Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

شيء ما يشبه الفســــاد

أنور نعمان راجح

 

تعليقاٍ على موضوع الأسبوع الماضي الذي تحدثت فيه عن دموع الطالب الذي مْنع من دخول المدرسة لعدم توفر الزي المدرسي ثم لعدم وجود الكتب وعدم قدرته على شرائها من رصيف »التحرير« كما أمرت إدارة المدرسة بذلك حدثني أحد الزملاء عن حكاية أخرى متعلقة بما يدور في مدرسة حكومية تعمل بنظام المدارس الخاصة من حيث رسوم الدراسة وأغلى من ذلك.. المهم اخترت العنوان بعد تخفيفه كثيراٍ لأجعل ما حدث يشبه الفساد وليس فاساداٍ كاملاٍ وأعترف أن لا فرق بين الفساد وكل ما يشبهه ولهذا أنوه بهذه المسألة من الآن.. قال صاحبنا إن ابنه يدرس في مدرسة.. وهي التي يدرس فيها أبناء الكبار فطلبت منه إدارة المدرسة الحضور لدفع الرسوم المستحقة في أقرب فرصة ممكنة حتى لا يحرم الطالب من دخول المدرسة.. لا حظوا كيف  هي عملية حرمان الطلاب سهلة لأي سبب كان وإجراء الحرمان يعكس ثقافة القائمين على التعليم والمدارس ودلالة التعليم في ثقافتهم على العموم ذهب صاحبنا ليدفع الرسوم المقررة وهو مقتنع بما يفعل لأنه كان يعلم علم اليقين أن المدرسة تعمل بنظام القطاع الخاص من النواحي المالية ولا مشكلة من حيث المبدأ وإن كانت الرسوم مرتفعة وإن كانت رسوم المواصلات غير معقولة لكن الحكاية بالنسبة له معروفة سلفا.. يضيف صاحبنا في المدرسة فتحت السجلات التي تضم أسماء الطلاب وبياناتهم المالية وغيرها وفي السجلات اكتشف شيئا ما أثار حفيظته واستغرابه وأشياء اخرى تبعث على القهر.. يقول: شاءت الصدف أن يكون اسم ابني واسم الطالب الذي يليه متشابهان إلى الاسم الثالث ولا فرق إلا في الاسم الرابع غير أنه أمام اسم الطالب الآخر هناك ملاحظة بأنه معفي من دفع الرسوم ليس لأنه فقير فالفقر لا يسمح بدخول هذا النوع من المدارس ولا الفقير يفكر بدخول هذه المدرسة المهم أن الأسباب الإنسانية لا علاقة لها بإعفاء الطالب.. فاسم والده معروف وهو مسؤول كبير في… وهو أكبر واحد في هذا المكان وبالتالي تكون قضية الرسوم ليست مشكلة لا من بعيد ولا من قريب والحكاية واضحة وضوح الشمس غير أن المعايير السيئة التي لها علاقة بالفساد حضرت بقوة فاعفت من لا يهمه أمر الرسوم ولا يفكر فيه ولا يضطر لأن يبيع ذهب زوجته لدفع الرسوم المقررة.. قال: تذكرت حينها أن مرتبي لا يتجاوز الأربعين ألفا وهذه مشكلة بحد ذاتها كثيراٍ بل دائما أعاني منها مثل غيري من الموظفين ومع هذا لم يكتب في الملاحظات بأن ابني معفي من الرسوم بينما الكبار لا يدفعون فلسا واحداٍ الصدفة وحدها كشفت لصاحبنا هذه الحكاية التي ذكرناها وجعلته يتساءل: لماذا يحدث هذا وما هي المعايير التي أجازت هذا النوع من التفرقة الطبقية وأخلت بميزان العدالة الاجتماعية والإنسانية¿.. لو كان المعفى من الرسوم فقيرا لهان الأمر واستحق المدح والثناء وتفتح أبواب الأمل وأسس لثقافة احترام العلم وأكد قبل ذلك على صحة مبدأ التعليم للجميع غير أن القضية هنا لها شكل مختلف ومؤلم ظهر منها ما ظهر وغاب عنها ما هو غائب في طيات السجلات وفي ملفات لم يحن الوقت بعد لكشفها لتصحيح المسارات الخاطئة لخدمة المجتمع والبلد.. أولاٍ وأخيراٍ..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share