Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

لل من يســـــــتغـل حاجة النــــاس لجنــي أرباح محرمة الإيثار والتراحم والمحبــة طريق الإيمــان

»المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاٍ« حديث حفظناه منذ الصغر.. ولا يكاد مسلم يسمع أوله إلا ويكمل آخره.. ولكن هل نحن هؤلاء المسلمين المذكورين في الحديث ولأننا لا نشك في أننا مسلمون فلن نستطيع أن نهرب من بقية الحديث وهو يشد بعضه بعضاٍ فهل نحن كذلك.. الأزمة الأخيرة تقول لنا لا لسنا كذلك.. حقيقة مخزية يجب أن لا نتهرب أو نستحي منها.. ولكن علينا أن نستفيد منها فلعلها الفرصة الأخيرة.. لمراجعة الحسابات..
المؤمنون إخوة
قال تعالى: »إنما المؤمنون إخوة« واخوة الدين والعقيدة هي لا شك أقوى من أخوة النسب ولذلك حرص دين الإسلام على التأليف بين المسلمين بعضهم بعضاٍ وعلى تقوية أواصر المحبة والإخاء ومن ذلك مؤاخاة النبي عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والانصار ومسارعته في ذلك لبيان أهمية أخوة الدين بين المسلمين.
وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم »لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم¿ قالوا بلى يا رسول الله قال: أفشوا السلام بينكم« وفي هذا الحديث بيان لأهمية المحبة والإخوة بين المسلمين وأن تلك المحبة هي طريق للإيمان والذي بدوره يؤدي إلى الجنة..
قال تعالى: (واخفض جناحك للمؤمنين)¿ وقال النبي عليه الصلاة والسلام: »المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاٍ«
مكانة المسلم
للمسلم منزلة عند الله تعالى وذلك أنه رضي بالله رباٍ وبالإسلام ديناٍ وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياٍ ولذلك أوصت الشريعة بهم خيراٍ وأكدت على حرمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم وحذرت من إيذائهم بأي شكل من أشكال الأذى وفوق هذا وذاك أوصت الشريعة الغراء باحترام المسلم وإكرامه وإنزاله المنزلة اللائقة بدينه فجعلت خدمته وإكرامه ديناٍ نتعبد الله تعالى به قال عليه الصلاة والسلام: »من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماٍ ستره الله يوم القيامة« قال تعالى: (لو أنفقت ما في الأرض جميعاٍ ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) ألف الله تعالى بين عباده المؤمنين حين آمنوا به واتبعوا رسوله واتبعوا ما أمروا وانتهوا عما زجروا فكانت الألفة والمحبة والاخوة هي أخوة الدين التي لا تستطيع أموال الأرض كلها أن تحقق شيئاٍ منها ولكن الله تعالى أذن للمؤمنين بذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى«.
العدل والإيثار
علاقة المسلم بأخيه المسلم مبنية على المحبة والإيثار والرحمة فها هم الأنصار يستقبلون إخوانهم المهاجرين رضي الله عنهم جميعاٍ فيعرضون عليهم مقاسمتهم ما يملكون ولكن النفوس المؤمنة أبت ذلك ودعت لهم بالبركة في مالهم وأهليهم وهكذا يجب أن يكون المسلمون دون النظر إلى  الزمان أو المكان فالعدل والإيثار لا يقاسان بزمن من الأزمنة ولكنها النفوس الطيبة التي أسلمت حقاٍ فاستسلمت لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه.
فمن تعامل بالعدل فذلك حقه وقد سلم من الظلم ومن تعامل بالإيثار فتلك درجة عالية وفقه الله تعالى لنوالها (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).. أما من تعامل بالظلم فذلك الخسران المبين فكيف يرضى لنفسه أن يترك الإيثار ثم يترك العدل حتى يبلغ أن يظلم غيره من المسلمين..
صفات مذمومة
