Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أسواق الحراج.. أسعار رخيصة ومخاطر وخيمة!

أسواق الحراج..
أسعار رخيصة ومخاطر وخيمة!
<  في خضم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دول العالم الثالث وعلى رأسها اليمن وذلك منذ فترة ليست قريبة أصبحت القدرة الشرائية للأفراد محدودي الدخل ضعيفة جدا وبالتالي أصبح توجههم لسلع أو خدمات أكثر رخصاٍ دون الاهتمام بنوعية أو جودة السلعة أو الخدمة التي يقتنونها وذلك محاولة منهم لإشباع حاجاتهم ورغباتهم الشرائية وسعياٍ منهم للوصول لحالة من الرضا الشعوري بتساويهم مع الأفراد ذوي القدرة الشرائية من ميسوري الدخل والأغنياء .. وذلك باتباع أحدث خطوط الموضة والتنوع في اقتناء الملابس ..
وجد هؤلاء ضالتهم في أسواق الملابس المستعملة التي توفر لهم كل المستلزمات من الموديلات المتعددة وأحدثها بأسعار رخيصة ..
تحقيق/ رجاء الخلقي
 إشراق دلال
ولا يجد من اضطرتهم الظروف القاسية والحالة المعيشية والاقتصادية الصعبة أي تحرج أو خجل في ارتياد هذه الأسواق (أسواق الحراج ) وشراء حاجتهم من الملابس المستعملة والتي ربما يظن البعض منهم بأنها قد تهز صورتهم الاجتماعية ونظرة الناس لهم.. لكنهم يعزون الأمر إلى ارتفاع الأسعار بالأخص أسعار الملابس الجديدة بشكل يجعلهم لا يقوون على شرائها..
اسواق البالة الحراج  اسعار رخيصة .. ومخاطر وخيمة ..من هنا نسعى للتعرف على هذه الظاهرة والتطرق لها والتوسع فيها بالبحث عن مخاطرها لما لها من تأثيرات سلبية وأضرار صحية على مقتنيها قد تصل لدرجة العدوى المرضية لمرتديها والمحيطين بهم على مستوى الأسرة والأقارب وفإلى سياق التحقيق:
ظروف مادية
وجدنا أم أحمد في سوق (الحراج) تشتري قطعاٍ من الملابس فاستوقفناها وسألناها لماذا تشتري الملابس المستخدمة بدلاٍ من الجديدة .. حيث اجابتنا بقولها :
اشتري ما احتاج إليه من الملابس المستخدمة لان الحالة المادية لا تسمح لي بشراء الملابس الجديدة كما ان  الملابس المستخدمة أنيقة وشبه جديدة.
وتبرر بقولها: لا أحد يحب أن يلبس ملابس مستخدمة ولكن الظروف تحكم كما اني لا استخدمها ولا ارتديها إلا بعد غسلها بماء مغلي ..
أما الشاب محمد والذي كان متواجداٍ بنفس المكان حين سألنا ام أحمد فتوجهنا لسؤاله فكان رده أنه يوافق ام احمد بأن الحالة المادية صعبة و لا يستطيع شراء ملابس جديدة لارتفاع أسعارها بشكل خيالي ويضيف بحكم اني طالب جامعي لابد من المظهر اللائق كما اني الجأ لتوفير المال ليتسنى لي شراء ملازم وكتب ومصاريف الجامعة لذلك أنا أضطر لشراء ملابس مستخدمة ..
أسعار خيالية
لفتت انتباهنا امرأة تجلس بجوار «البسطة» وتختار اكثر من مقاس لأطفال صغار اقتربنا منها وبصعوبة تجاوبت معنا عند سؤالنا لها عن شرائها هذه الكميات الكبيرة ومقاسات مختلفة حيث أجابتنا بقولها :
لي من الأولاد والبنات «تسعة» توفي والدهم ولم يترك خلفه أي إرث أو مصدر رزق نستطيع أن نقتات منه سوى عملي في احد البيوت ولا أقوى على شراء كل متطلبات أولادي ..الملابس الجديدة اسعارها خيالية فكيف سأستطيع توفيرها لهم جميعاٍ ..
