Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

نْمِجøöدْ العْرف وننسى التواصي بالحق

نْمِجدْ العْرف وننسى التواصي بالحق
أعراف قبلية وأحكام خالفت الشريعة الإسلامية
<  القبيلة تراث يمني أصيل وشعار شعبي واسع يدعوك هذا التراث إلى الكرم والجود والوفاء والالتزام بالواجب والشهامة وكل ذلك لم يكن غريبا على شريعتنا الإسلامية ولكننا قد نعاني من بعض الأحكام القبلية والأعراف التي لم تأت في إطار الشرع وخالفت هدى الله وسنة رسوله ويبقى المسلم حيالها عاصيا لشرع القبيلة أو عكس ذلك تماما.
في السطور القادمة نسلط الضوء على بعض الأحكام القبلية والأعراف التي خالفت الشريعة الإسلامية.
استطلاع/ أحمد السعيدي
أشرق ضياء الكون ساطعا في سماء العالم وبزع نور الحق بولادته البهية وختم الله برسالته النبوة وكشف به الغمة وأخرج البشرية من أدران الجاهلية وأخرج الله الناس بهداه من الظلمات إلى النور أنزل عليه القران ومثله معه لم يترك خيرا إلا رغبنا فيه ولا شرا إلا حذرنا منه كشف سيرته لتدخل سرائرنا وكشف أسراره لتكون في سيرتنا واتباعه أمراٍ من الله عز وجل فالقران والسنة شريعتنا التي نحتكم إليها في كل الأقوال والأفعال ومنها فقط نسير حياتنا وما اختلفنا فيه فنرده إلى الله ورسوله ولن نختلف مادام الرسول صلى الله عليه وسلم قال «الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فاجتنبوا الشبهات»
جاءت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتنظم كل شؤون الحياة والمعاملات وصار الطريق الوحيد للنجاة هو اتباعه ولكننا وللأسف نتبع أحيانا العرف القبلي فقط ولا مشكلة في أن نتبع الأحكام القبلية والأعراف ولكن في إطار الشريعة أما عكس ذلك فهنا المشكلة التي لابد أن تحل في ما يلي بعض مادارت عليه بعض تلك الأحكام والأعراف القبلية.
الأكثر ظلما
ويتفق الجميع بأن المرأة هي الأكثر تعرضا للظلم والإبعاد من تحكيم الشريعة الإسلامية في التعامل معها ففي بعض القرى تطغى أسلاف القبائل وعاداتهم على أبسط حقوق المرأة.
يقول الأخ صالح وجدان المرأة في قريتنا تحرم من الميراث لذنب وحيد هو أنها امرأة وليست رجلاٍ ويضيف أيضا أن هذه العادة بدأت تزول من قريتهم إلا أنها لا تزال موجودة والبعض لا يستطيع تركها لأنها عرف قبلي متفق عليه من قديم الزمان والبعض يعلق قائلا :«ما بش مكالف عندنا يورثين» خوفا من أن تتزوج هذه المكلف فيذهب مال الأسرة إلى رجل غريب فيخرج من بين أيديهم لأن هذا عيب على قولهم ومع العلم لا تزال تلك الظاهرة تتكرر في كثير من القرى.
ومن التعليم أيضا
وعلاوة على ذلك فإن المرأة في بعض القرى القبلية تحرم من حق التعليم أيضا فالعرف القبلي المتعارف عليه هو أن المرأة مالها إلا بيت زوجها وأن العلم الذي لابد أن تتعلمه هو علم الطبخ فقط ومن العيب أن بناتهم يدخلن المدارس ولو صار ذلك فسوف يعايب بعضهم بعضا ويعلق البعض على الآخر لأن المرأة تختلف عن الرجل فالمرأة لماذا تتعلم لأن الرجل لا يريد امرأة متعلمة بل جاهلة لا تعلم شيئا ولذلك صارت نسبة الفتيات المحرومات من التعليم قد تجاوزت 65% فالأسلاف القبلية ظلمت المرأة ولا تزال تظلمها نتيجة الجهل وعدم توفير الوعي الكافي.
ومن حرية التعبير
