Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

سير وعبر

سير وعبر
إعداد‮: ‬إلهام سيف الدين
‮”‬عبدالرحمن بن أبي‮ ‬بر الصديق‮”‬
بينما كان‮ ” ‬أبو بكر الصديق‮” ‬أول المؤمنين كان ابنه‮ ” ‬عبد الرحمن‮ ” ‬صامدا مع‮ ” ‬دين قومه‮ ” ‬ولأصنام قريش0
‮ ‬خرج‮ ” ‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮” ‬مقاتلا مع جيش المشركين فى‮ ” ‬غزوتي‮ ‬بدر وأحد‮ “.‬
تغلغلت هداية الله فى نفس وعقل‮ ” ‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮ “‬0
‮ ‬أضاءت مصابيح الهدى نفس‮ ” ‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮ ” ‬وأزاحت كل ما ورثته الجاهلية من ظلام وزيف0
رأى‮ ” ‬عبد الرحمن بن أبى بكر‮” ‬الله الواحد الأحد فى كل ما حوله من كائنات وأشياء فإذا هو من المسلمين‮.‬
‮> ‬التاريخ الإنساني‮ ‬بطوله وعرضه لم‮ ‬يشهد ما شهدته تلك الحقبة من التاريخ ورجاله السابقين الذين عقدوا عزمهم ونواياهم للتضحية والبذل كما شهد فى أولئك الرجال الذين كانوا حول الرسول عليه الصلاة والسلام0
ومن كتاب‮  ‬رجال حول الرسول‮  ‬لكاتب الإسلامى‮ “‬خالد محمد خالد‮” ‬نتناول هؤلاء العظام أصحاب الرسول‮.‬
عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر
بينما كان أبوه‮ ” ‬أبو بكر الصديق‮” ‬أول المؤمنين والصديق الذى آمن بالله وبرسوله إيمانا ليس له مثيل وثاني‮ ‬اثنين إذ هما فى الغار‮.. ‬وكان‮ ” ‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮ ” ‬صامدا مع دين قومه وأصنام قريش‮. ‬
وفى‮ ” ‬غزوة بدر‮ ” ‬خرج مقاتلا مع جيش المشركين0
وكذلك كان في‮ ” ‬غزوة أحد‮ ” ‬على رأس الرماة الذين جندتهم قريش لمعركتها مع المسلمين‮.‬
مبارزة والده
قبل أن‮ ‬يلتحم الجيشان فى‮ ” ‬غزوة أحد‮ ” ‬بدأت كعادة الحروب جولة المبارزة أولا00‮ ‬ووقف‮ ” ‬عبد الرحمن‮ ” ‬يدعو إليه من المسلمين من‮ ‬يبارزه0‮  ‬ونهض أبوه‮ ” ‬أبو بكر الصديق‮” ‬رضى الله عنه مندفعا نحوه ليبارزه لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمسك به وحال بينه وبين مبارزة والده‮.‬
بقى‮ “‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮” ‬مقتنعا بدين قريش رغم إجلاله وثقته الكاملة برجاحة عقل أبيه وعظمة نفسه وخلقه ولم‮ ‬يغريه إسلام أبيه باتباعه‮.‬
وهكذا بقى حاملا مسئولية اقتناعه وعقيدته‮ ‬يذود عن آلهة قريش ويقاتل تحت لوائها قتال المؤمنين المستميتين‮.‬
ساعة الأقدار
لقد دقت ساعة الأقدار‮ ‬يوما معلنة ميلادا جديدا‮ ” ‬لعبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر الصديق‮ ” ‬0‮  ‬لقد أضاءت مصابيح الهدى نفسه وأزاحت كل ما ورثته الجاهلية من ظلام وزيف00‮ ‬فرأى الله الواحد الأحد فى كل ما حوله من كائنات وأشياء وتغلغلت هداية الله فى نفسه وعقله فإذا هو من المسلمين‮.  ‬وفى لحظة سافر إلى رسول الله معلنا دخوله فى دين الله‮  ‬الحق‮.‬
