Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

في‮ ‬النـــــدوة اليمــنية التونســـــية .. التبادل التجاري‮ ‬بين البلدين لا‮ ‬يعكس طبيعة وعمق علاقاتهما الثنائية

‬الرهان الراسخ على الموارد البشرية من أهم الأسس التي‮ ‬يبنى عليها التطلع المستقبلي‮ ‬لبلوغ‮ ‬موقع مرموق ضمن الدول المتقدمة من خلال اعتماد نظام تعليمي‮ ‬بحثي‮ ‬بأرقى مواصفات الجودة ووفقاٍ‮ ‬للمقاييس العالمية قصد إعداد المهارات والكفاءات القادرة على دفع مسار التنمية الشاملة في‮ ‬عالم لا مكان فيه إلا‮ ‬لمن امتلك ناصية المعرفة وأحسن التحكم في‮ ‬التكنولوجيا المتقدمة وتشبع بعقلية التفوق والتألق بما‮ ‬يعزز اقتصاد المعرفة ويدعم المناخ الاستثماري‮ ‬الملائم‮ »‬الوحدة‮« ‬وعلى هامش الندوة التعريفية بآفاق وفرص التكامل الاقتصادي‮ ‬بين اليمن وتونس التي‮ ‬نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة مطلع الأسبوع الجاري‮ ‬بالتعاون مع جمعية الإخاء اليمنية التونسية‮.. ‬سلطت الضوء من خلال الاستطلاع التالي‮:‬