أما الحاج علي فقد قاطعه أهل القرية التي يعيش فيها في محافظة صنعاء لسبب كبير في نظرهم هو أنه قال لوالد الشاب الذي جاء لخطبة ابنته «دعني آخذ برأيها وأستشيرها» فقام عليه المحل بأكمله وقالوا «ما هذه إلا عيب كبير ولا هي في شرع القبيلة ولا أعرافنا وتقاليدنا من متى الرجال يسمعوا رأي المرأة ومتى لها رأي» هكذا صادرت الأعراف القبلية حرية المرأة حتى في التعبير عن رأيها في اختيار شريك حياتها وصارت مجرد جماد في البيت ولا حق لها إلا تزويجها فقط.. بينما شريعتنا الإسلامية تقول: قال الله عزوجل «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» وفي الحديث «إنما النساء شقائق الرجال وقوله صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا ولنعرف حقيقة المكانة العظيمة للمرأة في الإسلام يكفينا أن نعلم أن الشرع جعلها مكلفة كالرجل بواجباته وإقامة شرائعه وأحكامه ومثله في استحقاق الثواب والجزاء.
الذبح لغير الله
قد تبدو مسألة الذبح لغير الله سهلة عند كثير من الناس مبررا ذلك بما يسمى بـ«الهجر» وهو إرضاء الآخرين وأيضا عندما يستقبل البعض العروسة أو المولود وغيرها من الأشياء التي لا تكون فيها النية خالصة لله تعالى العجيب في الأمر أن الناس أصبحوا يعتبرون الأمر عاديا وقد يشعر الشخص منهم بالراحة والمكانة بين الناس إذا ذبح ثورا لإرضاء الآخرين ولو على حساب غضب الله سبحانه وتعالى وعند السؤال عن هذا الموضوع حدثنا الأخ وسيم العطافي «أنه في قريتهم لابد أن تستقبل العروسة عند دخولها من الباب بذبح شاة وأن تسيل دماؤها على معقم الباب وإن لم يحصل ذلك فهو عيب يستحق أن يقوم أهل العروسة بأخذ عروستهم من زوجها لأنه عرف قبلي متعارف عليه قديماٍ..
وقد أجمع العلماء على حرمة الذبح لغير الله تعالى ومن صور ذلك أن بعضهم إذا حفر بئرا أو أشترى دارا أو تزوج ذبح وأراق الدم على الأعتاب خوفا من أذى الجن وهذا من الذبح لغير الله تعالى والله يقول «فصل لربك وانحر» ويقول سبحانه « قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين» فمن ذبح لغير الله تعالى تحت أي مسمى فقد وقع في الشرك الأكبر ومنه ما يسمى بالهجر وهو الذبح لإرضاء الغير هذا من الشرك ولا يجوز فعله وعلى الناس أن يتركوا هذه العادة المحرمة التي توقعهم في غضب الله تعالى وأليم عقابه وتعرضهم للعنة الله وغضبه فقد ورد في الحديث « لعن الله من ذبح لغير الله».
طاعة الشيخ
ويرى الأخ عمار الحجاجي المعيد في جامعة صنعاء أن طاعة الشيخ أحيانا تندرج ضمن الأعراف والأحكام التي خالفت الشريعة الإسلامية فقال الحجاجي تلزمك الأعراف القبلية أن تطيع الشيخ وألا تكسر كلامه وأن تكون بعد الشيخ ما قاله قال ولو في معصية يسالك الله عنها في يوم لا ينفعك فيه شيخ  ولا أحد من العالمين فقد يأمرك بالقتل أو شهادة الزور أو غير ذلك.
وفي نفس السياق يقول مقداد علي من محافظة إب أنه تم طرده من قريته بأوامر الشيخ لأنه رفض أوامر الشيخ الذي أمر مجموعة بالخروج والتقطع لشيخ آخر في قرية مجاورة ونهب سيارته وسلاحه وذلك لمشكلة شخصية على بئر ماء تقع بين القريتين ومع رفض مقداد تنفيذ الأوامر قرر الشيخ أن يخرج مقداد من القرية لأنه لا يستحق الجلوس فيها.
 وهذا لا يجوز أبداٍ لأن حال هؤلاء سيكون تعيساٍ يوم القيامة قال تعالى «يوم تقلب وجوهم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول وقالوا ربناء إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلِ ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناٍ كبيرا» ونهى الرسول عن ذلك بقوله «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
أحياء في القبور
