Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ليس دفاعاٍ عن »هيل«

ابن النيل
تحت عنوان »أما آن لهذا الفارس أن يترجل« وفي مقاله المنشور بصحيفة الثورة »الملحق الثقافي« بتاريخ ٤/٠١/٠١٠٢م دعا الزميل أحمد الحاج كاتبنا العربي الكبير »محمد حسنين هيكل« إلى الكف عن تقديم برنامجه »تجربة حياة« على شاشة قناة الجزيرة الإخبارية.. بدعوى أن بدت عليه خيانات الجسد على حد ما ورد في ختام مقاله المشار إليه بالإضافة إلى أن ما يتناوله من قضايا لم يعد له ذات الأهمية التي اكتسبها في سالف العصر والأوان من وجهة نظره.

 

ومع كامل تقديرنا لما ارتأه كاتب المقال في هذا الشأن إلا أن ذلك لا يعني أننا نتفق معه في هذا الذي دعا إليه.

 

ونحن هنا لا ندافع عن الأستاذ »هيكل« فهو ليس بحاجة إلى من يدافع عنه إن لم يكن أكبر من أن يدافع عنه أحد وهو الذي لم يشأ ولو لمرة واحدة أن يرد على أي ممن أساء إليه أو أنكروه.

 

لكل هذا وذاك أجدني مطالباٍ بتبيان ما يمكن إيجازه على النحو التالي:

 

– إن كاتبنا العربي الكبير »محمد حسنين هيكل« ليس بحاجة إلى الظهور على شاشات التلفاز لكي يعرفه المشاهدون فتاريخ الرجل حافل بدواعي الفخر والاعتزاز وكل ما ازدانت به كتبه وكتاباته كفيل لوحده بأن يجعله دائماٍ في دائرة الضوء.

 

– انه ليس بحاجة كذلك للبحث عن مصدر رزق على سبيل المثال لمواجهة أعبائه الحياتية فلديه ما هو أكثر بكثير من حاجته وحاجة أسرته وأولاده في هذا الجانب.

 

– إن مجمل ما يتناوله الرجل في أحاديثه انما يكتسب قيمته الحقة من كونه خاضعاٍ لمنهجية صاحبه ومصداقيته فضلاٍ عما هو ممهور به من أدلة دامغة.

 

– إنه لو لم يكن القائمون على قناة الجزيرة قد أدركوا حقيقة أن مجرد ظهوره على شاشة قناتهم من شأنه مضاعفة عدد مشاهديها لما كانوا قد سعوا إلى بذل كل هذا الجهد لإضافة برنامجه التلفزيوني إلى عديد برامجهم الوثائقية أو التوثيقية المماثلة.

 

– إن الرجل على طيب تواضعه واعتداده بذاته لم تراوده فكرة النجومية لا سمح الله بقدر ما يعتز بصفته »الجورنالجي« التي يحلو له استخدامها للتعريف بنفسه رغم كونه واحداٍ من بين أكثر عشرة مثقفين في العالم معرفة وثقافة.

 

إن أحداٍ لم يلمس في أي من حلقات برنامجه »تجربة حياة« أن بدت عليه خيانات الجسد مثلما أشار كاتب المقال موضوع زاويتي هذه بل إن جميع مشاهديه يحسدونه على قوة ذاكرته.

 

إننا نظل دائماٍ بحاجة إلى إعادة قراءة ما مضى من الأحداث الهامة في تاريخنا على ضوء ما طرأ على واقعنا من متغيرات لاحقة ذات صلة بهذا الزمن الذي حدث.

 

– إن هناك أجيالاٍ طالعة لم تقرأ ما لم تعشه من أحداث تاريخية على نحو يكفل تمكينها من الإلمام بحيثياتها وخفاياها.

 

إننا نظل بحاجة كذلك لاستدعاء عناوين ما اصطلح على تسميته بالزمن العربي الجميل لمقارنة ما كانت عليه أوضاعنا في زمن مضى مع ما آلت إليه أوضاع أمتنا في راهن الوقت على الأقل..

وهو ما لزم التنويه إليه إنصافاٍ للحق وللحقيقة في آن معاٍ..

 

Share

التصنيفات: منوعــات

Share