Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ماذا‮ ‬يعني‮ ‬سقوط امبراطورية مردوخ¿

ماذا‮ ‬يعني‮ ‬سقوط امبراطورية مردوخ¿
كتب/فؤاد التوني
‮> ‬يسألني‮ ‬كثير من الزملاء الإعلاميين العرب عن مصير قناة‮ “‬سكاي‮ ‬نيوز عربية‮” ‬المقرر إطلاقها في‮ ‬ربيع‮ ‬2012‮ ‬من العاصمة الإماراتية أبو ظبي‮ ‬بعد فضيحة‮ “‬التنصت‮” ‬التي‮ ‬كادت تطيح بإمبراطورية مردوخ في‮ ‬بريطانيا‮ ‬ومع إني‮ ‬لست خبيرا ببواطن الأمور فإن الشواهد تشير إلى أن العمل‮ ‬يسير بشكل جيد لإطلاق القناة وهي‮ ‬شراكة بين‮ “‬شركة أبو ظبي‮ ‬للاستثمار الإعلامي‮” ” “‬أدمك‮” ‬التي‮ ‬يمتلكها الشيخ‮ “‬منصور بن زايد‮” ‬وزير شئون الرئاسة و‮” ‬بي‮ ‬سكاي‮ ‬بي‮” ‬التي‮ ‬يرأس مجلس إدارتها‮ “‬جيمس مردوخ‮”‬‮ ‬المشروع الطموح‮ ‬يمثل باب رزق لعشرات الصحفيين والفنيين والإداريين‮ ‬في‮ ‬وقت تقل فيه الفرص الجيدة في‮ ‬العالم العربي‮ ‬وتخضع للعلاقات أكثر من معايير الكفاءة والانجاز‮ ‬واعتقد أن ابوظبي‮ ‬بحاجة إلى قناة إخبارية تنطلق منها وتعكس نهضتها الشاملة وتبعث برسالة إلى العالم مفادها أن في‮ ‬قلب جزيرة العرب مدينة تضاهي‮ ‬بل تتفوق على كثير من المدن الأوربية‮.‬
وبعيدا عن التوجهات السياسية لروبرت مردوخ ودعمه الواضح لإسرائيل‮ ‬فإن ذلك لم‮ ‬يمنع من إقامة شراكة مع صاحب روتانا الأمير السعودي‮ “‬الوليد‮ ‬ين طلال‮” ‬في‮ ‬مطلع ألفين وعشرة وهو ما أثار تساؤلات عن هدف صاحب شركة‮ “‬نيوزكوربريشن‮” ‬التي‮ ‬تضم نحو ثمانمائة مؤسسة إعلامية في‮ ‬العالم من الولوج إلى العالم العربي‮ ‬وهل المسألة لها أهداف سياسية أم هو البيزنس لا أكثر¿‮ ‬يبدو أن الأزمة التي‮ ‬يمر بها إمبراطور الإعلام لن تؤثر على مشاريعه في‮ ‬العالم العربي‮ ‬على الرغم من أن إمبراطوريته الإعلامية اليوم أشبه بسفينة تغرق‮ ‬ويحاول ركابها النجاة‮ ‬وإذا كشفت التحقيقات الجارية في‮ ‬الولايات المتحدة أنها تنصتت على هواتف ضحايا الحادي‮ ‬عشر من سبتمبر ألفين وواحد‮ ‬ربما‮ ‬يكون ذلك بمثابة القشة التي‮ ‬قصمت ظهر البعير‮ ‬والأمر هنا لا‮ ‬يتعلق ببعير بل بإمبراطورية إعلامية لها من النفوذ والتأثير مالا‮ ‬يتخيله احد‮.‬
