Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مدير مؤسسة الإبداع للثقافه والفنون: الوسط الثقافي اليمني ينوء بجملة من العلل

تتجلى في حياتنا نماذج حية تقود إلى مسيرة الإبداع عن طريق أفراد ومؤسسات تعمل بشكل جاد في إثراء واقع المجتمع بعدد من الأفكار التي تشكل دلالتها بْعداٍ جديداٍ في مسارات الثقافة وملامحها من خلال الإسهام والمشاركة في صناعة واقع ثقافي أكثر حضوراٍ وقرباٍ من الناس.

 

من هنا كانت فكرة إقامة مؤسسات تعنى بالفكر والثقافة وتعمل على رفد الحياة بنماذج من رموز التنوير كما هو حال مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون.. وعن دور هذه المؤسسة ورؤيتها في تأسيس مسيرة إبداعية أصيلة منفتحة على تيارات التحديث واسهامها في تشكيل وجهتنا الثقافية وعمقنا الحضاري وتعبيرها عن هويتنا وكينونتنا الفكرية والأدبية التقينا مديرها العام الأخ عبدالسلام عثمان.. فإلى التفاصيل:

 

لقــاء/حــــاتم علـــي

 

 

> كيف كانت البداية في إنشاء مؤسسة الإبداع الثقافية وما الرؤية التي تمتلكها المؤسسة للدفع بالعمل الثقافي¿

 

>> إنشاء مؤسسة ثقافية تعنى بالإبداع والمبدعين كان أملاٍ يراود ذهن الدكتور عبدالولي الشميري – رئيس المؤسسة ومؤسسها منذ زمن – إيماناٍ بأنه لا يمكن الخروج من الحالة التي يعيشها الواقع الثقافي إلا بعمل مؤسسي منظم يضم تحت لوائه عدداٍ من المعنيين بالشأن الثقافي وقد وجد هذا الحلم سبيله إلى التحقيق بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة التي صنعت فضاءات الحرية الفكرية والسياسية فجاء التداعي إلى إنشاء هذه المؤسسة من قبل الأخ المؤسس تفاعلاٍ مع هذه الأجواء الصحية وقد عقد اجتماعات شتى مع أعداد كبيرة من أدباء اليمن ومفكريه سعت في مجملها إلى رفد فكرة إنشاء المؤسسة بالملاحظات والاقتراحات وقد استمرت هذه المداولات فترة من الزمن تمخضت عن تأسيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون التي حصلت على ترخيص من وزارة الثقافة والسياحة برقم »٠٣٢« لعام »٥٩٩١م« ومن يومها والمؤسسة تعد نفسها دوحة غناء يتفيا ظلالها المبدعون على مختلف مشاربهم الفنية والفكرية فهي فضاء مفتوح للجميع وكل من يمت للإبداع بصلة يمت بالضرورة إلى المؤسسة بنسب وثيق ورابطة قوية.

 

أما الرؤية التي تعمل المؤسسة في إطارها فهي تتبع من ايمانها العميق بأنه كانت الحكمة يمانية فإن الإبداع ايضاٍ وهو بحاجة إلى تكاتف الجهود في إظهاره وإشهاره وجعله يتنفس أجواء الانتشار والذيوع اسهاما في رفد الواقع اليمني بعدد من المبدعين ومشاركة منا أيضاٍ في تحريك عجلة الثقافة العربية إلى الأمام ولو بخطوة واحدة.

 

> ما دور المؤسسة في تبني المبدعين وماذا عن مشروعها المستقبلي¿

 

>> المؤسسة منذ قيامها وحتى اليوم وهي فاتحة أبوابها لكل المبدعين وخاصة شريحة الشباب وقد عملت المؤسسة على تبني عدد من المواهب الأدبية من خلال منتدى الإبداع الأسبوعي الذي يعقد عصر كل سبت وقد مثل هذا اللقاء مدرسة نقدية فاعلة في مدينة صنعاء حيث يجتمع الأدباء والنقاد في محاورة أدبية نقدية تؤسس لمسيرة إبداعية أصيلة ومنفتحة على تيارات التحديث وقد استفاد كثير من كتاب النصوص الشعرية أو النثرية من هذا الملتقى.

