Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إنسان المتغيرات أم متغيرات الإنسان¿!

عزالدين الرباصي
بالنظر ملياٍ إلى ما يجري حولنا من متغيرات عبر مراحل الزمن الماضية والراهنة وما ستؤول إليه في الغد المقبل وعقدنا وجه المقارنة من خلال واقعنا الإنساني المعاش وما يمثل الإنسان فيه من أهمية في ظل هذه المتغيرات العصرية المتباينة بكل مناحيها الحياتية المختلفة وموقع الإنسان ومكانته ومقدار تأثيره فيها وتأثره بها ونسبة ما تعكسه هذه المتغيرات من مظاهر على هذا الإنسان سلباٍ كانت أو إيجابياٍ وما يلازمها من تساؤولات عدة ارتبطت ولا تزال ملازمة للواقع الإنساني عبر المراحل الزمنية المختلفة. 
 إننا وعلى سبيل المثل لا الحصر لو حاولنا الخوض في ماهية العلاقة الراهنة بين إنسان اليوم والمتغيرات المرتبطة به وبحياته المعاشة وتأثيره وتأثره بها وما يعكسه ذلك على حياته سلباٍ أو أيجاباٍ من خلال ما يبرزه واقع اليوم في شتى مناحي الحياة الإنسانية المختلفة سنجد ضالتنا وما يلي تساؤلاتنا تلك بجلاء ووضوح نعيشه ونتعايش معه في حياتنا اليومية بدءاٍ من ماهية وجود الإنسان على هذا الكوكب الأرضي وحكمة وجوده ومكانته التي أوجده الله بها وميزه من خلالها عن سائر مخلوقات الكون والكيفية التي اختارها لعيشه بالصورة التي تحفظ مكانته المثلى والمتوائمة وفصيلته الآدمية وكينونته وكرامته وموقعه بين سائر مخلوقات الكون الأخرى وطريقة العيش والتعايش مع فئاته الإنسانية المختلفة في شتى بقاع الأرض القائمة على مبدأ التعاون والتكافل والتعايش وفق معايير المحبة والمساواة والأمن والسلام الاجتماعي وفق حياة يْعد فيها الإنسان الكائن الوحيد والأوحد القادر على تشكيل واقعه المعاش بالصورة التي تتلاءم وحكمة وجوده وقدرته على صنع حضاراته وتقدمه ومستقبله المنشود من خلال تسخير ما وهبه الله من نعم لا تحصى وسبر ملكاته العقلية في توجيه كل هذه المنح الإلهية وتسخيرها لخدمته بالكيفية السليمة التي تمكنه من اختيار طريقة عيشه بما يلبي طموحاته وأمانيه المضطردة في واقعه المعاش في أي زمان ومكان وبالشكل الذي يحافظ من خلاله على مكانته كإنسان يغير ويتغير إلى الأفضل ولا يتيح الفرصة لأية متغيرات عصرية النيل منه ليصبح أسير تأثيرها وتجعل منه كائناٍ تابعاٍ مسيراٍ لألياتها بدلاٍ من أن يكون هو المخير والسائد والمهيمن على مجمل أشكالها المختلفة وتذليلها لخدمة مجتمعه الإنساني وتقدمه وتطوره الحضاري في أي حقبة زمنية راهنة كانت أو لاحقة وأياٍ كان تأثير وطأتها على حياته المعاشة فإنه بإيمانه وبمكانته وماهية وجوده بالخاصية التي وهبها الله له دون سائر مخلوقات هذا الكوكب الأرضي المتمثلة بميزة العقل والإدراك فإنه سيقوى لا محالة في التغلب على كافة ما قد يؤثر على واقعه الذي صنعه لنفسه من أية متغيرات كانت وما يعزز هذا الإيمان تلك الشواهد ومجريات الأحداث على مر التاريخ الإنساني الذي أثبت ولا يزال ملياٍ بأن الإنسان وحده دون سواه هو من صنع ولا تزال حضارته الإنسانية المتلاحقة ورسم مستقبله المشرق بالكيفية التي يريدها الملبية لطموحاته وأمانيه المتجددة ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عن هذه المكانة والقدرات الإنسانية وأنه سيمنهج حياته بالكيفية التي تتلاءم وعيشه وتعايشه في مجتمعه الإنساني عبر مراحل التاريخ البشري تباعاٍ. 
 وأخيراٍ وليس آخراٍ نخلص إلى القول بأن الإنسان لو فكر ملياٍ في واقعه الراهن وما يجري حوله من متغيرات عصرية تحاول يائسة النيل من آدميته وسلب حريته في العيش والتعايش مع واقعه الاجتماعي بالطريقة التي يختارها هو فإنه لا محالة سيعيد دون تفكير أو تأخير مراجعة حساباته الملزمة له كإنسان في انقاذ آدميته والحفاظ على مكانته الإنسانية كما أوجدها الخالق وبالحكمة من خلقها بالشكل الذي يكفل لمجتمعاتها الإنسانية العيش الكريم والتعايش على مبدأ التكافل والتعاون الذي يمنحهم حياة آمنة ومستقرة والتي تعد كشروط أساسية في توجيه دوافعهم وجهودهم صوب تحقيق كل أمانيهم وطموحاتهم المستقبلية وتقدمهم الاجتماعي المنشود وفق هذه الرؤى المنطقية الناجحة.
فهلا وصلت هذه الفكرة واستوعبها إنسان اليوم في ظل ما يحيط به من تحديات تفرضها العولمة في سبيل الهيمنة على حياته وواقعه الاجتماعي المعاش لتجعل منه كائناٍ تابعاٍ انهزامياٍ ومستسلماٍ لأساليبها الاستعمارية وحروبها الاقتصادية والثقافية وكل ما يتعلق بحياته الإنسانية التي تمكنه من الحفاظ على بقائه البشري بالشكل الذي يتواءم مع سيادة أراضيه واستقلالها استقلالاٍ كاملاٍ واستفراده في صنع واقعه المعاش بالكيفية التي يرجوها¿
Share

التصنيفات: منوعــات

Share