وعندما كنا نبحث عن بعض الأعراف القبلية والأحكام  المستنبطة من غير الشريعة الإسلامية وجدنا في قرية واقعة في محافظة صنعاء عرفاٍ قبلياٍ غريباٍ ولم نكن نتوقع أن هذا يحصل في اليمن ففي تلك القرية أشياء غريبة تحدث أمام القبور وخاصة قبور الأولياء والصالحين والمشائخ البارزين في تلك القرية فعند الزيارة للقبر يحضر الرجل وزوجته وأولاده وبناته حاملين معهم الطيب والهدايا والأموال فيقوم كل شخص من أفراد العائلة بزيارة القبر على حده ثم يدخل الذي يليه وأصبح جميع أهل تلك القرية كما قال لي أحد أفراد تلك القرية ملتزمين بزيارة القبور المهمة وخصوصاٍ في الجْمع وأعياد الميلاد وأعياد رأس السنة الهجرية وهناك للأسف من يجمع بين خطأ الذبح لغير الله والتمسح بالقبور فهو يذبح الذبيحة أمام القبر.
غياب التنشئة
كل ما ذكر سالفاٍ هو فقط ما استحضرته الذاكرة وهناك الكثير غاب عن خيالي وغيره لم ارد ذكره لأسباب مختلفة لكن مما لاشك فيه أن الجهل المستفحل وغياب التنشئة الدينية الصحيحة وانعدام التوعية الفكرية السليمةكل ذلك ساهم بشكل أو بآخر في انتشار تلك العادات التي لربما قد اعادتنا إلى زمن الجاهلية وقد من الله علينا بالإسلام وحفضنا به قائمين وقاعدين ولذلك أوجب الله علينا العلم والتعلم والتفقه في أمور ديننا الذي سوف يسالنا الله عنه يوم الحشر الأكبر.
مفهوم التواصي
قد تجد كثيراٍ من الناس ينتقدك أو يعيب عليك إذا قصرت في عرف قبلي أو حكم من أحكام القبيلة وقد تجدْ كثيراٍ ايضاٍ من الذين ينصحونك ما هو الذي يصلح والذي لا يصلح في شرع القبيلة والأحكام المتعارف عليها في القرى تجاه ذلك – قليلون هم من ينصحونك في صلاتك وصيامك وصدقتك وأمور دينك وغاب كثيراٍ مفهوم التواصي بالحق والذكرى بالله وظهر فقط التواصي بالعرف فقد نعيب شخصاٍ قصر في حكم قبلي وننسى أن نعاتب شخصاٍ ترك حكماٍ شرعياٍ كالصلاة أو الصيام أو متابعة السنة فالعيب لم يعد يصبح ارتكاب المعاصي والمنكرات كل هذا يهون المهم أن تكون عالماٍ بأعراف القبيلة وأحكامها حتى لا يعيبك الأخرون فسبحان الله
 إذا كان ترك الدين يعنى تقدما
 فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي.
نظرة شرعية
رافقنا في جميع الأحكام السالفه الشيخ الدكتور عبدالله عابد حيث ختم هذه المادة الصحفية بنظرة شرعية عامة من علم الكتاب والسنه فقال الشيخ عابد.. إنها الحياة السعيدة والأحكام المجيدة والعلامات الحميدة نعم هي كل هذه المعاني الرشيدة للحياة التي رفعنا إليها الإسلام حين أخرجنا من كل تلك المعاني التي استحقت لجورها وظلمها ولدناءتها وسخفها أن تسجى بـ «الجاهلية» نعم إنها الجاهلية التي استهانت بالمرأة حتى وأدتها وجعلتها من سقط المتاع الذي يرثه اللاحق عن السابق وحرمتها من حقها في التعبير والاختيار تتسرب بعض آثارها إلى العادات والاعراف القبلية وهي الجاهلية التي اتخذت الانداد من دون الله تعظمها وتتقرب إليها بأنواع القرابين التي لا تكون إلا لله تعالى ومنها الذبح هاهي ذي تطل برأسها على أعراف القبائل لتوقعهم في أشنع وأبشع ذنوب الجاهلية وهو الشرك بالله تعالى إنها الجاهلية بكل ما تحمله هذه الكلمة من تخلف وضلال وغواية تنفر منها النفوس وتشمئز منها الافئده وتفسد بها المجتمعات يريد أهلها أن يجعلوا منها اعرافاٍ تقدس وعادات تمجد وقوانين تحكم في حين أنا نجد أن الله تعالى قد نهانا وحذرنا من ذلك فقال سبحانه «أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماٍ لقوم يوقنون»..>

Share

التصنيفات: نور على نور

Share