Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ملك التب

انعدام المعرفة هو العمى الذي يبتلى به الإنسان وفقدانه لساقين كان يفترض امتلاكهما لينجح في سعيه لإعمار الأرض التي استخلفه الله عليها المعرفة المطلقة هي التي لا يحد من تطورها خوف منها أو محاولة فرض الهيمنة او الوصاية عليها المعرفة التي ينتج عنها العلم الحقيقي الذي قال عنه من علمنا الأبجدية في الصفوف الأولية أنه نور.. يهدي كل ذي ضلالة فيعرف الإنسان ما له وما عليه والمعرفة هي التي تمنح الإرادة تلك التي تجعل السيادة لشعب دون أخر ولأمة دون أخرى.

 

الإرادة من تستنهض الهمام ليكون هناك شعب ينتج وآخر يستهلك فيمتلك الأول السيادة على الآخر ليفرض عليه ماذا يأكل وماذا يشرب وماذا يرتدي ليصبح صورة مشوهة عن الأول ـ المنتج ـ فيعيش إشكالية عدم التوافق بين الإرث الذي خلفه له السلف وبين الحاضر الذي تم تفصيله له وفقاٍ للمقاييس التي يختارها من يمتلك القوة ولا قوة سوى قوة الفكر والثقافة والسعي الموضوعي نحو الحقيقة التاريخ يقول من امتلك أسس المعرفة امتلك مفاتيح استخلاف الأرض ليكون هو سيدها ومن افتقر للمعرفة خارت قواه وتعطلت حواسه وانضم إلى فئة العبيد الذين يمتلكون القوة الجسدية دون الفكر أما من لا حظ له من الفكر ولا من قوة الجسد ووجوده في الحياة عبارة عن فم مستهلك فهذا يتساوى مع الأغنام التي لا بد لها من وصاية وراعُ يحدد لها المرعى ويذود عنها من الذئاب لكن المأساة تتجسد في أن الراعي ليس سوى محض ذئب حتى لو ادعى النزاهة ولسنا في حاجة لدليل فمعظم الدول العربية خضعت للاستغلال و نهب الثروات ونهب التاريخ سواء كان ذلك باسم الاستعمار او الانتداب او أي مصطلح آخر لكن الخلاصة هي فرض هيمنة من يملك القوة على من خارت قواه لتصبح الشعوب الضعيفة وليمة ساقها إليه التخلف والرجعية.

 

رغم اختلافي مع تشارلز دارون في نظريته التي يقول فيها ان أصل الإنسان قرد إلا اني معه في نظرية الانتخاب الطبيعي وأن لا بقاء إلا للأقوى ولا قوة سوى قوة الفكر ولا فكر من دون حرية ولا حرية من دون قراءة واطلاع على ما لدى الآخر لنعرف ماذا حققنا وما هي منجزاتنا مقارنة بما لديه أن نزن أنفسنا يعني أن ندرك قدرنا قبل أن يضعنا الآخر في ميزانه غير المنصف.

 

وهذا لا يكون سوى بالقراءة التي تخلق الآفاق الرحبة في الفكر والوجدان معاٍ وتظهر الحقيقة التي تجعل الإنسان يعرف موقعه من هذه الجعرافية الكبيرة التي لا يهيمن عليها سوى دول تْقدر العلم الذي يخطط للعمل وللمستقبل.. لن نرتقى حتى نتصالح مع الكتاب و نؤمن بدوره في كل مجتمع فكيف نجني على من بضاعته الفكر من يبيع الضوء لتحل الرؤية الواضحة مكان الإبهام والغموض.

 

ما الذي جناه ملك الكتب ـ طه الحداد ـ بائع الكتب في ميدان التحرير¿!

 

لا ذنب لطه سوى اعتقده أن بيعه للكتب بسعر زهيد في متناول الجميع هو البداية الحقيقية لميدان التحرير الذي يذكرنا بأننا خضعنا بسبب الجهل والتخلف والجمود لاستغلال بريطانيا وللحكم الأمامي  لذلك اكتب مقالي هذا حرصاٍ على دور الكتاب في تنمية العقل اليمني وِرِداٍ لمعروف إنسان بسيط بفضله قرأت روائع الأدب الروسي روائع المسرح العالمي فبأي ذنب تم مصادرة ثلاثة آلاف كتاب من الكتب التي يبيعها طه إن دور هذا الرجل البسيط في إيصال الكتاب لكل محب للاطلاع من ذوي الدخل المحدود يذكرني بالسيدة الفاضلة سوزان مبارك ومشروعها القراءة للجميع..
 

إيمان عبد الوهاب حْميد

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share