 

كما تبنت المؤسسة عدداٍ من الشعراء في طباعة دواوينهم واخراجها إلى دائرة النور وعملت على التعريف بهذه المواهب من خلال توزيع النتاجات المطبوعة على مؤسسات مشابهة في الداخل والخارج سعياٍ من المؤسسة في ايصال هذه الأصوات الشابة الرائعة إلى القارئ العربي أينما كان.

 

أما عن مشاريعنا المستقبلية فهي كثيرة لعل من أهمها طباعة موسوعة أعلام اليمن الطبعة الورقية وهي جاهزة على الشبكة العنكبوتية وأصبحت في متناول الباحثين والدارسين وتضم قرابة عشرين ألف علم وستخرج في خمسة عشر مجلداٍ تقريباٍ وكانت جديرة أن تطبع في العام ٤٠٠٢م صنعاء عاصمة الثقافة العربية أو عام ١٣٤١هـ/٠١٠٢م تريم عاصمة للثقافة الإسلامية لأن طباعتها ستكلف عشرات الملايين وهذا ليس بمقدور المؤسسة في الوقت الراهن كذلك طباعة عدد من الأعمال الأدبية والفكرية لدينا مشاريع أخرى سنفصح عنها في حينها ان شاء الله.

 

> العقبات التي تواجه عملكم¿ وكيف تتغلبون عليها¿

 

>> الوسط الثقافي ليس في اليمن فقط ولكن في معظم الوطن العربي لاشك أنه ينوء بجملة من العلل والصعوبات والعمل في وسط كهذا يستدعي مدداٍ تلو آخر من الصبر والإرادة والحرص على الاسهام في تقديم ما يمكن تقديمه إسهاماٍ في تشكيل وجه ثقافي يعبر عن عمقنا الحضاري ويعبر عن أصالتنا وهويتنا وكينونتنا الفكرية والأدبية.

 

العقبات كثيرة لأن المؤسسة قائمة على الدعم الفردي والوحيد من قبل مؤسسها ورئيسها وراعيها السفير الدكتور عبدالولي الشميري ولكنا بفضل الله سائرون فكلما حقننا منجزا بطباعة مجموعة شعرية أو كتاب نقدي أو تاريخي أو أقمنا فعالية معينة شعرنا أننا أقوى مما كنا وأقدر على التغلب على مفاجأت الطريق.

 

> دور المؤسسة في الأوساط الثقافية¿

 

>> مؤسسة الإبداع واحدة من المؤسسات المدنية التي ظهرت في المشهد الثقافي والفكري اليمني بعد قيام الوحدة اليمنية ونشعر أن لنا دوراٍ مهما في نشر الثقافة والعمل على الحد من ظواهر كثيرة بدأت تغزو مجتمعنا كظاهرة العوز القرائي والأمية الفكرية واحباط المبدعين وغياب الدراسات النقدية الجادة التي تؤصل للأدب ولا تستأصله وتفتح آفاقاٍ رحبة من الريادة والإبداع وفي إطار كل ذلك تقوم المؤسسة بأنشطتها المختلفة التي أشرنا إلى بعضها في السابق إضافة إلى إنشاء مكتبة كبرى يضاف إليها العناوين الثقافية والفكرية التي تصدر تباعا سواء في الداخل أو الخارج شراء أو اهداء أو تبادلاٍ وهي مفتوحة للقراء في الفترتين الصباحية والمسائية علماٍ أن قسم الدوريات في المكتبة يحتوى على دوريات قل نطيرها في أي مكتبة يمنية بل وعربية أيضاٍ.

