Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خريف وافر وأوبئة متأخرة

‬ونحن نودع موسم‮ (‬الخريف‮)* ‬هذا العام امتلأت أسواقنا المحلية بالمنتجات من الثمار والفاكهة التي‮ ‬تزرعها أرضنا الطيبة‮.. ‬وبرغم ارتفاع إنتاج بلادنا من الثمار هذا العام وخاصة فاكهة العنب هذا المحصول الاستراتيجي‮ ‬الهام في‮ ‬قاموس الزرِاع اليمنيين قديماٍ‮ ‬وحديثاٍ‮.. ‬إلا أن بعض المزارعين فوجئوا نهاية هذا الموسم بإصابة المحصول ببعض الأمراض‮.. ‬التي‮ ‬جعلت‮ »‬عناقيد‮« ‬الأعناب تتساقط إلى الأرض ما كبدهم خسائر فادحة نتيجة قلة المكافحة‮.. ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬قامت فيه الزراعة بتنفيذ حملات المكافحة التي‮ ‬تساعد المزارعين في‮ ‬السيطرة على آفات العنب بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الحملات الوطنية لمكافحة الآفات في‮ ‬المنتجات الزراعية الأخرى كآفات القمح والقطن والنخيل وغيرها بعدد من محافظات الجمهورية‮.‬
المزيد من التفاصيل في‮ ‬سياق التحقيق التالي‮:‬
تحقيق‮/ ‬أحمد المالكي
 
‬بداية التقينا عدداٍ‮ ‬من المزارعين في‮ ‬وادي‮ ‬رجام ووادي‮ ‬السر بني‮ ‬حشيش الذين أوضحوا أن المرض الذي‮ ‬ظهر هذا الموسم على محصول العنب مؤخراٍ‮ ‬بدأ ظهوره في‮ ‬أوراق العنب التي‮ ‬تبدأ بالجفاف لمدة أربعة أو خمسة أيام ثم بعد ذلك‮ ‬يظهر ضمور‮ ‬يصيب رأس العنقود‮ »‬العود‮« ‬ثم تتساقط حبات العنب إلى الأرض وهي‮ ‬ضامرة وقالوا‮: ‬إن هذا المرض بدأ بشكل معدُ‮ ‬من مزرعة إلى أخرى وأن المرض ربما جاء نتيجة‮  ‬غبار وأتربة‮ ‬غطت الوادي‮ ‬خلال شهر رمضان معتقدين أنها هي‮ ‬التي‮ ‬سببت هذا المرض نهاية الموسم بينما‮ ‬يعتقد البعض الآخر أن سبب هذا المرض هو استخدام مبيدات جديدة تم استخدامها في‮ ‬رش العنب هذا الموسم لغرض زيادة لون أو احمرار العنب‮ »‬العاصمي‮« ‬بالذات بينما‮ ‬يرجح الكثير من المزارعين أن هذا المرض هو مرض البياض الزغبي‮ ‬وهو من الأمراض التي‮ ‬تنتشر بشكل وبائي‮ ‬في‮ ‬حالة توفر الظروف الجوية المناسبة لانتشاره وهو ما حدث خلال شهري‮ ‬يوليو وأغسطس بفعل كثافة هطول الأمطار والرطوبة العالية ودرجة الحرارة المتوسطة و المنخفض الجوي‮ ‬الذي‮ ‬بدأ فيه فيروس البياض الزغبي‮ ‬بالظهور‮.. ‬حسب مسؤولي‮ ‬الزراعة‮.‬
