Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

استــمرار الأزمة السياســية‮ ‬يفاقŸ تدهــور الوضـــع الاقتــصادي

استطلاع/محمـد مطير
‬حذر عدد من الاقتصاديين من تداعيات الأزمة السياسية وتأثيراتها على الوضع الاقتصادي‮ ‬الذي‮ ‬يعاني‮ ‬من تدهور وضعف جراء الأزمة المالية العالمية إضافة إلى تأثيرات الأزمة السياسية التي‮ ‬تعصف ببلادنا حالياٍ‮ ‬على الاقتصاد الوطني‮ ‬وقطاعاته الإنتاجية‮ ‬مؤكدين أن على جميع اليمنيين تحمل مسؤولياتهم تجاه قضايا الوطن الاقتصادية‮.‬
ويأتي‮ ‬هذا التحذير وسط توقعات بأن‮ ‬يتعرض الاقتصاد الوطني‮ ‬لتراجع حاد في‮ ‬النمو إذا استمرت الأزمة السياسية شهراٍ‮ ‬آخر‮.‬
أكد الدكتور عبداللطيف محمد الكهالي‮ ‬أستاذ الاقتصاد المشارك في‮ ‬جامعة ذمار أن المشهد السياسي‮ ‬الحالي‮ ‬هو الأكثر تأثيراٍ‮ ‬على تداعيات الوضع الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
وأوضح أن هذا التأثير تبين من خلال عاملين‮ ‬العامل الأول ويتمثل في‮ ‬تدهور القوة الشرائية للعملة الوطنية‮ ‬والعامل الثاني‮ ‬ويتمثل في‮ ‬انخفاض سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية‮ ‬وهذان العاملان اسهما في‮ ‬زيادة معدل التضخم من خلال زيادة أسعار السلع والخدمات واستمرارها وكذلك ظهور الاحتكار من خلال تخزين بعض السلع الهامة في‮ ‬حياتنا اليومية مثل الوقود والغاز وبيعها بأسعار مضاعفة عن قيمتها في‮ ‬الأيام العادية‮..‬
وقال أنه في‮ ‬حال استمرار المشهد السياسي‮ ‬الحالي‮ ‬على ما هو عليه فسوف تزداد التداعيات تعقيداٍ‮ ‬الأمر الذي‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى انخفاض الناتج القومي‮ ‬الإجمالي‮ ‬وكذلك تدهور في‮ ‬إنتاجية الفرد والوحدات الاقتصادية على حد سواء بالإضافة إلى انخفاض مستوى التحصيل العلمي‮ ‬نتيجة لتأخر فتح الجامعات أبوابها بحسب الزمن المحدد من قبل وزارة التعليم العالي‮ ‬والجامعات‮.‬
ركود اقتصادي
وأشار إلى أن استمرار تدهور الوضع السياسي‮ ‬في‮ ‬اليمن سيؤدي‮ ‬كذلك إلى توقف مشاريع التنمية الجاري‮ ‬تنفيذها وإلى زيادة نسبة البطالة وبالتالي‮ ‬فإن ظهور البطالة والتضخم سيؤدي‮ ‬إلى ركود اقتصادي‮ ‬ينذر بظهور أزمة اقتصادية بجانب الأزمة السياسية الحالية‮.‬
ودعا الكهالي‮ ‬حكماء اليمن للعمل على حلحلة المشهد السياسي‮ ‬للحيلولة دون انهيار الوضع الاقتصادي‮ ‬والعمل على إيجاد برامج اقتصادية إصلاحية تنفذ في‮ ‬الواقع لوقف التدهور لكي‮ ‬تستطيع اليمن الخروج من الركود الاقتصادي‮ ‬القائم والمحتمل‮.‬
أزمة معقدة