 

ولا شك أن الإمكانيات المادية تقف في كثير من الأحيان في طريق مشروع ثقافي نبيل وهي إشكالية موجودة لدى عموم مؤسسات العمل المدني خاصة مع الغياب شبه الكلي للدعم الرسمي.

 

> يلاحظ في الفترة الأخيرة تباطؤ عملية الإصدارات مقارنة بالسنوات الماضية فما السبب برأيكم¿!

 

>> الإصدارات مستمرة ومتواصلة ولدينا لجنة مطبوعات تقيم الأعمال المقدمة إلينا ثم تقر طباعتها أو استثناءها وفق معايير موضوعية إبداعية وقد حرصنا في البداية على المقاربة بين إصداراتنا لسببين: السبب الأول: التعريف بعدد من المواهب الشعرية والإبداعية والسبب الثاني: أيضاٍ التعريف بالمؤسسة من خلال هذه الإصدارات والواقع ان وزارة الثقافة في عام ٤٠٠٢م عندما كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية استأثرت بالنصيب الأكبر من طباعة الأعمال الأدبية للشعراء الشباب حيث بلغت ما يقرب من مائة وستين إصدارا إضافة إلى الإصدارات الأخرى التي تجازوت بمجموعها ٠٠٤ إصدار وهذا الأمر خفف كثيرا من هذه المهمة لدى المؤسسات الخاصة التي تباطأت فعلاٍ في الفترة الأخيرة في إصداراتها وهو شائع لدى كل المؤسسات الأهلية تقريباٍ علماٍ أن المؤسسة قد أصدرت أكثر من ثلاثين إصداراٍ ضمن سلسلة الإبداع.

 

> مدى تواصلكم بالمؤسسات الثقافية الأخرى للتعريف بالمبدع والإبداع اليمني¿

 

>> لدينا علاقات واسعة مع المؤسسات والمراكز الثقافية والإبداعية الشبيهة سواء على النطاق المحلي أو على النطاق العربي وقد أثمر هذا التواصل اشكالاٍ عديدة من التعاون الثقافي والتبادل المعرفي وأقامت المؤسسة فعاليات مشتركة خارج اليمن عرفت من خلالها بالأدب اليمني وبكثير من أقطابه القدامى والمعاصرين كما أقامت فعاليات داخلية مشابهة استدعت فيها كثيراٍ من الشعراء العرب وفي إطار هذا التثاقف الجميل والتحاور الفكري الأجمل لا تدخر المؤسسة وسعا في الاتصال بالمؤسسات المشابهة في الداخل والخارج لتبادل الخبرات والعمل وفق رؤية مشتركة تخدم الثقافة العربية ككل وتسعى إلى إحداث زخم معرفي تتناغم في تشكيله كافة ألوان الطيف الأدبي والفكري إضافة إلى أن المؤسسة استطاعت خلال الفترة الماضية ايصال إصداراتها وعدد من الإصدارات والكتب الأخرى إلى عدد من الدول العربية وأهم مكتباتها وأكبرها للتعريف بالانتاج والإبداع اليمني كما أن المؤسسة قامت بترشيح عدد من المبدعين اليمنيين في المجالات المختلفة وخاصة الأدبية منها ذلك لموسوعات ومسابقات ومقابلات وغيرها على المستوى المحلي والخارجي.

 

> تتصدر موسوعة أعلام اليمن واجه مرموقة في الشبكة العنكبوتية.. وقد أفاد منها الباحثون كثيراٍ.. فلماذا تأخرت النسخة الورقية لهذه الموسوعة¿

 