المهندسون الزراعيون بالإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة رجحوا أن هذا المرض هو مرض البياض الزغبي‮ ‬وأرجعوا انتشار هذا المرض في‮ ‬الآونة الأخيرة إلى رفض بعض المزارعين في‮ ‬عدد من المناطق القيام بعمليات المكافحة التي‮ ‬نفذتها الإدارة العامة لوقاية النبات هذا العام‮ ‬2010م اعتقاداٍ‮ ‬منهم أن الأعوام‮ ‬2006‮-‬2009م لم‮ ‬يظهر فيها المرض وأنه جاء بسبب مكافحة مرض البياض الدقيقي‮ ‬مؤكدين أن تساقط عناقيد العنب وإصابتها بالضمور هو بسبب مرض البياض الزغبي‮ ‬الذي‮ ‬ربما انتشر في‮ ‬المزارع التي‮ ‬لم‮ ‬يتم مكافحتها إلى المزارع السليمة‮..‬
في‮ ‬نفس الوقت أكد المهندس عبدالله السياني‮ ‬مدير عام وقاية النبات أن المناطق التي‮ ‬تم مكافحة المرض فيها من قبل الحملات الوطنية لمكافحة الآفات التابعة لوقاية النبات سليمة من الإصابة‮ ‬والخوف الآن من انتقال المرض إلى مزارعهم‮.. ‬مضيفاٍ‮ ‬أن القيادة السياسية وجهت بحماية المحاصيل الاستراتيجية وزيادة إنتاجها والتي‮ ‬منها محصول العنب الذي‮ ‬تتميز به محافظات‮: ‬صنعاء‮ ‬صعدة‮ ‬عمران‮ ‬كون هذا المحصول من المحاصيل الزراعية التي‮ ‬ترتبط إصابتها بالأمراض النباتية الخطيرة‮- ‬كمرض البياض الزغبي‮- ‬المرتبطة بحالة الطقس والأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة التي‮ ‬تعرضت لها محافظة صنعاء وعدد من المحافظات خلال شهري‮ ‬يوليو وأغسطس‮ ‬2010م فقد قامت الإدارة العامة لوقاية النبات بتنفيذ عدة حملات ومسح المديريات للتعرف على المناطق الموبوءة ومكافحتها حيث تبين أن مديريتي‮ ‬بني‮ ‬حشيش وهمدان تعد من أكثر المديريات تعرضاٍ‮ ‬للإصابة بهذا المرض وأن مديريتي‮ ‬سنحان وخولان خاليتان من المرض‮.. ‬وأوضح السياني‮ ‬أن عدد أشجار العنب التي‮ ‬تم مكافحتها هذا العام بلغ‮ »‬95307‮« ‬شجيرات من جميع الأصناف وأن عدد المستفيدين من عمليات المكافحة هذه بلغ‮ ‬830‮ ‬أسرة زراعية بعموم المديريات‮.‬
حملات الآفات
وأوضح الأخ نجيب الأصبحي‮ ‬مدير إدارة الحملات الوطنية لمكافحة الآفات الزراعية بالإدارة العامة لوقاية النبات أن التقارير الأولية لإنجاز الحملات الوطنية التي‮ ‬نفذتها الإدارة خلال النصف الأول من العام‮ ‬2010م ضد مكافحة الآفات تشير إلى أن الإدارة نفذت حملة لمكافحة آفات‮ »‬القمح‮« ‬في‮ ‬محافظة الجوف حيث بلغت المساحة التي‮ ‬تم مكافحة الآفة فيها‮ ‬683‮ ‬هكتاراٍ‮ ‬وبلغ‮ ‬عدد المستفيدين من الحملة‮ ‬275‮ ‬أسرة زراعية بينما بلغت المساحة التي‮ ‬تم مكافحة آفات القطن في‮ ‬محافظات‮ »‬الحديدة‮ ‬أبين‮ ‬لحج‮« ‬11981‮ ‬هكتاراٍ‮ ‬وبلغ‮ ‬عدد المستفيدين من هذه الحملات‮ ‬780‮ ‬أسرة وجمعية زراعية تعاونية‮.‬
