Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خارطة الطريق

خارطة الطريق
نــور باعباد
> ضحكت كثيراٍ لذلك التفكير الذي انتهجه يومياٍ عند تحركي في صنعاء تلك المدينة الطيبة المسالمة التي تحملت كثيراٍ ولكنها تخرج وهي أكثر تسامحاٍ فقد شهدت أحداثاٍ جمة وجسيمة طيلة آلاف السنين من عمرها وهي في تاريخها المعاصر من القرن المنصرم شهدت حالات من الظلم سواء في هجمات القبائل ونهبها كما يقال أو ذاك الحصار أقصد حصار السبعين الذي ضيق عليها الخناق وإذ به ينفك وتخرج صنعاء قوية ومتجددة.
أما اليوم فهي تعيش حالات من الحصار الفرعي يغلق شارعاٍ وتتضاعف الحركة على شارع آخر.. وحقيقة ومن هذا الوضع المزعج انتابتني حالة من الضحك فشر البلية ما يضحك والضحك تفريج عن النفس جاءت الفكرة والضحكة لأن على كل شخص في صنعاء أن يضع في مخيلته خارطة طريق وفي مفاهيم التنمية البشرية كثيراٍ ما يتم التأكيد على ضرورة وضع خارطة موطنها الدماغ ووضع جدول يومي للقضايا المطلوب القيام بها مع الأمكنة المقصودة وفي السياسة جاءت أيضاٍ الفكرة ففي قضايا المفاوضات الفسلطينية الإسرائيلية تم ذلك ولعل خارطة الطريق هذه وضع فيها قضايا التفاوض والاتفاقات المرحلية ونظرت لقضايا الحدود واللاجئين وقيام الدولة الفلسطينية أما القدس وضعتها نهاية خارطة الطريق في الوقت الذي تفرض إسرائيل أمراٍ واقعاٍ في تهويد القدس والاستيطان والشيء بالشيء يذكر وحتى في محنتنا اليمنية فقد وضعت المبادرة الخليجية لليمن خطوات تنفيذية تراكمية لكل مرحلة إذن كل ما في الحياة من مهام وقضايا تحتاج لمنهجية خاصة مع توسع المعطيات وتنوع القضايا واقتراح الحلول للصعوبات وهي تحتاج لوساطات ومفاوضات كما تحتاج لخطوات وآلية مزمنِة وعملية تترجم ذلك ودونه لن تجد الوساطة النور وهي في الأخير بمثابة خارطة طريق خارطة زمنية ومكانية يومية ذات ترتيب للاوليات الأسرية بحسب الشخص والمهام المطلوبة إنها خارطة الكهرباء ساعتان في المتناول للكهرباء فأخرى ساعتان أو حسب الظروف ماذا تعمل الأم «تغسل الملابس تكوي تفتح التلفاز» تتابع أو ليس لها حق بالطبع تشغيل الثلاجة أو السخانة لا يحتاج للاعداد فئات أخرى الرجال الاب الزوج أنه يشعر أن الساعتين فرصة لمتابعة القنوات والغالب تلفزيون واحد يسيطر عليه أو يكون ديمقراطياٍ يحب التغيير لذا سيتركه لابنه يتفرج كما يشاء.
لقد علمتنا هذه الاوضاع كثيراٍ حتى في ترتيب أولوياتنا فالحال ضيق ومتعكر كما توسعت احتياجاتنا وفرضت بدائل وعلاقات بدءاٍ بالحوار في الاستخدام فالترشيد من ذلك وبقدر ما الكهرباء يشكل انعدامها غصة في الحلق لأنها وسيلة هامة في التعليم للابناء كما هي وسيلة عمل عند مختلف المهن والحرف وكم هو مزعج تلك الاصوات الهادرة المنبعثة من المولدات للكهرباء ولكن أصحابها مكرهون وقد صدق المثل «مكره أخوك لا بطل» ضحكة أخرى اتسمت بالأسى والسخرية وأنا كغيري أرى مرافق العمل أشبه بغرف سجون خالية تسودها الظلمة والسكون فقد غادرها موظفوها بسبب انقطاع الكهرباء والمقارنة صعبة فقد وضع الحرفيون من الخياطين والحدادين خارطة طريق لقوت يومهم فقد دبروا وتسلفوا لشراء بدائل العمل من الموتورات إلا أن مرافق العمل الحكومية وخاصة ضعيفة الموارد تراها أشبه بمجالس العزاء خاوية على عروشها كما يقال مما يوضح سوء الإدارة في عدم توفير البدائل الضرورية لتقديم الخدمة للمواطن ولعله من حسن حظ العاصمة أنها لا تعاني من الحر وهنا كان بالإمكان تجمع عدد من أجهزة الكمبيوتر والتصوير في مكتب واحد لضمان عدم الإسراف في استخدام الكهرباء وقلة التكلفة ما أضحكني وآلمني أن الإدارة الحكومية لم تخرج ذاتها من هذا الواقع ببدائل عملية كأن تقلص أيام العمل وتعوض عن الظلام بتوفير بدائل الانارة في غرف محددة بل تعاملت مع الأزمة الكهربائية كأمر ثابت غير متغير وخلقت حالة تملúملُ عند الموظف ودهشة عميقة لعدم إيجاد حلول..
ترى هل بالإمكان أن تناقش قيادة كل مؤسسة المشكلة والحل وأن تأخذ بالاعتبار أنها تقدم خدمة للمواطن فهل من خارطة طريق تخفف العبء على المواطن المحتاج للخدمة وتخفف شعور الحرج عند الموظف كونه ممثل الدولة بتقديم الخدمة وخاصة المدارس والمراكز الصحية خارطة زمنية مكانية ذات أبعاد اجتماعية سياسية عامة نحتاجها فهي تقينا من عشوائية التفكير وتعيننا على تخطيط استراتيجي سليم..<

Share

التصنيفات: منوعــات

Share