وتضيف: هنا في سوق الحراج استطيع إرضاء جميع أولادي في ذات الوقت لأني اشتري لهم جميعاٍ وأكون بذلك سعيدة جداٍ لسعادتهم ورؤية ابتسامة الفرح في وجوههم ..
من ناحيته يقول بائع الملابس المستخدمة: نشتري الملابس بكميات كبيرة (بندات) وهي مغسولة نظيفة ومكوية.. وإقبال الزبائن عليها كبير جداٍ .. وأضاف بأنه يحمد الله فإن مصدر رزقه من الملابس المستخدمة .. لكنه ينصح الزبائن بأنها وإن كانت مغسولة ومكوية على حد قوله فلا بد من إعادة غسلها بالماء المغلي !!.
تمثل خطورة
يقول الدكتور محمد حسن ـ أستاذ الأمراض الجلدية ـ : إن مصدر خطر الملابس المستوردة والمستعملة حينما يتم استيرادها من مناطق موبوءة تنتشر بها عدوى مثل الهند وباكستان ومناطق الازدحام والتكدس والعشوائيات أما الملابس المستوردة من أوروبا فلا تمثل خطورة حيث توجد العدوى التي تنقلها بكتيريا أو حشرات أو عدوى أمراض فطرية تتسبب في حدوث بعض اكزيما الحساسية والهرش وحينما يوجد هذا الميكروب الحي في الملابس ينتقل إلى الإنسان ويصبح معديا لغيره من البشر الذين يتعاملون معه وهذا هو مكمن الخطر انتشار العدوى من إنسان لآخر ولذلك ننصح المواطن الذي يشتري الملابس المستعملة أن يقوم بغليها أو كيها أو تنظيفها بالبخار لأن الميكروب الحي يموت عند درجة المائة درجة ..  كما أن هناك بعض خامات الأقمشة المستوردة أو المادة الصناعية الموجودة فيها أو نوعيات الصبغات المستخدمة تسبب حساسية لدى بعض الفئات وعلاجها سهل من الناحية الصحية  ..
ويشير الدكتور صالح باضاوي طبيب جلد إلى أن الملابس المستخدمة تنقل عدواها بالتلامس ومنها الأمراض الفطرية مثل «تينيا «بين الفخذين وتيينيا الجسد والجرب .
ويضيف الأمراض الفيروسية وأهمها الالتهاب المحاوري الذي يصيب أي جزء في الجسم وهو عبارة عن حبيبات في حجم حبه العدس وعند ملامستها ينزل منها سائل أبيض متجينى ..للرجل والمرأة ويحتاج العلاج لجلسات متكررة إلى جانب تناول الأدوية لفترة طويلة ..
وأضاف أيضا الالتهابات البكتيرية أو الصديدية التي سبق إصابتها في استعمال هذه الملابس وأيضاٍ ممن تنقل الحشرات مثل القمل..
ويوضح ان كل هذه الأمراض قابلة للعلاج لكنها تتطلب وقتاٍ ومتابعة ونفقات تجعل شراء الملابس الجديدة رخيصة مهما كانت مرتفعة الثمن مقارنه بالمستعملة ..وأغلب هذه الملابس مصنوعة من خامات رديئة تسبب أنواعاٍ عديدة من الحساسية وأكثر الناس عرضة هم الأطفال لأن بشرتهم حساسة بطبيعتها ..
تحذير
ويحذر استشاري أمراض جلدية وتناسلية من خطورة الملابس المستخدمة باعتبارها حاضنة للكثير من الطفيليات والأوبئة المخفية التي تتركز في النسيج القطني والحريري للملابس وأشار إلى أن (الأمراض الجلدية والطفيليات) التي تختزنها هذه الملابس تحتوي على الملايين من الطفيليات الصغيرة والميكروبات  الدقيقة جداٍ التي تسبب أمراضاٍ تحسسيه وأنواعها لا تعد ولا تحصى بحسب تقسيمها للمرض وممكن أن نقسمها إلى طفيليات وميكروبات تسبب التحسس الجلدي وتحسس الجهاز التنفسي.