استطلاع/عبده حسين

في‮ ‬البدء أكد الدكتور‮ ‬يحيى المتوكل وزير الصناعة والتجارة على أهمية تطوير العمل العربي‮ ‬المشترك خاصة في‮ ‬المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية وعلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني‮ ‬في‮ ‬تعزيز العلاقات بين الدول‮..‬
مشيداٍ‮ ‬بتنظيم مثل هذه الندوات التي‮ ‬تعمل على زيادة الترابط الاقتصادي‮ ‬والتجاري‮ ‬بين بلدينا الشقيقين اللذين‮ ‬يتمتعان باقتصادات واعدة تعمل على زيادة التعاون وتفتح فرصاٍ‮ ‬أوسع خاصة في‮ ‬المجالات الاقتصادية والتجارية بما‮ ‬يحقق المنافع الاقتصادية الثنائية‮.‬
مضيفاٍ‮: ‬ان تباعد المسافات لا‮ ‬يمثل عائقاٍ‮ ‬في‮ ‬تعزيز العلاقات الاقتصادية التي‮ ‬يجب علينا الدفع بها إلى الأمام في‮ ‬إطار التكتلات القائمة بين الدول والتي‮ ‬لا‮ ‬يستهان بها في‮ ‬ظل العولمة‮.‬
وحدة اقتصادية
من جهته قال الأخ حسن الكبوس رئيس الغرفة التجارية بأمانة العاصمة أننا اليوم في‮ ‬عالم التكتلات الذي‮ ‬لا‮ ‬يعترف إلا بالأقوياء ليس أمامنا من خيار إلا‮ ‬أن نتجه نحو إيجاد شراكة عربية مبنية على أسس متينة سعياٍ‮ ‬نحو الوحدة الاقتصادية العربية‮ ‬مؤكداٍ‮ ‬أن هذه الندوة تأتي‮ ‬في‮ ‬إطار حرص الغرفة التجارية بالأمانة على تعزيز علاقات التكامل والتعاون الاقتصادي‮ ‬مع البلدان العربية ومنها الجمهورية التونسية‮.‬
نجاح اقتصادي
فيما شدد السيد توفيق جابر سفير الجمهورية التونسية بصنعاء على أن التبادل التجاري‮ ‬بين اليمن وتونس‮ ‬يبقى دون المأمول ولا‮ ‬يعكس طبيعة وعمق العلاقات الثنائية التي‮ ‬تربط البلدين قيادة وشعباٍ‮ ‬للارتقاء بالتعاون الثنائي‮ ‬إلى أفضل المستويات والامكانات المتاحة والواعدة لتطوير حجم التبادلات البينية وفتح آفاق الشراكة والبحث معاٍ‮ ‬في‮ ‬سبل تطويرها خاصة وأن السلع التونسية تتميز بجودتها العالية ومميزاتها التنافسية‮ ‬وهو ما‮ ‬يقتضي‮ ‬تضافر جهود جميع الأطراف الرسمية والقطاع الخاص وجمعيتي‮ ‬الإخاء في‮ ‬البلدين لتدارك الواقع الراهن للتبادل التجاري‮ ‬وبلوغ‮ ‬المستوى المنشود‮.. ‬مؤكداٍ‮ ‬أن التطوير الشامل للاقتصاد التونسي‮ ‬يرتكز على ثلاثية متكاملة للتنمية المستقبلية من خلال الاهتمام بالمحتوى التكنولوجي‮ ‬العالي‮ ‬والقدرة على التجديد وإرساء نمط من النشاط الاقتصادي‮ ‬صديق للبيئة‮ ‬والسيطرة على عامل الطاقة وبناء القدرة على التحكم فيها‮.. ‬مضيفاٍ‮: ‬أن النجاح الاقتصادي‮ ‬الذي‮ ‬ثمنته التقارير والتصنيفات الدولية‮ ‬يقف على أرضية متماسكة تضافرت فيها مقومات التنمية الشاملة وخيار التكامل مع نسيج اجتماعي‮ ‬متوافق‮ ‬تضامنت داخله كافة الأطراف في‮ ‬نطاق تقاسم الأعباء والمسؤوليات‮ ‬وتجسمت بمقتضاه‮ ‬غايات الملاءمة بين متطلبات الرقي‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والاستقرار الاجتماعي‮ ‬التي‮ ‬تعـــــتبر أحد مفاتيح النجــــاح في‮ ‬المقــــاربة التنـــموية التي‮ ‬مكنت تونـــس من أن تكون في‮ ‬مقدمة دول العالم من حـــيث اتـــساع طبـــقتها الوســطى التي‮ ‬تناهز اليوم‮ ‬80٪‮..‬
مشيراٍ‮ ‬إلى أن الرهان الراسخ على الموارد البشرية هو أهم الأسس التي‮ ‬ينبني‮ ‬عليها التطلع المستقبلي‮ ‬التونسي‮ ‬لبلوغ‮ ‬موقع مرموق ضمن الدول المتقدمة حيث‮ ‬يبرز ذلك بجلاء في‮ ‬اعتماد نظام تعليم وتكوين وبحث بأرقى مواصفات الجودة ووفقاٍ‮ ‬للمقاييس العالمية قصد إعداد المهارات والكفاءات القادرة على دفع مسار التنمية الشاملة في‮ ‬عالم لا مكان فيه إلا‮ ‬لمن امتلك ناصية المعرفة وأحسن التحكم في‮ ‬التكنولوجيا المتقدمة وتشبع بعقلية التفوق والتألق‮.‬
وسيلة حقيقية
وأشار الأخ جمال الحضرمي‮ – ‬مستشار رئيس الوزراء إلى أن العلاقات التجارية اليمنية التونسية لا ترتقي‮ ‬إلى المستوى المنشود وتكاد تنحصر في‮ ‬أنشطة اقتصادية محدودة‮ ‬ولذا فإن التجارة البينية بين الدولتين تكاد تكون منعدمة‮ ‬مضيفاٍ‮ ‬أن أهم السلع المتداولة بين البلدين تتمثل في‮ ‬الأسماك والقشريات ومستحضرات اللحوم والزيوت والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية وأصناف أخرى ويتم استيراد‮ (‬زيت الزيتون والملابس والمنتجات المعدنية والجلدية والالكترونية‮).‬
