Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

التواكلية قتلتنا!

قرأت مقابلة صحافية مع العالم د. أحمد كمال أبوالمجد تحدث عن أسباب تخلف الأمة العربية رغم وجود العديد من المقومات التي تدفع بالأمة إلى الأمام وقد أوجز أبوالمجد ثلاث شروط للنهضة أعجبني قوله أيضاٍ أن التواكلية هي السبب في الأوضاع الحالية حيث ترجأ الأعمال والخطط ونعتمد على الخارج أو على الآخر في حل المشكلات والقضايا بل وفي المبادرات فالخارج هو دوما المبادر وهو الذي يخطو الخطوة الأولى في كل المجالات ان التواكلية مرض خاص بنا خلقناه حتى تعملق وصار أكبر من أن نقضي عليه!!

 

كما ذكرت أوجز أبو المجد ثلاث شروط للنهضة هي 1- علم بتعقل 2- عمل بلا توقف 3- تخطيط منظم ونظام.. كلام عاقل صادر من  رجل على دراية بأحوال أمته لم يقل لها عليكم محاربة أفكاركم المتطرفة حتى تفلحوا أو عليكم باتباع الغرب حتى تنهضوا بل وجد في العلم بتعقل والعمل بلا توقف حلاٍ لكل المشكلات لأن الانشغال بالعمل والعلم في اعتقادي لا يتركان مجالا لأعمال أخرى كالإرهاب أو الجريمة أو ايذاء الآخر أو تدميره ولأن القيم الشريرة والضارة تنمو في العقول الفارغة والنفوس  الخاوية..

 

 ان العلم يطهر النفس والعمل يزكي الجسم والروح أما التخطيط المنظم للحياة فهذا ما نفتقد إليه نحن اليمنيين وكذا بقية الأمة.. فقلما نجد من يخطط لحياته ليومه لعامه لجزء من حياته وبالتالي الأسرة نفسها لا تمتلك خطة خاصة بها تقوم بتنفيذها على مدى عام أو خمسة أعوام مثلا وطبيعي أن تكون للدولة خططها الخمسية والعشرية لكن هل تنفذ كلها كما يجب وفي مواعيدها إذن لماذا نتخلف ويمضي الآخرون¿ لماذا تزيد البطالة والجرائم والمشكلات المختلفة ذات الصلة بمشروعات التنمية وخدماتها¿

 

إن النظام هو أساس النجاح لأنه وكما يقول أحد المفكرين »الحياة قصيرة فإذا لم نعشها بنظام فقدنا معظم سنواتها«.. النظام يكاد يكون مفقودا في حياتنا بدءا من خطة العمل اليومية إلى خطة عمل سنوية لذلك نجد عدم النظام في حركة تداخل السيارات عندما يغيب شرطي المرور عدم النظام في الشراء والبيع في اسواقنا العامة في استخدام المواصلات العامة في دفع الحساب  في المحلات الكبيرة إضافة إلى عدم النظام في التعامل مع كل ما يخص الحق العام والمرافق العامة هذا ما نلحظه في بلادنا ولن تتفوق الدول العربية الأخرى ان لم تكن في نفس المستوى.

 

لكن عندما نخرج عن بلداننا ونطأ بلاد الغرب نتقمص شخصية الحضاريين والمتوافقين مع النظام والتخطيط المنظم والمحبين للعمل الجاد والعاشقين للعلم!!

 

أليس في هذا  تناقض يوحي بالانفصام¿

 

إن نهضة الأمة هي إرادة نابعة من الضمير والإرادة الجمعية إذا لم تتوفر فلن تنجح كل المقومات في جعلنا نعمل بلا توقف أو نتعلم وتعمل بهذا العلم بتعقل أو نخطط بنظام للاستفادة من العلم والعمل علينا أن نراجع أنفسنا على مستوى خاص وعلى مستوى عام..
 

محاسن الحواتي

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share