فرح‮ ” ‬أبو بكر‮ ” ‬وتألق وجهه وهو‮ ‬يبصر ولده‮ ‬يبايع رسول الله‮.  ‬لقد كان في‮ ‬كفره رجلا وها هو‮ ‬يسلم إسلام الرجال‮.. ‬فلا طمع‮ ‬يدفعه ولا خوف‮ ‬يسوقه وإنما هو اقتناع شديد منحه إياه الله سبحانه وتعالى‮.  ‬وانطلق‮ “‬عبد الرحمن‮ ” ‬يعوض ما فاته‮ ‬يبذل أقصى الجهد فى سبيل الله ورسوله والمؤمنين‮.‬
في‮ ‬أيام الرسول‮ – ‬عليه الصلاة والسلام‮ – ‬وفي‮ ‬أيام خلفائه من بعده لم‮ ‬يتخلف‮ ” ‬عبد الرحمن‮ ” ‬عن‮ ‬غزو ولم‮ ‬يقعد عن جهد مشروع‮ ‬00‮ ‬ففي‮ ” ‬يوم اليمامة‮ ” ‬كان له بلاء عظيم وكان لثباته واستبساله دور كبير فى كسب المعركة من جيش مسيلمة والمرتدين‮ ‬0‮  ‬وهو الذى أجهز على حياة‮ ” ‬محكم بن الطفيل‮ ” ‬والذي‮ ‬كان العقل المدبر‮ “‬لمسيلمة‮ ” ‬00‮ ‬ولما سقط‮ ” ‬محكم‮ ” ‬بضربة من‮ ” ‬عبد الرحمن‮” ‬وتشتت الذين حوله انفتح في‮ ‬الحصن مدخل واسع تدفق منه المقاتلون المسلمون‮.‬
خلقه جوهر شخصيته
ظل‮ ” ‬عبد الرحمن‮ ” ‬متمسكا بخصاله وأخلاقه وولائه واقتناعه وتصميمه المطلق على إتباع ما‮ ‬يراه صوابا وحقا ورفضه المداهنة كل هذا الخلق ظل جوهر شخصيته وجوهر حياته لم‮ ‬يتخل عنه تحت إغراء رغبة أو تأثير رهبة حتى في‮ ‬ذلك اليوم الرهيب‮ ‬يوم قرر‮ ” ‬معاوية‮ ” ‬أن‮ ‬يأخذ البيعة بحد السيف فكتب إلى‮ ” ‬مروان‮ ” ‬كتابة البيعة وأمره أن‮ ‬يقرأ على المسلمين فى المسجد‮.‬
وبالفعل قرأ‮ ” ‬مروان‮ ” ‬الكتاب ولم‮ ‬يكد‮ ‬يفرغ‮ ‬من قراءته حتى نهض‮ ” ‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮ ” ‬ليحول الوجوم الذى ساد المسجد إلى احتجاج مسموع ومقاومة شديدة فقال‮ : ” ‬والله ما الخيار أردتم لأمة محمد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية‮ ‬00‮ ‬كلما مات هرقل قام هرقل‮”.‬
لقد رأى‮” ‬عبد الرحمن‮ “‬ساعئنذ كل الأخطار التي‮ ‬تنتظر الإسلام لو أنجز‮ ” ‬معاوية‮ ” ‬أمره هذا وحول الحكم فى الإسلام من شورى تختار بها الأمة حاكمها إلى قيصرية أو كسروية تفرض على الأمة بحكم الميلاد قيصرا وراء قيصر‮.‬
ظل‮ “‬عبد الرحمن بن أبي‮ ‬بكر‮” ‬يجهر ببطلان هذه البيعة فبعث له‮ ” ‬معاوية‮ ” ‬من‮ ‬يحمل مائة ألف درهم ليربط الآلفة بينهم فألقاها‮ ” ‬أبن الصديق‮ ” ‬وقال لرسول‮ “‬معاوية‮” ‬
‮” ‬أرجع إليه وقل له‮ : ” ‬إن عبد الرحمن لا‮ ‬يبيع دينه بدنياه‮”.‬
ولما علم أن‮ ” ‬معاوية‮ ” ‬شد رحاله قادما إلى المدينة‮ ‬غادرها فورا إلى مكة‮.  ‬فلم‮ ‬يكد‮ ‬يبلغ‮ ‬مشارف مكة ويستقر بها بعض الوقت حتى فاضت إلى الله روحه00‮ ‬فحمله الرجال على الأعناق إلى أعلى مكة حيث دفن تحت ثرى الأرض التى شهدت جاهليته وشهدت إسلامه00‮ ‬وكان إسلامه إسلام رجل صادق حر شجاع وهى صفات ورثها عن والده‮ ” ‬أبو بكر الصديق‮”..<
Share

التصنيفات: نور على نور

Share