يستاء الناس كثيراٍ حين يرون ما يرون من معاملة بعضهم بعضاٍ وهم مسلمون خاصة في مثل هذه الأيام.. أيام المحن والأزمات ورغم أن صفات العدل والإيثار تظهر عند الشدائد والمحن والأزمات إلا أننا نتعجب حقاٍ حين نقلب أبصارنا يميناٍ وشمالاٍ فنرى حال إخواننا في بلادنا وقد غابت عنا صفات الدين.. فلا يكاد أحدهم يشتم رائحة أزمة إلاِ وسارع في إخفاء بضاعة تلك الأزمة ليتعامل مع الناس بأسلوب الاحتكار متناسياٍ قول النبي عليه الصلاة والسلام: »لا يحتكر إلا خاطئ« ويسعى آخر إلى المتاجرة في المواد والسلع المعدومة فيوفرها بأسعار مضاعفة ولا يكتفي بحد معين من الربح بل قصده استغلال حاجة الناس لأبعد حد ولو كان الربح أضعافاٍ مضاعفة ولسان حاله يقول: (أكثر.. أكثر.. قبل أن تنتهي الأزمة) والمشكلة هنا تكمن في من يستغل حاجة الناس بقصد مضاعفة الأرباح والأسوأ من ذلك أن يعمل البعض على صناعة الأزمات وإعدام الموجود من الضروريات فيمنعون المواد والسلع الأساسية من وصولها إلى المستهلك فأين هؤلاء من قول النبي عليه الصلاة والسلام »المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله«
وأين هم كذلك من قوله عليه الصلاة والسلام »كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه«
 (ألا يعلم أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين).
التعامل الصحيح
وعن أولئك المستغلين لحاجة الناس في الأزمات يقول الدكتور عقيل المقطري: لا شك أن تعمد منع وصول الحاجات الضرورية والسلع الأساسية إلى المواطنين عمل محرم وتفاوت جرم ذلك من شخص لآخر كل بقدر تأثيره ودوره في ذلك العمل وينبغي هنا ولكل من يؤمر بمثل ذلك أن يجنب نفسه ويلات ذلك العمل فلا يطيع من يحرضه على تلك الأفاعيل لأن الخصم هنا هم ملايين الناس فكيف سيرد مظالم الملايين من المتضررين.. أما المستفيدون – مادياٍ – فهم قلة قليلة يستغلون أزمات الناس لجني أرباح محرمة ولذلك ينبغي أن يتعامل المسلمون في مثل هذه الشدائد تعاملاٍ دينياٍ ويؤثرون على بعضهم فصاحب الحاجة من البترول أو الديزل أو الغاز وغيرها من الحاجات عليه ألا يطمع أو يظلم بل عليه أن يأخذ حاجته الضرورية فقط بأقل قدر ممكن ليترك لغيره من المسلمين شيئاٍ من تلك المواد الضرورية فالكل محتاج ولا يظن أحد أنه أولى أو أفضل من غيره..
ولو تعاملنا بهذه الصفات وآثرنا غيرنا من إخواننا لكفانا القليل ولن يجد تجار السوق السوداء مكاناٍ ليروجوا بضائعهم بأغلى الأثمان ولما حرص أصحاب كثير من المحطات على تزويد هؤلاء التجار بتلك المواد بطرق غير مشروعة..
ولذلك ينبغي على الناس أولاٍ أن يحرصوا قدر المستطاع على ألا يشتروا المواد والحاجات من السوق السوداء لأن في ذلك تشجيعاٍ لهؤلاء التجار وفيه رواج لبضاعتهم ولا يشتري أحدهم إلا مضطراٍ أشد الاضطرار وليحرصوا أيضاٍ على أخذ الحاجة الضرورية فقط وألا يخافوا من النقص لأن الله مطلع عليهم وسوف يعوضهم ويكفيهم عند حاجتهم.. والمسلمون أحق بذلك من غيرهم.. ولو عرفنا أن المنكوبين اليابانيين فعلوا ذلك عند أزمة تسونامي وكانوا لا يأخذون إلا حاجتهم من الماء وعندما سئلوا لماذا لا  تأخذون أكثر أجابوا: لنترك حاجة غيرنا.
واجب علينا
لا ننسى أولاٍ وأخيراٍ أننا جميعاٍ مسلمون تجمعنا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولذلك كان لا بد من النصح لكل مسلم تعميقاٍ لأواصر الإخاء والمحبة ولا بد لنا جميعاٍ أن نعمل جاهدين على إحياء فريضة الإخاء والمحبة بين المسلمين وذلك بمواساة بعضنا بعضاٍ وأن نؤثر على أنفسنا وأن نعمل جاهدين على إزالة فكرة (نفسي.. نفسي) من عقولنا وقلوبنا وأن نعلم – يقيناٍ – أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وأنه من ترك شيئاٍ لله عوضه الله خيراٍ منه فكيف يطمئن المسلم بتوفير حاجته وهو يعلم أن أخاه المسلم لا يمتلك من ذلك شيئاٍ..
وكيف يطمئن المسلم يتخزين الماء والغذاء والبترول والديزل ولا يطمئن لوعد الله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
الشيطان يعدنا بالفقر ويخوفنا منه والله يعدنا بالمغفرة والفضل.. فهل نكون أولياء للرحمن.. أم للشيطان¿ ألا فلنترك الوعود الكاذبة والأماني الزائفة ولنسارع في رضا الله ولتطمئن قلوبنا به فالله باق وما سوى الله يفنى..
Share

التصنيفات: نور على نور

Share