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد إسماعيل البواب مدير عام العلاقات بالبنك اليمني‮ ‬للإنشاء والتعمير أن مشكلة اليمن الحالية تشكل أزمة كبيرة من كل النواحي‮ ‬ولا بد من فهمها وحلها من جذورها‮. ‬وأوضح البواب أن العامل الاقتصادي‮ ‬يلعب دوراٍ‮ ‬هاماٍ‮ ‬في‮ ‬حل الأزمة السياسية لليمن‮ ‬وأن من شأن ذلك وأن‮ ‬ينعكس ايجابياٍ‮ ‬على الاقتصاد اليمني‮ ‬من حيث زيادة الاسثمارات والتنمية وامتصاص البطالة التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها الشباب‮.‬
وحذر من استمرار الوضع السياسي‮ ‬المتأزم لأن من شأنه أن‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى شلل كامل للمؤسسات والبنوك والشركات المحلية أو العالمية بالإضافة إلى توقف السياحة وبالتالي‮  ‬توقف أياد عاملة كثيرة وانضمامها إلى رصيف البطالة الحالية والتي‮ ‬تمثل ما نسبته‮ ‬40٪‮ ‬وكذا هروب رؤوس الأموال إلى الخارج‮.‬
انتكاسة شديدة
وأوضح الدكتور سيف العسلي‮ ‬أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء في‮ ‬مقالة له بصحيفة‮ »‬الثورة‮« ‬أن الاقتصاد الوطني‮ ‬يتعرض حالياٍ‮ ‬لانتكاسة شديدة سببها الأزمة السياسية التي‮ ‬أثرت على قطاعات الإنتاج الصناعي‮ ‬والزراعي‮ ‬والسياحة والفندقة والمطاعم وتجارة الجملة والتجزئة بالإضافة إلى قيام الشركات النفطية والغازية بترحيل موظفيها مما‮ ‬يؤدي‮ ‬لانخفاض إنتاج النفط والغاز من القطاعات الإنتاجية وتعرض دخل الحكومة لتراجع حاد‮.‬
وقال‮: ‬كلنا‮ ‬يعلم الصعوبات التي‮ ‬يعيشها الاقتصاد اليمني‮ ‬حيث تراجعت نسبة النمو في‮ ‬2010م إلى أقل من‮ ‬3٪‮ ‬وهي‮ ‬النسبة التي‮ ‬لم تكن متوقعة بعد أن ارتفع النمو الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬2009م إلى‮ ‬55٪‮ ‬ويعود جزء كبير منه إلى استمرار الأزمة السياسية في‮ ‬البلاد وأكد العسلي‮ ‬أن الاقتصاد الوطني‮ ‬قد حقق نمواٍ‮ ‬جيداٍ‮ ‬خلال العام‮ ‬2009م رغم التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الدولي‮ ‬ككل وعلى اليمن بوجه خاص‮.‬
وأوضح أن الحكومة استبشرت بحدوث نمو الاقتصاد الوطني‮ ‬إلى‮ ‬4‭.‬7٪‮ ‬إلا أنها في‮ ‬المقابل اعترفت أن نتائج سلبية لحقت بالاقتصاد اليمني‮ ‬خلال العام الماضي‮ ‬كنتيجة مباشرة للأزمة المالية العالمية تمثلت في‮ ‬ارتفاع عجز الميزان الكلي‮ ‬بنسبة‮ ‬4‭.‬2٪‮ ‬من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬وارتفاع عجز الموازنة العامة للدولة بحوالي‮ ‬9‭.‬3٪‮ ‬وتراجع الاستثمار الأجنبي‮ ‬المباشر بحوالي‮ ‬92٪‮ ‬مقارنة بنمو موجب عام‮ ‬2008م بلغ‮ ‬حوالي‮ ‬69٪‮.‬
إلى ذلك توقعت مصادر أقتصادية أن‮ ‬يصل العجز في‮ ‬الموازنة العامة للدولة خلال العام الحالي‮ ‬2011م إلى‮ ‬3‭.‬75‮ ‬مليار دولار وهو رقم ضخم وكبير سيخلف عبئاٍ‮ ‬جديداٍ‮ ‬على بلد فقير كاليمن كما أن سلسلة التدابير الاقتصادية التي‮ ‬طرحتها الحكومة لتحسين المستوى المعيشي‮ ‬للناس خصوصاٍ‮ ‬الموظفين الحكوميين لا‮ ‬يمكن لها خلق الاستقرار على الإطلاق‮..
Share

التصنيفات: تنميـــة

Share