 وهي من الناحية المرضية تسبب كثيراٍ من الأمراض الجلدية المعدية والمتنقلة وبحسب أنواعها فمنها ما يكون في مرحلة التبييض «الحوصلة» وأخرى في حالة الكائن فعندما تكون بويضات أو في مرحلة التكوين فهي تسبب أمراض الحساسية في الجهاز التنفسي أما في حالة التكوين النهائية فهي تسبب الأمراض الجلدية.
وقال  إن الملابس المستعملة التي ينتج عنها أضرار صحية هي التي تكون حاملة لبعض الجراثيم والميكروبات (العثة) غير المغسولة أما في حال غسلها وكيها فليس هناك ضرر في استعمالها.
يكفىنا ما فينا!!
وعن الأضرار التي تنتج من الملابس المستخدمة أجابنا الدكتور علي يحيى الخزان عضو هيئة التدريب بكلية الطب والعلوم الصحية – جامعة صنعاء-.. الملابس المستخدمة والتي تأتي إلينا من خارج الوطن تحمل معها طفيليات «الجرب» وفطريات وما خفي كان أعظم إضافة  إلى أن المستخدم خال من الجودة وهذا يؤدي إلى الأمراض الجلدية مثل حساسية التماس ..
ويضيف لا يهمنا النواحي الاقتصادية فهذا على من يهمه الأمر .. أما ما يتعلق بالجرب فأنه من المؤسف ان يستورد إلى اليمن في حين انه يكفي ما فينا ..
فالجرب عبارة عن أصابه جلدية بالسوسة وهي كائن حي يسمى «الجرب» لا يرى بالعين المجردة يحفر أنفاقا في جلد الإنسان ويؤدي الى حكة جلدية شديدة لا يستطيع المريض بعدها ممارسة حياته العادية والإنتاجية والإبداعية المعهودة.. وبعد ذلك يصبح بعيداٍ بسبب ما تحدثه من مضايقات خطيرة بين الأصابع مثل التقيحات التي تسبب البكتيريا وكذلك في الأعضاء التناسلية وحول السرْه لدرجة يصبح الإنسان بعدها يتعرض للحكة بكامله ولإصابات مؤلمة جداٍ مصحوبة بالتهابات متعددة في جميع أنحاء الجسم ما عدا الوجه والرأس لان أشعة الشمس كفيلة بالقضاء على السوسة بالحرارة في حين أن الأماكن المغطاة بالملابس التالفة المستوردة إلى اليمن تبقى لفترة قد تطول إذا لم يتم استشارة الطبيب واستخدام أدوية قد تكون مكلفة للأسف بالتزام دقيق لأن هذه السوسة تبقى  داخل الملابس المستخدمة وتنقل الى الإخوة والآباء والأطفال وهكذا فبدله واحدة تسبب خسارة كبيرة صحية ومادية .. ولكي يتم التخلص من الجرب يجب عمل استنفار كامل في المنزل بالتالي :
غلي الملابس – تعرض الفراش للشمس – معالجة جماعية  – استخدام علاجات بإرشادات الطبيب.
وإذا لم يتم ذلك يصبح وباء منتشراٍ على مستوى الجيران والأقارب ويأخذ طابع الانتشار اذا لم تتخذ وزارة الصحة بعد ذلك الإجراءات الكفيلة بحماية المواطن من هذا الضيف الكريه الذي يأتي من الملابس المستخدمة ..
كارثة
ومن خلال الاستعراض الموجز للمخاطر والأضرار التي قد تسببها تلك الملابس المستخدمة ندعو المختصين في وزارة الصحة والمهتمين بالبيئة إلى النظر بعين المسئولية والاهتمام بالأمر كذلك التحقق من المصدر والجهة التي تورد تلك الملابس المستخدمة إلى اليمن وذلك تجنباٍ لكارثة حقيقية قد تصيب الجميع بسبب الأوبئة المعدية والأمراض التي يستعصى علاجها.>
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share