Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خبراء ومحللون يشرحون أسباب التدخلات ويجيبون عن السؤال الهام : لماذا كل هذا الاهتمام الدولي والإقليمي باليمن¿

خاص بـ«الوحدة»/ من القاهرة

 

عبدالواحد عبد الغني:

 

بموقعه الجغرافي الفريد وتاريخه الحافل وحضارته سيظل اليمن محط أنظار بل ومطامع وطموحات القوى الدولية والاقليمية.

 

ولا جدال أن التدخلات الخارجية في اليمن كانت أحد أهم أسباب التوترات الداخلية على مدى تاريخه وفي السنوات الأخيرة ظهرت ملامح هذه التدخلات الخارجية بقوة واتخذت هذه القوى أشكالا متعددة كركيزة لتدخلها في الشأن اليمني حيث حاولت كل منها تكوين مرجعيات وما يمكن أن يسمى مراكز قوى لها داخل اليمن لاستخدامها بما يتوافق مع مصالحها.

 

ورغم تلك التدخلات فإن غالبية الشعب اليمني بجميع طوائفه ترفض هذه التدخلات على الرغم من الاعتراف بوجودها من خلال قلة لانخفي انها قد تكون مؤثرة في أحيان كثيرة .

 

ولكن ما هو سر هذا الاهتمام الدولي والاقليمي باليمن¿ وماهي التحديات التي تواجه اليمن بسبب هذه التدخلات ¿ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على عدد من الخبراء والمحللين المصريين في محاولة للإجابة عنها:

 

د.أحمد يوسف أحمد:

 

أخطر التحديات التي تواجه الدولة اليمنية

 

هو المطالبة بانفصال الجنوب

 

في البداية يقول المحلل السياسي والخبير بالشأن اليمني الدكتور أحمد يوسف أحمد صاحب كتاب « الدور المصري في اليمن» ان الاهتمام الدولي والاقليمي باليمن بدأ مبكراٍ ومنذ عهود طويلة نظراٍ للمكانة الكبيرة لليمن ديموغرافياٍ وسياسياٍ في المنطقة العربية بصفة عامة ومنطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية بصفة خاصة .

 

وأوضح ان هذا الاهتمام سيستمر وان القوى الدولية والاقليمية ربما تجد أرضا خصبة حالية لمزيد من التدخل في اليمن .

 

وأوضح أن تدخل دول مجلس التعاون الخليجي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة  يأتي لكونها تعتبر أن اليمن «شأن خليجي» نظراٍ لأن ما يحدث فيه يكون له تداعياته بالضرورة على الدول الخليجية وأن الدول الخليجية تفضل أن يكون التعامل مع الأزمة من شأنها حتى تضمن أن يجيء حلها بما لا يتعارض مع مصالحها.

 

وأشار الى أن كثرة اللاعبين الخارجيين في الساحة اليمنية يخشى معه ان  تتحول البلاد إلى ساحة صراع إقليمي ويثير المخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة حدثت لدول بالمنطقة خاصة بلبنان والعراق موضحا أن التدخلات الخارجية تزيد من تعقيد الأوضاع فيها .

 

وقال الدكتور أحمد يوسف أحمد ان التدخلات الخارجية بالشان اليمنى تخلق تحديات كبيرة تواجه اليمن لم تخلقها الثورة لأنها موجودة من قبلها مثل إضعاف نظام الحكم اليمني كما ان أهم هذه التحديات وأخطرها على الدولة اليمنية هو المطالبة بانفصال الجنوب.

 

وأشارالى أنه بدا أن الثورة توحد الشماليين مع الجنوبيين على الصعيد النضالي وبعد أن كان «الحراك الجنوبي» قد تحول من حركة مطلبية إلى حركة انفصالية بزغ الأمل في أن الثورة سوف تقضي على سبب المظالم في الجنوب والشمال معاٍ وبالتالي تصبح المطالبة بالانفصال غير ذات موضوع وبدأت «الفيدرالية» تظهر كصيغة جديدة مثالية للعلاقة بين اليمنيين غير أنه لوحظ في الآونة الأخيرة العودة لمطلب الانفصال على نطاق واسع وثمة ما يشير إلى أن دولاٍ بعينها تغذي هذا الاتجاه وبالتالي فإن نظام الحكم الجديد في اليمن سيكون مطالباٍ بمواجهة عاجلة لخطر انقسام الدولة وتفتت الوحدة.

