالأخص في المحافظات الجنوبية ..  والشمال واجهتنا الكثير أيضا من المشاكل منها الإمامة والتدخلات الأجنبية وهذه بدورها أثرت تأثيرا كبيرا على مسار الثورة اليمنية بشكل عام لكن في مطلع السبعينات بدأت اليمن تعيد ترتيب أوضاعها شيئا فشيئا وكان هناك أكثر من جبهة وأكثر من ثورة وقمنا بثورات تنموية واجتماعية واقتصادية فقد كنا شعبا بلا مفهوم وشعبا بلا محتوى وبلا اقتصاد ولا امن ولا دولة مركزية صحيحة ولكننا بدأنا خطوة خطوة رغم المشاكل التي واجهناها سواءٍ اقتصادية أو سياسية والتدخلات الخارجية فتقدمنا الى حد ما لكن لم تكن النتائج التي توصلنا إليها بالقدر المطلوب رغم أننا حققنا أهدافا كثيرة .. لأن الثورة بمفهومها العلمي تعني التغيير الجذري لواقع الشعوب نحن مشينا خطوات بطيئة في هذا الجانب نتيجة للمشاكل التي حدثت .. بدأنا في مطلع السبعينات والثمانينات نهيئ أنفسنا من حيث تأصيل العمل البرلماني الدستوري وإقامة بعض الأحزاب مثل المؤتمر الشعبي العام الذي احتوى كثيراٍ من التوجهات السياسية والأحزاب وبدأت تشكل تشكيلها التنظيمي احتوى كل الفعاليات السياسية وبدأنا بتحديد الميثاق الوطني وثم تشكيل المؤتمر وأنزلناالميثاق للاستفتاء وخطوات كانت ايجابية ونسبية لتأصيل العمل الديمقراطي وحققنا أهدافا لا بأس بها .. ثم توالت الثورات وحققت بعض الأهداف التنموية والاجتماعية والاقتصادية والنظام البرلماني والسياسي لا بأس انطلقنا فيه انطلاقة أفضل من الدول المجاورة
ويختم حديثه أبو حليقة  بقوله : ننتظر الآن المزيد من تجذير الثورة اليمنية في الواقع الاجتماعي والعملي وتعزيز دور العمل السياسي والديمقراطي وتأصيل العمل البرلماني هذه القضايا التي تدخل في نطاق اهتمام المجتمع اليمني لأن المجتمع اليمني أصبح متحضرا وانطلق انطلاقة قوية في التعليم وفي كل الأصعدة التعليمية ولكن رغم ذلك لا زلنا نتعثر خطوة خطوة..>

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share