Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بعد اندونيسيا.. تأهيل العرب لتصدير الشغالات واقع الإرهاب وأضحوكة السلام.. سلمية الشعارات والكلام

لا يمكن القول بأن السوفيت دعموا فيتنام الشمالية سابقاٍ أو جبهة »الفيت كونج« من أجل الوحدة الفيتنامية أو كرها لها ولا يمكن القول كذلك بأن أميركا تلقت أذل هزيمة في تاريخها الحديث وضحت بقرابة خمسين ألف أميركي كرهاٍ للوحدة الفيتنامية أو من أجل استقلال ما كانت تسمى فيتنام الجنوبية..
منذ فترة أو مراحل ما عرف بالاستعمار القديم بدأت حياة البلدان والشغوب والأنظمة والأوطان ترتب وتركب بصراعات ومصالح البلدان والأنظمة الأوقى ولعل رحيل الأستعمار بشكله القديم جعل الصورة أوضح لهذا الترتيب والتركيب في إطار الصراع المصالحي العالمي.
إذا الاتحاد السوفيتي مثلاٍ ربط مصالحه الاستراتيجية بنشر الشيوعية في العالم وذلك ما تقاس به محطة فيتنام أو غيرها فالغرب ربط ورتب وتوغل وركب ربطاٍ بمصالحه المباشرة وغير المباشرة دون ربط بآيديولوجيا غربية أو رأسمالية وهو بالتالي رفع الشعارات الفضفاضة والمطاطية لاستعمالها واستخدامها الانتقائي في كل حالة أو مرحلة أكانت الحريات وحقوق الانسان أو الديمقراطية والدولة المدنية.. الخ
الصين الشيوعية لم تعتمد تهج السوفيت في ربط مصالحها بنشر الشيوعية عالمياٍ وإذا هي في الوقت الراهن باتت الأقوى اقتصادياٍ وعالمياٍ فالذي يعنيني وشعوب العالم الثالث هو أن الصين وصلت إلى هذا التفوق والاستحقاق عالمياٍ دون استعمار أو استعمال يظلم شعوبا أخرى أو يمارس نهب أو ابتزاز ثرواتها..
فإذا قيمة ضربات حلف »الناتو« من البحر بلغت قبل شهرين خمسين ملياراٍ هي دين على ليبيا بعد انتصار ثورتها أو انتهاء أزمتها فالصين تحتاج إلى جهد كبير وطويل لتصل أو تحصل على مثل هذا الرقم من خلال التجارة الدولية أو بيع سلع تنتجها في الأسواق الدولية في إطار الحياة الطبيعية وخارج الصراعات والحروب.
 فإذا مثلي يعنيه كفرد وهو ما يفترض لشعوب العالم الثالث أن الصين وصلت لهذه القوة الاقتصادية بدون استعمار واقعي أو استعمال صراعي سياسي فالبعض من شعوبنا قد يؤثر عليه لتصبح أولويته وما يعنيه أكثر هو الحريات وحقوق الإنسان في الصين وبالتالي هل كان ذهابنا للقتال في افغانستان كجهاد هو من أجل حقوق الإسلام أم من أجل الحريات وحقوق الإنسان أم من أجل الغرب ومصالحه¿
إذا ثقل الشيوعية »السوفيت« أنهك واستنزف في المحطة الأخيرة »افغانستان« من خلال ثورات الأسلمة فهل الصين كثقل شيوعي ودولة باتت الأقوى اقتصادياٍ في العالم بدون استعمار أو استعمال هو المستهدف لإنهاكه واستنزافه من خلال الثورات السلمية التي جربت في إيران كأسلمة وسلمية في آن واحد ثم جربت في شرق آسيا »اندونيسيا« كسلمية وبسببه تراجعت اندونيسيا صناعيا واقتصاديا بشكل مفزع¿
لقد تحاوزت أميركا التقاطع المصالحي مع الاتحاد الأوروبي الذي ظهر في محطة غزو العراق 2005م وذلك بتضح في واحدية الموقف في محطة الثورات السلمية 2011م وفي إطار المواقف الأخرى عالمياٍ مما تسمى الثورات السلمية فالغرب في تقديري قد لا يسعى لإعطاء مصالح أكثر أو أعلى لروسيا لتسير في الخط الأميركي الأوروبي عالمياٍ وإذا فأميركا في السعي لنظام دولي جديد بعد انتهاء الحرب الباردة لم تسر في الخط الذي كان طرح ملامحه الرئيس بوش »الإبن« حين أسمى أوروبا الغربية »القارة العجوز« أو الأمم المتحدة »المؤسسة المهترئة« وهي تتدرج واقعياٍ في فرض سمات وقسمات نظام دولي جديد من خلال واقعية مصالح الكبار بغض النظر عن الأضعف والصغار.
ربما يصار إلى تموضع داخل مجلس الأمن تصبح الصين طرفاٍ أوحد وهذا الوضع يجسد جهود محاصرة أو تضييق واقعي تجاهها لإيصالها إلى واقع أولوية الدفاع عن وجودها وبقائها وذلك ما يربط ما أمكن بوضعها وتموضعها اقتصادياٍ من خلال سياسات في واقع العالم أو تفعيل مستجد ومستحدث الصراعات!