مؤكداٍ‮ ‬أن الميزان التجاري‮ ‬بين اليمن وتونس للأعوام‮ (‬2007م‮ -‬2009م‮) ‬يزداد لصالح اليمن بفضل الزيادة المستمرة للصادرات اليمنية إلى تونس‮ ‬مع أن تونس ليست من العشرين دولة المهمة المستوردة أو المصدرة مع اليمن‮.‬
مشدداٍ‮ ‬على أن التعاون الاقتصادي‮ ‬والتبادل التجاري‮ ‬بين الدول وخاصة العربية منها‮ ‬يعد وسيلة حقيقية لخلق مصالح مشتركة وربطها بمصالح الشعوب وتطوير قدراتها‮.‬
اقتصاد المعرفة
كما‮ ‬يؤكد الدكتور عبدالصمد عبدالواسع‮ – ‬باحث اقتصادي‮ ‬أن أسباب نجاح مقاربة الجمهورية التونسية الشقيقة في‮ ‬الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية‮ ‬يرجع إلى الاستثمار في‮ ‬الموارد البشرية ورفع مخصصات البحث العلمي‮ ‬وحريته واجتذاب مصادر التمويل وتشجيع التجارة وتشجيع المؤسسات الاقتصادية على المضي‮ ‬قدماٍ‮ ‬في‮ ‬درب التطوير التقني‮ ‬والتجديد التكنولوجي‮ ‬وتخصيص منح في‮ ‬إطار برامج الاستثمار والبحث والتنمية وتعزيز مقومات اقتصاد المعرفة عبر تجسيم الإجراءات التي‮ ‬تدعم المناخ الملائم للاستثمار في‮ ‬التكنولوجيات الحديثة‮ ‬والعمل على الارتقاء بالقدرات التنافسية للمؤسسات لتعزيز مقومات هذا الاقتصاد‮.‬
مضيفاٍ‮: ‬أن الاستثمار في‮ ‬الموارد البشرية‮ ‬يولد ثروة أكبر لتعويض شحة الموارد الطبيعية والتعامل مع التعليم والبحث العلمي‮ ‬بجدية ومسؤولية من حيث السياسات وتوفير الإمكانيات في‮ ‬بلد صغير تعوزه الثروات الطبيعية من نفط وغاز‮ ‬حيث صار التعليم ودرجة التحصيل العلمي‮ ‬يمثلا رأس المال الوحيد ومقياس الرقي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬والمهني‮.. ‬مؤكداٍ‮ ‬أن الاهتمام بالبحث العلمي‮ ‬في‮ ‬الجمهورية التونسية ارتفع من‮ (‬0‭.‬53٪‮) ‬عام‮ ‬2001م إلى‮ (‬1‭.‬07٪‮) ‬عام‮ ‬2006م من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬وتكاد تقترب هذه النسبة من النسب المسجلة في‮ ‬بعض بلدان جنوب أوروبا عام‮ ‬2001م مثل إيطاليا‮ (‬1‭.‬05٪‮) ‬وأسبانيا‮ (‬0‭.‬86٪‮) ‬والبرتغال‮ (‬0‭.‬83٪‮) ‬كما‮ ‬يتمتع الباحثون بالحرية العلمية الكاملة فبإمكانهم تصور أرضية للإبداع في‮ ‬إطار موضوع معين في‮ ‬ظل التوجهات العامة للجهات أو الوزارات المعنية والسياسات العامة وتنصهر الأبحاث العلمية في‮ ‬إطار البحث الهادف إلى تحصيل الدرجة العلمية والعمل على تحويل نتائجه إلى مشاريع وتكنولوجيات تطبق في‮ ‬مجال الإنتاج ودفع وتشجيع عقود الشراكة في‮ ‬مجال الأبحاث والتطوير بين مؤسسات الإنتاج والمؤسسات الجامعية والمراكز البحثية‮.‬
اقتصاد تضامني
كما تطرق الأخ علي‮ ‬الشعباني‮ ‬إلى التجربة التونسية في‮ ‬مجال التضامن الاجتماعي‮ ‬والنجاح والريادة العالمية التي‮ ‬حققتها وحظيت بها وما‮ ‬يجب علينا في‮ ‬اليمن فعله للاستفادة من هذه التجربة من خلال التركيز على البعد الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬كل عمل تنموي‮ ‬واستهداف الفئات الأقل حظاٍ‮ ‬واستحداث المزيد من مؤسسات الاقتصاد التضامني‮ ‬لتنفيذ السياسات الهادفة للارتقاء بمستويات العيش خاصة في‮ ‬المناطق ذات الأولويات التنموية وإشاعة مفهوم الاقتصاد التضامني‮ ‬وتعزيز الشراكة المؤسسية بين الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني‮ ‬وإيجاد قطاع مؤسسي‮ ‬للتضامن الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬اليمن تشارك في‮ ‬تمويله وإدارة شؤونه مختلف شرائح المجتمع ودعم وتشجيع المبادرات التضامنية والشبابية والمشاريع الصغيرة والابتكارات والإبداعات وانعاش ثقافة التضامن الاجتماعي‮ ‬بين أوساط المجتمع وفرض رقابة صارمة على الجميعات الخيرية والطوعية ومصادر تمويلها والنظر في‮ ‬آلية التضامن الاجتماعي‮ ‬بطريقة مغايرة للطريقة الحالية التي‮ ‬تكرس البطالة والاتكالية بدلاٍ‮ ‬عن العمل والانتاج وتعزيز أواصر التعاون الثنائي‮ ‬بين اليمن والبلدان التي‮ ‬تمتلك تجارب اجتماعية ناجحة مثل تونس عن طريق تبادل الخبرات وإقامة الأنشطة المختلفة والارتقاء بالحرفية وتوجيه التدخلات الاقتصادية والتضامنية نحو المجالات الأكثر استقطاباٍ‮ ‬على‮ ‬غرار مهن الجوار والعناية بالبيئة والمحيط وغيرها‮.

Share

التصنيفات: تنميـــة

Share