Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قصة قصيرة: جنيــــة البحـــــــــر

في الحديقة العامة رأى جنية البحر!
جسدها مبلول بالماء.
من أين جاءت ¿! البحرْ بعيد والنهرْ بعيد !!
بدت له مجنونة مرحة تقف أمام كاميرا محمولة على (سيبا) لتتصور.
وضعية التصوير التي اختارتها عجيبة غريبة تكشف جنونها وخفة دمها.
كانت تستند على قدم واحدة تنحني تفتح ذراعيها كجناحي طائر وترخي غرة شعرها الرطبة بحيث تتأرجح وتقطر ماء على خد الهواء!
– الله ياماء.. ياجنية البحر!
لم تنجخ اللقطة غضبت الجنية زفرت ذهبت إلى الكاميرا أعادت تعييرها كررت وضعية التصوير محاولة ضبطها لكنها لم تشعر بالرضى حتى بعد المحاولة الثانية!
 – آه ياكاميرا كم أنت قليلة ذوق لا .. لا .. أنت رائعة لأنك تتيحين فْرجة أطول!
تلفِت حوله رأى الحديقة خالية في ساعة ما بعد الظهيرة كم هو محظوظ بهذه الحلوة.. أهو وهي ياسلام أفكر في أن يقدم لها العون.. سيمسك بيده خصرها أو رجلها الثانية المعلقة في الهواء ليساعدها على التوازن ثم ينسحب في لحظة التصوير لا.. سيمسك رأسها خصلة شعرها ليؤرجحها بطريقة أفضل وعندما تنجح الصورة ستشكرهْ بقبلة أوترقص له رقصة خاصة بجنيات البحر.
ولكن كيف يقدم لها نفسه¿ سيقول: إنه رسام أو هاوي تصوير ضوئي والأفضل أن يقول: أنه مخرج نعم مخرج فحين تسمع الكلمة ستضع أمر اللقطة كلها بين يديه.
حينئذُ يأتي دورهْ ليتصرف بمكر سيتظاهر بالجدية يعطيها إشارات كثيرة بأصابعه فوق.. تحت.. يمين.. يسار إلى أن يجف جسمها فيهتف: »واخ« يجب أن نبلهْ من أجل اللقطة.. هل عندك مانع¿ ومع ظهور الموافقة في عينيها سيتناول خرطوم الحديقة ويوجهه اليها تفصيح »آح« وتهرب وراء الأشجار والكرسي وهو يطاردها  حتى تتعب فتنسى أمر الصورة وتجلس بجانبه! أعجبتهْ الحطة نهض لتنفيذها مشى على أنغام قلبه لكن بصره اصطدم بالفراغ فالجنية لم تعد في الموضع الذي كانت فيه مطِ عنقهْ يميناٍ ويساراٍ لم يعثر لها على أثر! أطلق سحابة من علامات التعجب رجع إلى كرسيه في الحديقة التقط القصيدة الغزلية التي كان يقرأها وهي من أشعار نزار قباني فوجدها مبتلة بالماء!!
 
 نجيب كيالي
Share

التصنيفات: ثقافــة

Share