العلاقة بين تطرف الشيعة في إيران »الإثنى عشرية« والتطرف السني في المنطقة الذي أفرز »القاعدة« هي علاقة ثورية وتثويرية متبادلة وقد كلفت الأنظمة والتيارات القومية لتواجه التطرف الشيعي كتصدير للثورة في حرب ثمان سنوات من جبهة العراف فيما تطرف السنة كثورية وتثوير كلف بالحرب في افغانستان والغرب يقود ويدعم ويشرف ويرعى الحربين.
قد نكون بصدد تكليفات جديدة لا نعيها كاملة بالضرورة على المستوى الإقليمي والعالمي وهي بالتأكيد لن تكون ذات نمطية الحربين ولا مستنسخة بشكل واضح أو يتضح منها ولذلك فنحن أمام خطاب ما تسمى ثورات ليعدنا بجنة الرأسمالية »الدولة المدنية« كما وعدنا بجنة الأممية أو جنة الأسلمة وفي ظل واقع وإيقاع هذه الوعود الجديدة ربما نسينا أننا وعدنا بتحقيق وتحقق سلام في الشرق الأوسط حين اتفاقات كامب ديفيد وجهاد افغانستان وحين تحرير الكويت لكنه بأحداث سبتمبر 2001م والحرب ضد الإرهاب لم نعد نستحق حتى كذبة وأضحوكة وعود السلام حتى لو باتت المسألة غزو العراق وليس مجرد تحرير بلد كالكويت.
إذا الحرب ضد الإرهاب في ذروتها في أي واقع فكيف تأتي من هذا الواقع ما تسمى ثورة سلمية وهل الإرهاب ينتقل من الأسلمة إلى السلمية بمجرد أمر أو تعميم في المواقع الاجتماعية أو »الفيس بوك«.
إذا الصين باتت البلد والدولة الأقوى اقتصادياٍ في العالم فتلك باتت الأولوية والمشكلة الكبرى للولايات المتحدة والغرب وأيا كانت خيارات وسياسات التعامل فهي تسعى أما لتقوية الاقتصاد الغربي ليصبح الأقوى وذلك صعب أو الأصعب أو لإضعاف اقتصاد وقوة الصين وذلك ما قد يكون من خلال بلورة نظام دولي جديد ثم من أحداث واحداثيات في واقع الغرب ثم الشرق الآسيوي والثورات السلمية من هذه الأحداث والاحداثيات.
إذا أولوية الغرب المزيد من القوة والاستقواء لاقتصاده أو صراع لإضعاف آخر كالصين فهو يحتاجنا لهذه الأولوية كما الجهاد في افغانستان أو مواجهة تصدير ثورة إيرانية ويستحيل أن تكون أولويتنا هي أولوية أممية أو أسلمة أو دولة مدنية إلا بقدر ما تجعلنا مثل هذه الشعارات نتماهى في أولويته أو لصالحها بوعي أو بدونه. غير ذلك فتلقائية أن الغرب بكل أطرافه أولويته تطوير واقعه ورفاهية مجتمعه فهذا يجعل العلاقة علاقة صراع مصالح ووعي حتى مع الاتحاد الأوروبي كما كشفت محطة غزو العراق والتوافق بعد ذلك.
 وضع أو تموضع الصين اقتصادياٍ يؤكد أن الغرب بكل أطرافه ما يزال في وضع السعي للإستئثار مصالحياٍ في العالم بما يحسن واقعه ويزيد رفاهيته ولذلك فما يصرف لنا هو من ترف ورفاهية الشعارات.
كل ما في الأمر هو أن تطورات الصراعات العالمية وتموضع الغرب عالمياٍ والانفراد نفوذاٍ في المنطقة يجعل أفضل ما يخدم تكتيكاته ومصالحه استعمال أخطاء الأنظمة كتثوير وثورات وهو يستطيع بعد ذلك توجيهها كما وكيفما يريد ولهذا فإنه وبعد فترة من ثورات الشرق القومية والأممية كان يطرح واقعياٍ وفي تلقائية كل واقع بأن الأنظمة التي كانت تسمى الرجعية هي الأفضل وتقاطرت العمالة وحتى كوادر وكفاءات من واقع كل الثورات للعمالة والبحث عن عمل.
ها هي اندونيسيا التي كانت وصلت قبل الثورة لتصدير الطائرات تراجعت خلال عقد بعد الثورة لتعود إلى أولوية وكثافة تصدير الشغالات.
 ربما بعد أقل من عقد من هذه الثورات السلمية ستعاود الحديث عن أفضلية هذه الأنظمة الوراثية والأسرية وقد ننافس اندونيسيا في تصدير الشغالات كإنجاز للدولة المدنية المزعومة. للأنظمة أخطاء وهي دفعت وتدفع الأثمان الغالية خلال ما تسمى الثورات السلمية ولكن على المعارضات أو الثورات أن لا تسير بوعي أو بدون وعي في خيارات وخيالات هي من أشنع وأفدح الخطايا باستعمالها مطاطياٍ ومطايا.
النظام في اليمن له أخطاء وبالإمكان مواجهتها وتجاوزها من خلال وقع وتأثير ما تسمى الثورات السلمية ولكن الممارس من المعارضة في ما تسمى الثورة هو اصطفاف واقعية وصراع وليس اصطفاف واقعية ووعي بالحد الأدنى.
نحن في اليمن وفي الصراع شيوعياٍ تخلصنا من الجناح الماوي »سالمين« قبل الثقل المنظر من ثقل السوفيت »فتاح« فيما العالم انتهى من ثقل السوفيت بثورات الأسلمة والثورات السلمية مرتبطة بمواجهة ورثة الشيوعية الماوية في الصين!..

 

مطهر الأشموري

Share

التصنيفات: حــوارات

Share