 

وأضاف ليست مشكلة الجنوب وحدها التي ستصادف النظام القادم في اليمن فما تزال مشكلة الحوثيين دون حل ومايزال نشاط «القاعدة» قائماٍ ويشير هذا كله إلى أن الثورة اليمنية بتوقيع المبادرة الخليجية لن تختلف عن مثيلتها في كل من مصر وليبيا فتغيير رأس النظام على أهميته ليس هو المشكلة الرئيسة وإنما ثمة طريق طويلة مليئة بالمصاعب يتعين السير فيها وصولاٍ إلى تحقيق الطموحات المشروعة للشعب اليمني.

 

 

اللواء سامح سيف اليزل:

 

اليمن تحول إلى ساحة لتصفية

 

حسابات إقليمية

 

أما الخبير العسكري اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل فيشير إلى تنامي التدخلات الخارجية في اليمن خلال الفترة الأخيرة موضحا أن تنامي النفوذ الإيراني بصفة خاصة يثير المخاوف لأنها تسعى من خلال جماعة الحوثي في الشمال إلى إيجاد موطئ قدم في ميناء ميدي على البحر الأحمر كما تحاول التواجد قريباٍ من ممرات الملاحة الدولية في خليج عدن من خلال علاقتها مع بعض الجماعات الجنوبية المطالبة بالانفصال.

 

وأشار الى أن ارتباط إيران بجماعة علي سالم البيض مثير للقلق وأن الخوف أن ينتقل الدعم الإيراني للانفصاليين من السياسي إلى العسكري حيث  تسعى «إيران لتعظيم دورها في اليمن بهدف كسب أوراق تلعب بها إقليميا حيث هدفها النهائي السعودية»

 

وقال أن جماعة الحوثي ليست سوى أداة تسعى إيران من خلالها إلى تنفيذ أجندات خاصة وارتباط الجماعة بإيران أصبح واضحاٍ بما لايدع مجالاٍ للشك فمنذ الإعلان عن ميلاد الحوثي كجماعة دينية ثم تحولها إلى جماعة مسلحة خاضت ست حروب مع الحكومة اليمنية وانتهت بسيطرة الجماعة على معظم مناطق محافظة صعدة على الحدود مع السعودية  حيث بنى الحوثيون في صعدة نموذجاٍ شبيها بنموذج حزب الله في لبنان منطقة خارج سيطرة الدولة تم اخضاعها بالقوة العسكرية لتحقيق نفوذ سياسي ولعب دور مؤثر على الساحة اليمنية.

 

ويشير الى ان إيران بدأت كذلك في بناء علاقات مع بعض القادة السياسيين في الجنوب كما استطاعت ان تقيم علاقات مع مجموعة من السياسيين في الشمال غير جماعة الحوثي ويوضح أن إيران تعتقد أن اليمن يمر بمرحلة فراغ كبيرة وأنها يجب أن تملأ هذا الفراغ .

 

ويقول ان إيران تلعب في اليمن وعينها على السعودية وهي تسعى إلى استخدام اليمن كمخلب قط في صراعها الإقليمي حيث بدأ اليمن يتحول  إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية ويمكن أن يصبح ساحة للصراعات في سيناريو مشابه لما يحدث في لبنان أو على الساحة العراقية .

 

ويقول  اللواء سيف اليزل أن إيران تسعى إلى تعويض خسارتها نظام الأسد حال سقوطه من خلال تعزيز نفوذها في اليمن قريباٍ من دول الخليج وان خطورة الموقف الإيراني تكمن في حال تم تهميش بعض القوى الوطنية الموجودة فعدم اشراكها في العمل السياسي يخلق مبرراٍ للتدخلات.. وعن الخلفية التاريخية للتدخل الايراني باليمن يقول اللواء سيف اليزل ان لليمن علاقات خاصة بإيران سواء في فترة ماقبل أو بعد الإسلام وفي التاريخ المعاصر ارتبط اليمن بعلاقات رسمية متميزة مع حكومة شاه إيران وكانت تحصل الحكومة اليمنية على دعم إيراني في عدد من المجالات ومن ذلك دعم وزارة التربية والتعليم في السبعينيات بحافلات خاصة بطلاب معاهد المعلمين كان يكتب عليها (هدية الحكومة الشهنشاهية الإيرانية) على كل حال تلك الفترة من علاقة إيران باليمن كانت مقتصرة على العلاقات الرسمية بين حكومتي اليمن وإيران.

