Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الدول الفلسطينية بين الحقيقة والخيال

مرت 17 عاما على توقيع اتفاقيات أوسلو ومن ثم غزة وأريحا ولم يستطع الفلسطينيون أن يعلنوا قيام دولتهم المستقلة على ما تبقى من أرض فلسطين الطبيعية وهما الضفة الغربية وقطاع غزة بعدما حول المستعمر البريطاني أراضيها الشرقية إلى كيان سياسي اسمه الأردن »1920م« والغربية إلى كيان آخر اسمه اسرائيل»1948م«بسبب الموقف الاسرائيلي الرسمي المتعنت والضغوط الغربية ولاسيما الاميركية منها لصالحه حيث أوقف محاولتين لاعلان الدولة الفلسطينية الاولى كانت في العام 1996م والثانية عام 1999م لتصبح من احدى الاسباب التي أدت إلى إندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م مما جعل السلطة الفلسطينية ورئيسها آنذاك ياسر عرفات مادة دسمة للنقد والشماتة من وسائل الإعلام التابعة للدول العربية التي تزعم بأنها معادية لإسرائيل رغم إقامتها علاقات سرية مع الاخير إلى حد الآن كسوريا وليبيا والجزائر ودول الخليج العربي واليمن والسودان وغيرها ثم يجب أن نلاحظ في مصطلحات الخطاب الاعلامي حول هذا الصدد لا تفرق بين الاعلان الرسمي للدولة وعن وضعها الاستقلالي مما جعل المشاهد العربي في حالة ارتباك وتضليل وغفلة منه دون أن يتيقن أي منها تمثل الحقيقة ولو تفحصناها جيداٍ فسنجد تثبيت وجود الدولة الفلسطينية الرسمي والدولي حيث تم الاعلان عن قيامها في الـ22 من ديسمبر عام 1988م اثناء خطاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات »1927ـ2004م« بقاعة الصنوبر في الجزائر حيث أعلن عن قيام الدولة الفلسطينية فوق الارض الفلسطينية على حد تعبيره وإنشاء حكومة المنفى الخاصة بها في تونس من نفس العام تنفيذاٍ لمقررات المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد حينها أيضاٍ في الجزائر عام 1983م والتي استمرت حتى بعد اتفاقية غزة واريحا عام 1993م وعلى اثرها اصبحت فلسطين عضواٍ في الامم المتحدة وبقية المؤسسات والمنظمات حتى الآن مما يكشف لنا أن فلسطين المحتلة عام 1967م التي تدور حولها المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية ليست مناطق حكم ذاتي كما تروج له وسائل الاعلام العربية بل هي دولة ذات سيادة فالامم المتحدة لا تمنح عضويتها للدول والجمهوريات ذات الحكم الذاتي ولاسيما بعد إلغاء مجلس الوصاية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م والذي كان من مخلفات عصبة الامم التي تأسست عقب صلح فرساي عام1919م اضافة إلى ما سبق اصبحت لديها بموجب ذلك سفارات وتمثيل دبلوماسي سمي معترف بها في جميع دول العالم ولاسيما المؤيدة لاسرائيل كاميركا وبريطانيا …… الخ وعلى الرغم من هذه الاشارات القوية التي تدل على وجود الدولة الفلسطينية الفعلي إلا أنها لا تزال تفتقر كثيراٍ لمقومات الدولة المستقلة استقلالا ٍتاماٍ أم منقوصاٍ وهي:
1ـ عدم اعتراف الدولة المستعمرة والمحتلة ألا وهي اسرائيل بالدولة الفلسطينية وحكومتها المؤقتة المعلنة في ديسمبر 1988م إلى يومنا هذا مع أنها وقعت معها اتفاقيات أوسلو وغزة واريحا 1993م.
2ـ ليس لديها جيش نظامي وطني يحمي حدودها ويذود عنها ضد اعدائها حيث لا تمتلك سوى قوات للشرطة والامن كما في دول الخليج العربي.
3ـ ليس لديها ايضا عملة وطنية خاصة بها »حيث تعد العملة الوطنية رمز الاستقلال الاقتصادي لأي بلد في العالم« والإشراف على عمليات تداولها في الاسواق حيث لا تزال تتعامل بالليرة الاسرائيلية »الشيكل« ويتولى البنك المركزي الاسرائيلي باعداد سياستها المالية كما يحدث مع دول الفرنك الافريقية.
4ـ لا تزال قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنات جاثمة على اراضي جنوب الضفة الغربية ولاسيما القدس الشرقية بعد انسحابهم من شمال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2005م ومع ذلك رغم كل ما ذكرناه من قبل فإن قيام الدولة الفلسطينية عام 1988م هي المحاولة الثانية لإنشائها بعد تأسيس حكومة عموم فلسطين في غزة عام 1948م على يد رئيس وزرائها أحمد حلمي باشا والتي سقطت بعد العدوان الثلاثي على مصر أو ما يسمى بأزمة السويس عام 1956م ولكي تنجح هذه المرة لا بد أن ينجز الفلسطينيون اظهار دولتهم وإكتمال اركانها حيث يعتبر بزوغها تتويجا للخطوات الاساسية نحو تحرير فلسطين واستقلالها وحل القضية الفلسطينية بعد ما استطاعوا إثبات وجودهم السياسي بعد العديد من العمليات الفدائية التي نفذوها في اسرائيل وأوروبا واميركا خلال السبعينات من القرن العشرين وانتفاضتين العظيمتين »1987 ـ 1993م« و »2000 ـ 2005م« نقلت صوت القضية الفلسطينية إلى مسامع الرأي الشعبي الغربي لتثمر كلتاهما تحرير شمال الضفة الغربية وقطاع غزة من القوات والمستوطنات الاسرائيلية منتصف عام 2005م واختتم مقالي بكلمة للشهيد صلاح خلف »أبو إياد« أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية خلال خطاب ألقاه أمام مجموعة من الطلاب الفلسطينيين في الجزائر عام 1973م »أيها الفلسطينيون عليكم أن تتحملوا طغيان قادتكم أو زعمائكم السياسيين في قراراتهم التي يتخذونها وتتعلق بكم وثورتكم فإن اجدادنا لم يؤسسوا لنا دولة من قبل«..
 
 نشوان زيد عنتر
Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share