>> في البداية ثمة معلومة هامة في ما يخص هذه الموسوعة في شكلها الالكتروني الحالي وهي أن هذه الموسوعة كلفت ما يقارب عقدا ونصف من الزمن جهداٍ وبحثاٍ واستقصاء وكلفة وغير ذلك من لوازم العمل الموسوعي قد كللت هذه المرحلة بتحميل الموسوعة على الشبكة العنكبوتية كخطوة أولى قابلة للملاحظات من قبل الاخوة الباحثين والمتخصصين سواء من حيث المعلومة التاريخية أو من حيث أسلوب العرض أو الصياغة أو ما إلى ذلك ونحن لا نزال حتى اليوم نتلقى هذه الملاحظات وحين نشعر أن الاخوة الباحثين قد قالوا كل ما لديهم من هذه الملاحظات على هذه النسخة الالكترونية فإن النسخة الورقية عندها ستصدر باذن الله مسنفيدة من كل ما طرح ومعلوم أن التعديل في النسخة الالكترونية أسهل مقارنة بالتعديل في النسخة الورقية التي تتطلب طبعات إثر طبعات.

 

> ما دور المؤسسات المعنية بدعم المؤسسات الثقافية¿

 

>> اعتقد أن المؤسسة الثقافية الرسمية يناط بها دور كبير في تشجيع مثل هذه المؤسسات والأخذ بيدها إلى مربع النماء والازدهار من خلال الدعم المالي أولا ومن خلال تقديم الخبرات اللازمة والتسهيلات المطلوبة لأن هذه المؤسسات المدنية تصبح بهذا شريكا فاعلاٍ يخفف كثيرا من الضغوط التي تواجهها المؤسسة الرسمية.

 

مشكلتنا في الوطن العربي أن ثمة شرخا قائم بين المؤسسات الخاصة والمؤسسة الرسمية مما جعل التكامل والتنسيق مفقوداٍ ليحل محله الانقطاع والتعامل الجزئي مع المشكل الثقافي ككل ولا اعتقد أن أحداٍ من العاملين في الوسط الثقافي والفكري سيربح من هكذا حال.

 

> ما هو برنامج المؤسسة بمناسبة اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ١٣٤١هـ/ ٠١٠٢م¿

 

>> احتلت تريم مكانة مرموقة في نشاط مؤسسة الإبداع ودعني اختصاراٍ للأمر أحصر الموضوع في موسوعة أعلام اليمن الواجهة الحقيقية للمؤسسة فقد احتلت مدينة تريم مساحة شاسعة في هذه الموسوعة بعلمائها وأدبائها وسياسييها وكل مبدعيها ولا أكون مبالغا لو قلت لك أن الموسوعة ضمت من أعلام مدينة تريم على وجه الخصوص وأعلام حضرموت بشكل عام ما لم يضمه أي كتاب آخر حتى تلك المؤلفات التي صنفها علماء حضرموت وفي اعتقادي أن الاهتمام بهؤلاء المبدعين من كافة التخصصات والفنون وجعلهم في متناول أيدي الباحثين هو جهد كبير قدمته المؤسسة لتريم ولعموم حواضر اليمن وبواديه ليس فقط بالتزامن مع الاحتفاء بتريم هذا العام ولكن على مدار الزمن إن شاء الله.. إضافة إلى أننا أقمنا في منتدى الإبداع الأسبوعي عددا من الفعاليات المتنوعة خلال هذا العام ضمن فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية كما خصصت فعالية مستقلة وهي محاضرة بعنوان »الخصائص التاريخية لمدينة تريم« للأستاذ/ محمد الجنيد كما أن أعضاء منتدى الإبداع شاركوا في جميع الفعاليات التي أقيمت بهذه المناسبة ولدينا عدد من الإصدارات التي ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة وهذا ما نستطيع تقديمه وبحدود الإمكانيات المتاحة من خلال الدعم الشخصي والوحيد من الأخ السفير الدكتور عبدالولي الشميري.

 

وهذه خلاصة لمجمل أنشطة المؤسسة ناهيك عن نشاطات الأخ السفير د. عبدالولي الشميري الثقافية والسياسية والدبلوماسية سواء في الداخل أو الخارج والتي يشهد لها القاصي والداني وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن المؤسسة وأنشطتها..

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share