Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وتبقى أميركا هتلرية الوجه والقلب

ابن النيل
ليس هناك ما يمكن اعتباره فارقاٍ جوهرياٍ بين ما انتهجه النازيون في زمن مضى وبين مسلكية من نصبوا أنفسهم أوصياء على كل صغيرة وكبيرة في شتى أنحاء العالم من حولهم دون وجه حق فكل منهما يحتكم إلى مبدأ غطرسة القوة في مجمل سياساته الخارجية المعادية لإرادة الشعوب وفي كل ما يرتكبه من حماقات تستهدف فرض هيمنته على مقدرات هذه الشعوب المغلوبة على أمرها أينما كانت وعلى اتساع خارطة الكون الذي نعيش بين أرجائه بمعنى أنه لم تعد هناك أية علامة فارقة بين ما سعت ألمانيا الهتلرية إلى تحقيقه في سالف العصر والآوان وبين ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأميركية منذ كان انفرادها بقيادة ما اصطلح على تسميته بالنظام الكوني الجديد وإن تذرع كبار مسؤوليها بذرائع لا تعدو كونها محض شعارات جوفاء.. لا ينبغي تسخيرها لغير الاستهلاك الإعلامي بينما هي في حقيقة الأمر مجرد محاولات خبيثة وماكرة لبلوغ غايت رخيصة ومشبوهة حتى ولو كان ذلك على حساب البشرية جمعاء.

 

فأميركا – على سبيل المثال – وربما دون أن تدري.. ما تزال تواصل لعبتها المعهودة باستنساخها فيتنام ثانية وثالثة ورابعة وقد تصل إلى عاشرة أو أكثر في قادم الأيام دونما أدنى رغبة في الاستفادة من دروس ماضيها القريب لدرجة أنها نجحت إلى حد كبير في أن تضيف إلى قائمة خصومها العديد والعديد مما يتيسر لها بين الحين والآخر بفعل ما تقترفه بحق الغير فأميركا هذه ومنذ كان انهيار الاتحاد السوفييتي بدت هتلرية الوجه والقلب في آن معاٍ دونما أدنى مبالغة أو مغالاة وهو ما أكدته تصرفات إدارتها منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا على الأقل.

 

وليس أدل على ذلك من تجييشها عديد حلفائها ذات غزو استعماري بغيض لبلاد الرافدين بدعوى تخليص العراق من طغيان نظام الحكم فيه ومن ثم دمقرطته على نحو يكفل لإنسانه حرية الرأي والتعبير غير أن ما حدث بعدها وما يزال ليس سوى نقيض ما ادعاه السيد الأميركي قبلها.

 

وليس أدل على ذلك أيضاٍ.. من تورط أميركا وحلفائها أنفسهم في متاهات أفغانستان بدعوى الحرب على الإرهاب ومطاردة زعماء تنظيم القاعدة إياه ومن ثم إلقاء القبض عليهم توطئة لتقديمهم للعدالة وهو ما لم يحدث بطبيعة الحال.

 

وفوق كل هذا وذاك نرى الإدارة الأميركية في أيامنا هذه وهي تستعرض عضلاتها في شبه الجزيرة الكورية عبر إجرائها مناورات عسكرية مشتركة مع حليفتها »كوريا الجنوبية« في محاولة لإجبار جارتها الشمالية على التراجع عن مواصلة برنامجها النووي وقد بات ذراعها العسكري في البر والبحر والجو يطال عديد أركان كوكب الأرض بينما باتت جيوش الأمبراطوريات التي كانت مجرد أذيال لها بقدرة قادر وسبحان مغير الأحوال..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share