Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قراصنة في البحر وآخرون في البر.. صيادو الحديدة.. معاناة قد تنتهي قريباٍ!!

تقع محافظة الحديدة في الجهه الغربية من اليمن في منتصف الساحل الشرقي للبحر الاحمر وتتمتع بمقومات زراعية وسياحية وصناعية وسمكية إذ تسهم بما يقارب 40 % من الانتاج الزراعي وتمثل ثاني اكبر محافظة في عدد السكان.. عرفت عروس البحر الاحمر باسم تهامة أما اسمها ( الحديدة) فيعود الى امرأة كانت تدعى (حديدة) عاشت في القرن التاسع فبنت كوخاٍ ينزل فيه المسافرون ومع تزايد المسافرين قامت حديدة بتجهيز اكثرمن خيمة وشكلت قرية صغيرة للمسافرين والصيادين فتداول الناس اسم حديدة واصبح مع الايام اسما شائعا وسميت المدينة به وفي اوائل القرن الثامن الهجري ظهرت الحديدة كمنطقه صيد ثم كمرسى للسفن عام 859هـ ثم أصبحت ميناء صغيرا واعتبرت من اهم نوافذ اليمن على العالم كما انها شهدت معارك مع المستعمرين الرومان والأحباش وغيرهم الكثير .تمتاز تهامة بشواطئها الرملية الناعمة التى تمتد بطول 15 كيلو متراٍ كما تتوفر فيها كميات هائلة من الأسماك يأتي بها الصيادون البارعون الذين يمضون الى البحر بقواربهم المتواضعة لإخراج أجود أنواع الأسماك للمواطنين.. لكن الواقع المعاش بين الصيادين قد يكون مختلفاٍ قليلاٍ من حيث مشاكلهم ومعاناتهم ومن حيث دور وزارة الثروة السمكية في الرقابة على البحر..
 

 

استطلاع / سوزان أبوعلي
 

 

من هنا ناقشنا أوضاعهم ومعاناتهم وحتى أمنياتهم ومطالبهم من حكومة الوفاق تكلم معي البعض بكل جرأة والبعض الآخر صمت ورفض الحديث لاعتقاده بأنه لاجدوى من الحديث وآخرون تحدثوا دون ذكر أسمائهم..  الخميسي أول من ألتقينا به في (المحوات) «مؤسسة بيع السمك» عند وصوله من البحر فقد دخل مع صديق له بقارب صغير ليصطادوا أي نوع من الاسماك لبيعه للمواطنين حسن قال لنا: عمل الصيد متعب قليلاٍ ولايوجد فيه أي متعة فالصياد يمكث في البحر  4إلى 5 أيام وأحياناٍ أخرى من نصف شهر الى شهر علماٍ أنه يأخذ جميع احتياطاته من أكل وماء وأضاف: ومن أهم المخاطر التي نواجهها هي الحدود التي تفصلنا مع الارتريين! فهناك فواصل بحرية إلا أن الصيادين يواجهون المشاكل معهم فالقراصنة يختطفون الصياد اليمني في الحدود اليمنية ويوهمون الاريتريين أننا دخلنا حدودهم ويتم دفع غرامة مايقارب (500) الى (600) ألف ريال يمني لإطلاق سراحنا وهذه هي أكبر المشاكل التى لم نحصل لها على حل حتى الآن وقد صادفنا أقدم العاملين في مجال الصيد وهو محمد إبراهيم يعمل منذ أكثر من 30 عاماٍ يقول : السمك التهامي من ألذ أنواع السمك برغم أننا نفتقد إلى الاهتمام والرعاية وتوفير الإمكانيات ومراعاة الصياد نحن نفتقد إلى هذا الجانب! ومن أنواع السمك الذي يصدر (الديرك _ الهامور _ البياض _ سمك القرش) وطالب إبراهيم: بتأمين حياة الصياد الذي إذا دخل البحر لايعلم أين سيكون مصيره!!

