Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إشكالية التربية والقيم

كثرت هذه الأيام حوادث القتل وليس أي قتل بل قتل أسرة بكاملها وفي لحظة واحدة! ترى ما بال البشر أخذهم سعار القتل العمد ولأسباب قد لا تكون تافهة لكنها لا ترقى لمستوى الثأر بالقتل وحصد الأرواح.. هل نجح الشيطان في بلادنا إلى هذه الدرجة¿ هل حدثت فعلاٍ هذه الحوادث وأهمها ما حدث في مدينة الحديدة أحدهم قتل أسرة بسبب »فلوس« وأخيراٍ وهو المؤسف حقاٍ ما حدث لأسرة الإعلامية زهور ناصر حيث قام ابنها البكر بقتل أسرته المكونة من أخت وأخ ووالدهم!هذه الجرائم هزت وجدان المجتمع إذ كيف يحدث هذا¿هل هي اشكالية تربية¿ التعليم لم يعد له علاقة بالتربية فتعليمنا هو حصاد للدرجات سواء بالجهد أو بالغش واجتياز المراحل بالحق أو بالباطل ودخول الجامعات بالفلوس أو بالوساطة والمنح لأبناء الميسورين إلى أفضل الدول والمنح لهم والباقي للشعب!! أما التربية فهي شأن لا يخص المدرسة أبداٍ والوالدان هما اما الاثنان منهكان من الجري وراء لقمة العيش أو انهكتهما قضايا الأموال والمسؤوليات التي تتبع الثراء كالقات والتسوق وتحقيق الأرباح وتوفير الكماليات والعاملين والمرافقين والسواقين و…. إلخ هذه هي حياتنا إما فقر يقود إلى انحراف أو ثراء يقود أيضاٍ إلى انحراف!!

 

لا منطقة وسطى الجرائم تولد في مناخات يضعف فيها الوازع الديني تقل فيها المراقبة والمحاسبة ان التربية القيمية مهمة جداٍ قد يعتقد البعض أنهم في منأى عن الجريمة طالما أبناؤهم لا يحتاجون إلى شيء فقد وفروا لهم كل شيء إلا أن واقع الحال يقول بغير ذلك لأن القيم المفقودة تحل محلها قيم أخرى سيئة فالصدق يحل محله الكذب والأمانة تحل محلها الخيانة والذوق الرفيع يحل محله الهمجية واللاذوق والحلال يحل محله الحرام وهكذا فالأب والأم القدوة هم من يركز على ثروة القيم قبل ثروة المال لأن الأخيرة زائلة والأولى باقية وما نشاهده ونسمعه في شوارعنا اليوم من ألفاظ وبذاءات وكلام سيئ هو دليل عدم وجود التربية القيمة الفاضلة وللأسف المجتمع يسكت عن الكلام البذيء وكأنه موافقة ضمنية لهؤلاء العابثين بالأخلاق »غير الأسوياء« بأن قولوا ما تشاءون في مكان آخر أبناؤك يقومون بنفس الأسلوب ويرددون نفس الكلام أخشى على قيم هذا المجتمع من التردي والانحطاط في ظل عدم الاكتراث بالتربية وبالقيم ان الباطل يتفشى في المعاملات وفي مختلف المسارات الحياتية كأن تدفع رشوة حتى تأخذ حقك أو تجامل حتى النفاق حتى يرضى عنك المسؤول الأول أو تشهد بالزور لتبرئة ذمة أحد المستقوين بالمناصب والمال إذا لم نعد النظر في كثير من قيمنا ونتمسك بالأصيل والجميل ونرفض انتهاكات القيم التي تحدث كل يوم في البيوت والشوارع والمدارس التي نسيت أن تكون مؤسسات تربية قبل التعليم..
 

محاسن الحواتي

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share