وإذا كان الاعتذار عن الخطأ فضيلة‮ ‬فالاعتذار الذي‮ ‬قدمه‮ “‬مردوخ‮” ‬لكل من وقعوا ضحايا للتنصت ووصفه تصرف صحيفته‮ “‬نيوز اوف ذي‮ ‬وورلد‮” ‬بسوء سلوك‮ ‬ومداعبة المتضررين بتقديم الأموال لهم تعويضا عما لحق بهم‮ ‬لم‮ ‬يفلح في‮ ‬تهدئة‮ ‬غضب الشارع البريطاني‮ ‬على الرغم من استقالة‮ “‬ربيكا بروكس‮” ‬و”ليس هينتون‮” ‬وهما ذراعان قويان‮ “‬لروبرت مردوخ‮” ‬بعد أن كشفت صحيفة‮ “‬الغارديان‮” ‬أن محققين‮ ‬يعملون لحساب صحيفة‮ “‬نيوز اوف ذي‮ ‬وورلد‮” ‬تنصتوا على هاتف فتاة قتلت عام‮ ‬2002‮ ‬وللتأثير على سير التحقيقات قاموا بمحو الرسائل الصوتية للضحية فضلا عن التنصت على هواتف أربعة ألاف من الشخصيات السياسية والمشاهير‮.‬
انتهاك حرمة الحياة الخاصة أمر افزع البريطانيين‮ ‬فتعالت الأصوات في‮ ‬الشارع ضد‮ “‬مردوخ‮” ‬فأغلق صحيفة‮ “‬نيوز اوف ذا وورلد‮” ‬وهي‮ ‬من اكبر الصحف الأسبوعية توزيعاٍ‮ ‬في‮ ‬بريطانيا بعد‮ ‬168‮ ‬سنة من الصدور‮ ‬وكان قد اشتراها عام‮ ‬1969‮ ‬وتخلى عن صفقة شراء شبكة‮ “‬بي‮ ‬سكاي‮ ‬بي‮” ‬التليفزيونية الخاصة‮ ‬وخضع هو وابنه‮ “‬جيمس‮” ‬إلى جلسة استجواب في‮ ‬مجلس العموم البريطاني‮ ‬وهو الرجل الذي‮ ‬طالما كان‮ ‬يتباهى بنفوذه القوي‮ ‬على رؤساء حكومات متعاقبة مثل‮ “‬مارجريت تاتشر‮” ‬التي‮ ‬تولت رئاسة الوزراء في‮ ‬الفترة من عام‮ ‬1979‮ ‬حتى عام‮ ‬1990‮ ‬و”جون ميجور‮” ‬في‮ ‬الفترة من‮ ‬1990‮ ‬إلى‮ ‬1997‮ ‬وتوني‮ ‬بلير في‮ ‬الفترة من‮ ‬1997‮ ‬إلى‮ ‬2007‮ ‬و‮”‬غوردن براون‮” ‬في‮ ‬الفترة من‮ ‬2007‮ ‬إلى‮ ‬2010‮ ‬ثم رئيس الوزراء الحالي‮ “‬ديفيد كاميرون‮” ‬الذي‮ ‬تولى رئاسة الوزراء العام الماضي‮ ‬وشاءت الأقدار أن تثار في‮ ‬عهده‮.‬
لم‮ ‬يقف الأمر عند هذا الحد فقد امتد نفوذ‮ ” ‬مردوخ‮” ‬لكبار ضباط شرطة سكوتلانديارد‮ ‬أغدق عليهم الأموال مقابل تسريب معلومات‮ ‬ووثائق لصحفه وإخفاء جرائم التنصت على هواتف المشاهير والنجوم وأعضاء الأسرة المالكة‮ ‬نفوذه السياسي‮ ‬إذن ليس له حدود‮ ‬يخطب وده زعماء الأحزاب‮ ‬لأن0م‮ ‬يعلمون أن فوزهم في‮ ‬الانتخابات‮ ‬يتوقف على دعم صحفه‮ ‬فقد خسر‮ “‬جوردن براون‮” ‬الانتخابات حين حجبت صحيفة‮ “‬الصن‮” ‬دعمها له وقيل أن‮ “‬براون‮” ‬لم‮ ‬يوافق على شروط مردوخ لدعمه ومن بينها إعلان خروج بلاده من الوحدة الأوروبية كيف سيكون الحال إذا تغلل نفوذ هذا الرجل في‮ ‬شئون العالم العربي¿‮<‬

إعلامي‮ ‬مصري‮❊‬

Share

التصنيفات: منوعــات

Share