 

منصور حسن أخبرنا بأ شياء جميعنا نجهلها وهي إهمال مكتب وزارة الثروة السمكية للصيادين وللمحوات (مؤسسة الصيد) فيقول:

 

لاتوجد أي متعة للعمل فالصياد اليمني مهضوم ولايشعر بأي متعة  ما كنا نشكوه في السابق من الصيادين المصريين هو دخولهم الحدود اليمنية ونزولهم للصيد في حدودنا ويصطادون كميات هائلة من الشعِب المرجانية والاسماك.. أضف لذلك أننا نفتقد لأشياء كثيرة من أهمها أن كل شيء على حساب الصياد من قوارب وثلوج وفي رمضان قامت الوزارة بتوفير هنجر غالي التكلفه تجاوزت تكلفته 146مليون ريال وكان التصميم خاطئا ولا يتوفر فيه مخازن للثلج والإعدادات الخاصة للاهتمام بالسمك وكل شيء فيه مغشوش من حيث البلاط والمفاتح والشبابيك..

 

فالمقاول لعب بالمناقصه ولم يْحاسب والهنجر الذي تم صنعة هو الان غير صالح للاستخدام.!!

 

أحد الصيادين رفض ذكر اسمه قال أنه لا يملك سوى كلمتين يود أن يقولهما: «&&رسالتي الى الوزارة هي حماية الصيادين وتوفير تأمين للصياد وتوفير القوارب وتحسين «المحوات» ونحن بحاجة لخفر سواحل بأدوات انقاذ متكامله» صياد آخر رفض ذكر اسمه اتفق في الرأي مع من سبقوه وأضاف: إن الصياد اليمني بحاجة إلى رعاية وكذا التخلص من الفاسدين.

 

مساعدة الدولة معدومة هذا ما أشاراليه فؤاد علي أحمد أحد عقلاء البياعين وقال: نحن نفتقد مساعدة الدولة لنا من جميع النواحي فهي معدومة  وهناك وكلاء يقومون برعاية الصيادين مادياٍ ومعنوياٍ ولايوجد أي دور للرقابة  لاسيما في البحر فأحياناٍ يتم قرصنة حدودنا الاقليمية كما أشار أيضاٍ عبدالله فتيني أحد الصيادين الذي دخل معنا في الحوار قائلاٍ يتم أيضاٍ اختطاف الصياد اليمني من الحدود اليمنية ونهب مابحوزته وتركه يعود خالياٍ من أدوات الصيد والأسماك واعطائه فقط عبوة ماء و«دبة» بترول للعودة الى أراضيه.

 

عبده عنبر أحد الوكلاء في سوق السمك يعمل منذ 25عامآ قال: أي دعم يكون باسمنا نحن الصيادين يسطو عليه مسؤول الدولة في المحافظة فطريقة البيع تتم هنا بالمزاد العلني بين الذين يذهبون للصيد وبين الصيادين البسطاء الذين يشترون منهم والتجار لا الصيادين هم من يتولون البيع للخارج عدا أنه على كل صياد ان يدفع 4% مما اصطاده كجباية لبعض اللصوص!!

 

الرائد داود الفاضل نائب مدير أمن حماية محوات الكورنيش (سوق سمك الكورنيش) وهو من ضمن فريق خفر السواحل يقول :الحماية التي نقدمها هي في حدود الامكانيات التي نملكها فدورنا هنا «سيادي» نحن كخفر سواحل نحذر الصيادين من الصيد خارج الحدود الاقليمية وفي حالة مايتم امساك صيادين خارج الحدود اليمنية نتواصل نحن خفر السواحل مع السفارات والجهات المختصة ليتم الإفراج عنهم وبرغم ذلك لاننكر القصور الذي فينا!!

 

في الأخير: غياب الرقابة على بيع السمك وظروف الحياة الصعبة التي يعيشها الصياد كلها ضغوط  تبني حاجزاٍ من الياس والإحباط رغم ذلك يظل البحر والصيد بمثابة أمل للصياد في العيش ومواجهة الياس والصعاب أو كما يقولون لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس..
تصوير / مرينا منصور
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share