Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

يف أبي‮ ‬عليك‮ ‬ياعŸ‮!! ‬

يف أبي‮ ‬عليك‮ ‬ياعŸ‮!! ‬
محمد عبداللاه العصار
‮> ‬لحضور موت العم الحبيب أحمد صالح ناصر ولروح أبي‮ ‬الكبير محمد ناصر ووالدي‮ ‬عبداللاه محمد ناصر رحمهم الله ورحمنا جميعاٍ‮ ‬إلى‮ ‬يوم النشور‮..‬
نحن لانحب الموت ولا نكرهه‮.. ‬ونحن نخاف الموت وذلك طبعنا البشري‮ ‬لكننا لا نخافه بالذات عندما نقنع أنفسنا بأن أعمالنا الطيبة في‮ ‬الحياة ستنقلنا إلى مساحات أوسع وأجمل من مضيقات وألعاب الدنيا‮.‬
نحب الحياة كثيراٍ‮ ‬دون أن نعلم بأن هذه المحبِة هي‮ ‬في‮ ‬الحقيقة نزعتنا التي‮ ‬تقودنا نحو الفناء والموت‮.. ‬وبطريقة أخرى فقد عرفت أيْها العم الحبيب الراحل أن لا شيء‮ ‬يموت أو‮ ‬يهلك ويتلاشى ليذهب نحو العدم‮.. ‬فالعدم حسب ما‮ ‬يفهم إنسان ضعيف مثلي‮ ‬ليس موجوداٍ‮ ‬وليس له من معاني‮ ‬الوجود أي‮ ‬رابط كامل أو حتى نقصان فكل شيء‮ ‬يذهب إلى حقيقة أخرى ووجود آخر تلك من جوهريات عناصر ومواد الوجود التي‮ ‬نحن من أصل جوهرها وإن تبدلت أو احترقت فإنها تصير إلى حقيقة مادية أخرى هي‮ ‬من نبعها وجوهرها‮.‬
يا عم أحمد كيف أرثيك أو أبكيك‮.. ‬والدمع لم‮ ‬يسق لي‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬يوم شجرة أحزاني‮.. ‬فلا‮ ‬يكفي‮ ‬ولا الأرض ترتوي‮ ‬أبداٍ‮ ‬من أحزان السماء‮!! ‬ورغم أنني‮ ‬أحسد فكرة الخلود والبعث والنشور عندما تحتل عقول المؤمنين الطيبين من الناس مثل إيمانهم العميق بالجنة والنار والنعيم والصراط المستقيم‮.. ‬كذلك أطلب من إيمانهم معرفة إيماني‮ ‬بقوة الزوال في‮ ‬الكون الذي‮ ‬لا‮ ‬يزول وإنما‮ ‬يتجدد حين تهزمه قوة الزوال فيصبح أو‮ ‬يتحول إلى حقيقة أخرى‮.. ‬وذلك‮ ‬ينفي‮ ‬العدم لأن العدم لا وجود له سوى في‮ ‬عقولنا البسيطة القاصرة‮.‬
إن زمن وجودنا القصير هو حالة نوم ضئيلة المستوى قليلة العمر‮.. ‬وإن لحظة أو ثواني‮ ‬من نومنا أو سباتنا الحقيقي‮ ‬هي‮ ‬ذلك الوجود الذي‮ ‬لا نراه ولا نفهمه تماماٍ‮.. ‬وقد حلمتك ليلة موتك الكريم‮ ‬يا عم وحلمتك في‮ ‬الليلة الثانية وفي‮ ‬أربعينيتك التي‮ ‬رأيت وجهك مشرقاٍ‮ ‬كما رأيتك تتحدث واثقاٍ‮ ‬وحاولت أن أقول لك‮: ‬صدقني‮ ‬يا عم أنت لم تمت‮.. ‬واسأل والدي‮ ‬الذي‮ ‬اعتقد أنه مات وها هوذا حيِ‮.. ‬لتصدق ولو طالت بنا الأعمار لاستولدت الحياة من نطف أجسادنا ناساٍ‮ ‬آخرين‮ ‬يبدأون أطفالاٍ‮ ‬ويكبرون صبياناٍ‮ ‬ثم رجالاٍ‮ ‬ليكونوا موتى في‮ ‬آخر المقام‮!! ‬كذلك التراب وإن رأيناه عدماٍ‮ ‬في‮ ‬صحراء لا حياة بها‮.. ‬ما إن‮ ‬ينزل عليه قطر الغيم‮ ‬ينبعث حياة‮.. ‬أولئك ونحن وهم والناس أجمعون تلك الحقيقة التي‮ ‬لا عدم فيها‮.. ‬بل قيامة تنهض وقيامة تأتي‮.. ‬أو كما قيل‮: ‬موت المرء قيامته‮.‬
أنا‮ ‬يا عم أؤمن بالله أكثر مما‮ ‬يْعرف عني‮ ‬أحد ولكنه إيمان لا‮ ‬يشبه ما لدى الآخرين من إيمان لأن اقتراب المرء من المعرفة عذاب لا‮ ‬ينتهي‮ ‬ولا‮ ‬يبدأ وأحياناٍ‮ ‬لا‮ ‬يموت‮ ‬فهو الأمر الذي‮ ‬لا‮ ‬يشبه الخلود ولا النعيم ولا الجنة أو النار‮.. ‬بل هو أمر آخر ومعجزة نحسها فقط لكننا لا نعلمها‮..‬
إنه الإيمان في‮ ‬تقديري‮ ‬أما الحياة فمشرقة ما دمنا على سفينتها‮..‬
وحبنا للحياة عنيد إلى درجة قسوتنا على أنفسنا وسلوكنا اليومي‮.. ‬حب الحياة حقيقة لكن الحقيقة الأكبر هي‮ ‬الموت‮.. ‬لأن الموت هو البحر الذي‮ ‬تجري‮ ‬عليه سفينة الحياة لا أكثر ولا أقل سواء علمنا أو لم نعلم‮..‬
وليس آخراٍ‮ ‬اعفنا أنت وحدك عن أحزاننا على أحبائنا‮.. ‬طبعنا البشري‮ ‬الذي‮ ‬خلقتنا به‮.. ‬أنت وحدك إعفنا لكنه ألمنا على من تراهم أعيننا حتى في‮ ‬منامنا لكنهم أحياء بيننا إلى‮ ‬يومك الذي‮ ‬لا‮ ‬يغيب عنه أحد‮.. ‬يوم الحضور‮..<‬

Share

التصنيفات: منوعــات

Share