Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الأزمات والشعوذة السياسية‮ !!‬

الأزمات والشعوذة السياسية‮ !!‬
أنور نعمان راجح
‮> ‬حالة‮ ‬غريبة من السياسة ومن العمل‮  ‬السياسي‮ ‬تشهدها اليمن في‮ ‬الوقت الراهن‮ ‬يدفعنا للتفكير في‮ ‬أسباب هذه الحالة ولا نستبعد شيئاٍ‮ ‬منها‮ ‬فما‮ ‬يحدث هو أن أحزاباٍ‮ ‬سياسية تركت العمل السياسي‮ ‬النظيف والمتعارف عليه ولجأت إلى تفاهات ومكايدات لاتليق بها كأحزاب أو كأفراد‮ ‬ينتمون إليها‮ .. ‬ضمن هذه الحالة الغريبة هو ترك قيادات تلك الأحزاب كل القضايا المهمة‮  ‬وتحولها إلى ضاربات كفوف ورمل وقارئات فناجين‮ ‬لتقرأ أحوال البلاد والعباد‮ . ‬ترك الكثير من أولئك الناس المنطق العلمي‮ ‬والواقعي‮ ‬للسياسة ولجأوا إلى قضايا الأمنيات والأحلام‮ .. ‬بعد حادثة جامع دار الرئاسة تحدثت قيادات أحزاب المعارضة بحكايات أكثر من الحكايات التي‮ ‬وردت في‮ ‬ألف ليلة وليلة‮ ‬‮ ‬وجرى التأويل والتكهن بنتائج الحادثة كما‮ ‬يتمنى القائمون على تلك الأحزاب وكما‮ ‬يريد أنصارهم‮ ‬‮ ‬فكذبت كفوفهم ورمالهم وفناجينهم‮ ‬‮ ‬ثم خلال ثلاثة أيام بعد ظهور رئيس الجمهورية على شاشة التلفزيون ضربوا الكفوف والرمال وقرأوا الفناجين مرة أخرى ونسوا منطق السياسة الحقيقي‮ ‬وشرحوا الأمور وفق الأمنيات وشهدت الأسواق والطرقات وساحات الاعتصامات الخاصة بهم حكايات كثر قامت على الأمنيات‮ ‬‮ ‬ثم خابت بالظهور الثاني‮ ‬للرئيس الذي‮ ‬كشف أن لاشيء مماقالوه ولاشيء مما تمنوه وأرادوه‮ ..  ‬بعد الظهور الثاني‮ ‬سيعودون بلاشك لسابق عهدهم بالكفوف والرمال وستقرأون ما‮ ‬يشاءون وما‮ ‬يتمنون‮ ‬غير اننا نقول أن كل هذا لاعلاقة بالسياسة وبالعمل السياسي‮ ‬وبالمصالح الوطنية التي‮ ‬تقتضي‮ ‬واقعية ومنطقية بعيداٍ‮ ‬عن أحوال الصحة والمرض للخصوم السياسيين وبعيداٍ‮ ‬عن منطق الشماتة الذي‮ ‬تحرمه قيم الدين والاخلاق‮ ‬‮ ‬فليس عيباٍ‮ ‬أن‮ ‬يصاب إنسان بمرض أو أن‮ ‬يعتدى عليه فيصاب أو حتى‮ ‬يصل الامر إلى الموت‮ ‬والحقيقة الوحيدة التي‮ ‬يؤمن بها الناس جميعاٍ‮ ‬هي‮ ‬الموت‮ ‬‮ ‬لكن العيب والمعيب حقاٍ‮ ‬أن‮ ‬يصل الحال بالبعض إلى الإفلاس السياسي‮ ‬والأخلاقي‮ ‬وتتغير الممارسة السياسية المشروعة إلى شعوذة سياسية وأمنيات‮ ‬يجري‮ ‬إسقاطها في‮ ‬التحليلات والمواقف أمام وسائل الاعلام لعلها تتحول إلى واقع وهو مالم‮ ‬يحدث‮.‬
ماحدث فعلاٍ‮ ‬هو أن بعض الاحزاب ربطت مستقبلها بوجود شخص أو‮ ‬غيابه وهذا خطأ وفشل لن‮ ‬يتجاوزوه بسهولة‮ ..‬الحلول الوطنية لقضايا بحجم وطن لايمكن حلها من خلال شخصنة المشكلات والازمات ولا بإغراق البلد في‮ ‬فوضى عارمة تخدم شخصنة الأزمة كما‮ ‬يريد لها قارئو فناجين السياسة‮ ‬الذين اصــــيبوا بخيبة أمل جراء هذه الشــــعوذة التي‮ ‬صارت نهجاٍ‮ ‬سياسياٍ‮ ‬عند بعض الاحزاب في‮ ‬ظل الأزمة الراهنة في‮ ‬اليمن‮..<‬

Share

التصنيفات: منوعــات

Share