Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

القضية الجنوبية..المعرفة والاعتراف هما الحل

عاصم السادة

 

صعود الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم باعتباره احد أبناء الجنوب اليمني هل يعني حلاٍ للقضية الجنوبية وضمانا لاستمرار الوحدة اليمنية وإلجاماٍ للأفواه المنادية بفك الارتباط ..¿

 

اعتقد بل اجزم أن حل القضية الجنوبية ليس له علاقة بكرسي الرئاسة ولا الشراكة الوطنية كما يفكر السياسيون في بلادنا وإنما جوهر المعضلة هي الممارسات السياسية الخاطئة التي ارتكبت في حقهم طيلة 21عاماٍ منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة إذ لا تعدو أن تكون مطالبهم حقوقية وانصافية لهم لما تعرضوا له من إقصاء وظيفي وتهميش سياسي وسلب للحقوق والممتلكات واستحواذ على الثروات النفطية والغازية والسمكية وهذا ما خلفته حرب صيف 94م من أثار ظلت بعيدة عن المعالجات الأمر الذي جعل البعض من الانتهازيين وفاقدي السلطة من الجنوب يستغلون ما يسمى «بالحراك الجنوبي» الذي خرج بادئ الأمر لغرض المطالبة بالحقوق وانتهى بعضه إلى المطالبة بفك الارتباط ..!

 

إن مثل هكذا قضية سياسية لا يمكن حلها وإغلاق ملفها نهائياٍ ما لم يكن هناك إصلاحات ومعالجات لتلك الممارسات الخاطئة بشيئين لا ثالث لهما هما: المعرفة والاعتراف وذلك من خلال معرفة مكمن الخطأ بكل جوانبه وتشخيصه بدقه والاعتراف بالقضية وعدم الإصرار على نكرانها لان ذلك يوسع فجوة المشكلة ويزيد من ارتكاب الأخطاء دون شعور وهو ما قد يفضي إلى خروج القضية عن السيطرة من المضمار الداخلي إلى إطار التدويل الخارجي ..

 

اليوم هناك من يحاول أن يضع مسألة فك الارتباط في محك الحلول السليمة الأخيرة للقضية الجنوبية ليس قناعة بهذا الشيء ولكن ثمة دول خارجية تقدم الدعم بكل أشكاله وصنوفه عبر أشخاص انتفاعيين وماديين لم يفقهوا بعد أن النظر بعين واحده لا تعطيك الصورة الكاملة وذلك لتنفيذ أجندات سياسية وطائفية توسعية في شمال وجنوب اليمن وهي-ايضاٍ-تستخدمها كأداة لصناعة الموت وتمزيق النسيج الاجتماعي في البلد وبالتالي لا يدركون فظاعة المشروع التدميري الذي تهدف إليه تلك الدول من قريب أو بعيد فالمهم بالنسبة لهم هو استعادة ارض الجنوب العربي وتحريره من الاحتلال ولا ادري أي جنوب عربي واحتلال يتحدثون عنه ..!!!

 

وهنا نعترف بالقضية الجنوبية كقضية حقوقية بحته ومطالب مشروعة يجب حلها بطرق سلميه وحضارية ولعل أنجعها الحوار الوطني الشامل الذي من خلاله ستتجلى الحقيقة وسيتفق الجميع على نقاط محددة تكون بمثابة الدواء الشافي لكل الجروح التي نكئت ولن يقبل احد بأي حلول أخرى تهدف إلى تجاوز الخطوط الحمراء والثوابت الوطنية لان ذلك لن يزيد الوضع إلا تعقيداٍ وسوءاٍ.. وبالتالي فإن الحوار كقيمة حضارية سيجعل كل شيء سهلاٍ لحل القضية الجنوبية بل سيجمد المشاريع الصغيرة في الداخل أو الخارج..

 

إن فكرة الفدرالية التي تطرح اليوم لكونها السبيل الأسلم والأنسب للقضية الجنوبية بدلاٍ من دعوات الانفصال التي ينادي بها البعض من أبناء الجنوب هي من منظور وطني أنجع الحلول وأفضلها لإبقاء اليمن موحداٍ أرضاٍ وإنساناٍ إذ ستعطي لكل محافظة الحق في حكم ذاتها داخلياٍ بما يتواءم مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيها كما هو في دولة الإمارات العربية المتحدة.. ناهيك عن إخراس تلك الأفواه الفاغرة والأيدي الممدودة لاستجداء الأموال من الخارج لأغراض رخيصة يراد بها باطل في البلد..!

 

وما يثير الاستغراب لدينا هي تلك الأطروحات التي كان وما يزال يضعها بعض الساسة وغيرهم في بلادنا بان الحل الأوحد للقضية الجنوبية تكمن بوجود رئيس جنوبي يحكم اليمن أو رئيس للوزراء على غرار «المحاصصه» باعتبار أن ذلك يعد إنصافا للجنوبيين وهذه في الواقع رؤية سطحية ليس لها معنى وهي تنم عن مفهوم ضيق الأفق وقاصر النظر لجوهر القضية الجنوبية وعدم استيعابها من كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..فأياٍ كان الرئيس شماليا أو جنوبيا تبقى حقوق المواطن مكفولة دستورياٍ وقانونياٍ أكان شمالياٍ أو جنوبياٍ لكن أصحاب هذه النظرية يعتقدون أن المحسوبية والتقاسم التي يتعاملون بها ستوجد حلاٍ لمثل هكذا مشكلة ..!!

 

ما نريده اليوم من الإخوان في الحراك الجنوبي هو الاستجابة إلى صوت العقل والاحتكام إلى الواقع والضمير الإنساني والروابط الاجتماعية ونبذ الكراهية والتعصب الأعمى الذي لا جدوى منه لان ما فعل بكم لا يمثل الشعب اليمني بأكمله وإنما هم أشخاص معينون أصبحنا نمقتهم مقتاٍ أشد منكم لأن جورها قد طالنا جميعاٍ ..وبالتالي فان الوحدة اليمنية ملك الشعب كل الشعب وليست ملك «البيض» أو»العطاس» أو «الفضلي» أو «الاصنج» أو»بن فريد» وغيرهم ممن ينادون بفك الارتباط ..فلا يمكن أن نشخصن مكتسبات الوطن ونختزل مقدراته في وجوه لم تعد ذات وجهة مقبولة كونها أصبحت من الماضي والماضي لا يمكن أن يعود..

 

ألا يعلم أبناء الجنوب اليمني أننا وإياهم كشعب واحد من حقق الوحدة اليمنية وليس اشخاصا معينين..¿!  ألا يعلم إخواننا في الجنوب اليمني أن ما نعانيه لا يقل شأناٍ عما يعانون منه بل وما أكثر ما نعانيه نحن في الشمال إذ نقاسمكم الظلم والجوع والفقر والمرض والإقصاء والتهميش..¿!

 

فمهما بلغت الخلافات السياسية التي تحدث بين أشخاص أكانوا في السلطة أو المعارضة لا يجب أن تؤثر سلباٍ على ثوابتنا الوطنية وعلينا كشعب ..بل يجب أن نتحد لنقف سوياٍ دون تخاذل لاحتواء تلك الأخطاء ومعالجتها ونقرر ما هو أصلح لنا جميعاٍ .. ففي الأخير هم أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم ليس إلا..

 

فاليمن ملكنا جميعاٍ وليست لطغمة بحد ذاتها وهي تحتكم إلى حكم الشعب لا لأشخاص مغرضين ليس لهم من وطنيتهم غير بطائق الهوية!.
Share

التصنيفات: منوعــات

Share