 

وقال إن التغير في العلاقات اليمنية الإيرانية المعاصرة ممثلة بإطارها الرسمي حدث منذ ثمانينات القرن العشرين عندما دعمت اليمن (الشمالي) أنذاك الحكومة العراقية في حربها مع إيران ومنذ تلك الفترة بدأت العلاقات تسوء بين الحكومة اليمنية والحكومة الإيرانية وبحكم طبيعة النظام السياسي الإيراني العقائدي بدأت حكومة إيران في تكوين تحالف مذهبي مع بعض مكونات الشعب اليمني وشكل عقد التسعينيات بداية ذلك التدخل بشكل واضح حيث بدأت بعض الجماعات المذهبية الإيرانية ترسل منشورات ومطبوعات مذهبية يتم تداولها بشكل شخصي بين بعض الأفراد المتعاطفين مع حكومة الآيات في طهران بل تطور الأمر حتى أصبح بعض الشباب اليمني يحصل على منح دراسية في الحوزات والجامعات الإيرانية لاتمر غبر بوابة وزارة التعليم العالي في اليمن ومن ثم جاء دعم ايران للحوثيين مؤخرا باعتبارهم احدى فرق الشيعة.>

 

د. صبحي عسيلة:

 

القرصنة والموقع الاستراتيجي لليمن وراء مساعي التدخلات

 

من جانبه يرى الدكتور صبحي عسيلة الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن التدخلات في اليمن ليست اقليمية فقط فالولايات الأمريكية تسعى أيضا ومنذ زمن بعيد لاختراق الساحة اليمنية مشيرا إلى أن اليمن تحولت حاليا إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران وقال ان التحذيرات المتكررة التي تطلقها الولايات المتحدة من تزايد النشاط الإيراني في اليمن وحديثها عن دعم إيراني لجماعة الحوثي بالسلاح والمال يعتبر أحد مؤشرات هذا الصراع .

 

وقال ان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين حذر كذلك مؤخرا من أن إيران تزيد من أنشطتها في اليمن وقد تمثل تهديداٍ أكبر لاستقراره وأمنه وهو ما يدل على أن الولايات المتحدة منزعجة للغاية وتبحث في طرق مواجهة النشاط الإيراني المتزايد على الساحة اليمنية .

 

وأوضح أن الإشكالية التي تقع فيها اليمن حالياٍ هى تدخل عدد من القوى الدولية والإقليمية التي تنافس بعضها البعض وبالتالي كل دولة تحاول استقطاب مجموعة من السكان وتسليحها ومكمن الخطر أن الخلافات التي قد تنشب بين هذه المجموعات ستتحول إلى صراع مسلح تصبح الدول الإقليمية طرفاٍ ممولاٍ فيه ومن ثم تصبح حياة السكان المدنيين عرضة لخطر تلك الصراعات المسلحة دونما دخل مباشر لهم في تلك المواجهات وضحايا الألغام المزروعة في بعض مناطق حجة نموذجاٍ للمآسي التي يتعرض لها السكان .

 

وأشار عسيلة الى أن ضعف الدولة المركزية في اليمن منذ سنوات وغياب التدوير السياسي الديمقراطي للمناصب السياسية السيادية والإدارية العليا ثم تعدد ولاءات القوات المسلحة والأمن كل ذلك أثر بشكل سلبي على قوة الدولة اليمنية ونفوذها الإقليمي والدولي يضاف إلى ذلك اللعب بالورقة الأمنية من خلال دعم بعض الميلشيات المسلحة وتدهور الأوضاع المعيشية والاجتماعية كل تلك الوقائع زادت من تدهور الأوضاع الداخلية وتنامي الارتهان للخارج .

 

وقال انه من المؤسف أنه وعلى الرغم من وجود أجهزة أمن قومي وسياسي ممتد في العديد من مفاصل الدولة والمناطق الجغرافية إلاِ أن بعض القوى الدولية المناوئة للحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية تمكنت من التنسيق مع بعض الجماعات المحلية وإيصال أسلحة وأموال إليها بما فيها الأسلحة الثقيلة .

 

ويوضح الدكتور صبحي عسيلة أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تتدخل في الشان اليمني من القوى الدولية بل ان بريطانيا تلعب هذا الدور ومن المتوقع ان تحاول روسيا أيضا ذلك وكذلك اسرائيل  خلال الفترة المقبلة مشيرا الى ان القرصنة والموقع الاستراتيجي لليمن على مضيق باب المندب أحد العوامل المهمة التي تقف وراء كل تلك المساعي للتدخلات .

 

ودعا الحكم الجديد في اليمن الى الانتباه لكل تلك التحركات وان يحاول قدر الامكان تجنيب اليمن ان تكون ساحة لأي صراع دولي او إقليمي لأن ذلك سينعكس بالتأكيد على الوضع الداخلي في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة من تاريخ اليمن..

Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share