Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الشــياطــين تدخــل عــلى خــط الفــــساد

لا تزال قضية الجني الذي تلبس قاضياٍ وأجبره على الانخراط في قضية فساد على حد زعمه تثير ردود فعل قوية في المجتمع السعودي في وقت حملت فيه ردود الفعل اتجاهين أساسيين أولهما التهكم الواسع في كتاب وصحافيين ومواطنين فيما كان الاتجاه الآخر يتعاطى مع القضية باعتبارها حدثاٍ جديداٍ يفتح الباب لتبرير الجرائم مستقبلاٍ تحت عذر “التلبس”.

وفي تفاصيل القضية التي ملأت الأفواه وشغلت الناس أن قاضياٍ في المدينة المنورة (غرب السعودية) تورط بقضية فساد مالي ضخم كان ضحيته عشرات المواطنين عبر سلسلة من العقارات والفسوحات اشترك فيها وسيط مالي هارب وعدد من المستفيدين بما فيها مكاتب هندسية.

وحين اكتشفت القضية أفاد القاضي في مرافعته ودفاعه عن نفسه بحسب صحيفة عكاظ أنه “أحاط سلطات التحقيق أنه مسحور ولا يزال يعالج بالرقية الشرعية بعد أن تمكن الوسيط الهارب من سحره والسيطرة عليه لتمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك”.

وفور خروج الخبر لم يصدق السعوديون أنفسهم وتفاجأ المجتمع المحافظ بطبعه واختلفت ردود أفعاله وسط تساؤلات عديدة تفرضها فداحة الفساد وغرابة التبرير.

وكانت الأسئلة التي تواترت بين السعوديين تدور في محورها الأساس حول كيفية تعاطي القضاء مع هذا التبرير خصوصاٍ وأنه صدر عن أحد “أبناء الدار” فهو ابن المؤسسة نفسها وكيفية ضبط وإحضار الجني وتسجيل شهادته في محضر التحقيق في وقت تدور أسئلة أخرى عن تمييز الجني الحقيقي من المزور في حالات قد تأتي لاحقاٍ فيما لو نفذ القاضي المتهم بعذره من العقوبة خصوصاٍ وأن الذهنية المتدينة تتعامل مع السحر وأنه يتمكن من عوام الناس بسهولة أكبر عن غيرهم المتدينين في حين يبرز السؤال الواسع عن كيفية التأكد من سلامة الكثير من القضاة الآخرين فيما لو كان بعضهم قد أصابه مس ويمكن أن يكونوا يرتكبون الكثير من جرائم الفساد تحت تأثير السحر وملوك الجن.

ودعم راقُ شرعي رواية القاضي المتهم وقال في تصريحات صحافية له إنه بالفعل تحدث مع الجني الذي تلبس القاضي وأشهد على ذلك أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأكد أنهم كانوا حاضرين وقت الرقية وحديث الجني.

لكن ذلك لم يكن كافياٍ لأن يرفع الكتاب السعوديون أقلامهم وما زالت صحفهم تفيض بتهكم وتساؤلات وترقب لما ستؤول إليه القضية.

ونبه الكاتب صالح الطريقي وزارة العدل إلى أن القضية قد تنتهي بتخوف المواطنين من ساحات المحاكم لأنها ستكون مسكونة على حد تعبيره وأضاف “هناك حيلة يمارسها بعض المتمرسين بالإجرام في الغرب وذلك بمحاولة إثبات مرض المتهم بـ”انفصام الشخصية” من أجل أن يستحق العلاج لا السجن مؤكدا أن القاضي المتهم أقل ذكاء باختياره حيلة جديدة بإحالة الأمر على الشيطان والجن حيث قال “إنه مسحور” و القاضي لا يستطيع سجن الشيطان” وختم بأن “وزارة العدل السعودية إن صدقت ما قاله القاضي المتهم ستجد نفسها مضطرة للتعاقد مع فرقة لفك السحر لحماية القضاة من السحرة وبالتالي ستتحول محاكم المملكة إلى ساحة معركة بين السحرة وشياطينهم والمقرنين الأمر الذي سيجعل المواطن لا يلجأ للمحاكم خشية من الأماكن المسكونة”..

Share

التصنيفات: مكافحة الفساد

Share