Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قابلت «الرئيس» فوق الرصيف!!

حسين البكري

 

في بداية الثمانينات وجنب المتحف الوطني في قلب العاصمة «فالتا» رأيتها واقفة فوق الرصيف بهدوء.. وقد بدت لي بملابسها العادية كحال مواطنة بسيطة ومتواضعة بينما هي السيدة الأولى «بربارا» رئيسة جمهورية مالطا «من حزب العمل الحاكم».. بعد السلام والتحية سألتها بأدب جم فقالت: نعم أنا السيدة «بربارا» اشغل منصب رئيس الجمهورية انتخبني الشعب كي أسهر على خدمته والحفاظ على مصالحه بتضحية واخلاص أنا في كل الظروف مجرد مواطنة متواضعة ومجتهدة في أداء عملي.

 

لا أنا لست بحاجة إلى الحراسة والحراس فأنا هنا أقف فوق الرصيف وحدي بانتظار وفد من ضيوفنا الرسميين.. يا هذا أنا لا أخاف أحداٍ من الشعب فهو الذي انتخبني بكامل إرادته والجميع يعلم أني أعيش ضمن حدود مرتبي وحتى إني ما زلت استخدم سيارتي القديمة محتفظة بعلاقات ودية مع الجميع.

 

ولسوف أترك الرئاسة إن طلب الشعب مني ذلك.

 

أنا لست فوق الناس أنا جزء منهم والحفاظ على مصالحهم أمانة بعنقي والقانون في بلادنا عادل وفوق الجميع.

 

– هيه يا سيدتي كم أنت متواضعة!!

 

– وأنت أيضاٍ متواضع لأنك أعطيتني بعض وقتك.

 

– بصراحة أريد أن اشاركك احتساء كوب شاي

 

 في أي مكان عام تختارينه أنت .. هل لديك أي مانع¿

 

– قالت وعلى شفتيها ابتسامة جانبية أنا على استعداد لقبول دعوتك لو كان وقتي يتسع أنا عندي مقابلات رسمية وأعمال كثيرة لا تنتهي.

 

وعلى مضض تركتها واقفة على الرصيف الهادئ الأنيق وتحت أشعة الشمس شديدة الحرارة وحولها لم أر مواطنين يضايقونها بأوراق الشكاوى أو طلبات المساعدة فكل مواطن مشغول بعمله بدون شكوى من الرشاوى أو الواسطة أو الظلم والسرقة فالقانون يحميهم ويحافظ على حياتهم وحقوقهم مصانة.

 

مرت سنوات وكم سررت بنبأ وجودها بصنعاء في «زيارة ودية قصيرة» ولكن ما كان سهلاٍ في «فالتا» أصبح صعباٍ عندنا..!

 

لم يكن سهلاٍ علي مقابلتها مثلما قابلتها هناك وحدها فوق الرصيف بدون حراس!! وهكذا كان حالها في جميع بلاد العرب يحيط بها العساكر حماية لحياتها.

 

«ها  ألا يوجد فرق!!»..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share