وأضاف المهندس الأصبحي‮ ‬أن المساحة التي‮ ‬تم مكافحة آفة دودة الجيش الأفريقية‮ »‬حشرة الجدمي‮ ‬على الحبوب‮« ‬في‮ ‬محافظات‮ »‬ذمار‮ ‬إب‮ ‬تعز‮ ‬لحج‮ ‬أبين‮ ‬ريمة‮« ‬بلغت‮ ‬14202‮ ‬هكتار وبلغ‮ ‬عدد المستفيدين من حملات المكافحة لهذه الآفة‮ ‬4628‮ ‬أسرة زراعية‮ ‬بينما بلغ‮ ‬عدد الأشجار التي‮ ‬تم مكافحة حشرة دوباس النخيل في‮ ‬محافظات‮ »‬حضرموت‮ ‬شبوة‮ ‬المهرة‮« ‬694000‮ ‬شجرة وسنبلة وبلغ‮ ‬عدد المستفيدين من حملات مكافحة هذه الآفة‮ ‬1549‮ ‬أسرة زراعية‮.. ‬فيما بلغ‮ ‬عدد الأشجار التي‮ ‬تم مكافحتها ضد‮ »‬صفار الساق‮« ‬على اللوزيات بمحافظة المحويت‮ ‬10300‮ ‬شجرة لوزيات وتفاحيات وبلغ‮ ‬عدد المستفيدين‮ ‬432‮ ‬أسرة زراعية مضيفاٍ‮ ‬أن الإدارة نفذت حملة لمكافحة مرض اللفحة المتأخرة على البطاطس في‮ ‬محافظة ذمار بالاشتراك مع شركة إكثار البطاط وبلغت المساحة التي‮ ‬تم مكافحتها‮ ‬219‮ ‬هكتاراٍ‮.‬
وحسب التقارير الرسمية لوزارة الزراعة أن إنتاجية اليمن من ثمار العنب ارتفعت العام الماضي‮ ‬إلى‮ ‬129‮ ‬ألفاٍ‮ ‬و385‮ ‬طناناٍ‮ ‬مقارنة بـــ128‮ ‬ألفاٍ‮ ‬و132‮ ‬طناٍ‮ ‬عام‮ ‬2008م كما شهدت المساحة المزروعة بهذا المحصول ارتفاعاٍ‮ ‬نسبياٍ‮ ‬بلغ‮ ‬310‮ ‬هكتارات خلال نفس الفترات ووفقاٍ‮ ‬لبيانات الإحصاء الزراعي‮ ‬فإن محافظة صنعاء تصدرت المرتبة الأولى في‮ ‬الأغلب بين المحافظات من حيث إنتاج وزراعة العنب حيث بلغ‮ ‬إنتاجها العام الماضي‮ ‬92‮ ‬790‮ ‬طناٍ‮ ‬من مساحة مزروعة تجاوزت‮ ‬10‮ ‬آلاف و388‮ ‬هكتاراٍ‮.‬
ويؤكد المسؤولون في‮ ‬الزراعة أن أسواق الفاكهة تشهد هذه الأيام تدفقاٍ‮ ‬لكميات كبيرة من ثمار وفاكهة العنب في‮ ‬مؤشر لافت لارتفاع إنتاجيته خلال العام الجاري‮ ‬ما‮ ‬يدعو إلى إيجاد سياسة تسويقية لتشجيع زراعة هذا المحصول خلال الأعوام القادمة واستثماره في‮ ‬إنتاج الزبيب وبما‮ ‬يسهم في‮ ‬تحقيق عائدات اقتصادية لتحسين دخل المزارع‮..‬
وتوقع وكيل وزارة الزراعة لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم ارتفاع إنتاجية اليمن من الفاكهة بنهاية العام الجاري‮ ‬وفقاٍ‮ ‬للتدفق الكثيف والملحوظ الذي‮ ‬تعج به أسواق الفاكهة خلال هذا الموسم‮.. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن الظروف المناخية وغزارة الأمطار وتدفق السيول من أبرز العوامل التي‮ ‬ساعدت على إيجاد موسم زراعي‮ ‬خصيب ومبشر بإنتاجية مرتفعة لكافة المحاصيل الزراعية والفواكه والخضروات‮.. ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أهمية دور الإرشاد الزراعي‮ ‬في‮ ‬تعريف المزارعين بالطرق الصحيحة لاستخدام المبيدات والأسمدة بما من شأنه تطوير إنتاجية وجودة العنب‮ ‬فضلاٍ‮ ‬عن التوعية بالأضرار الناجمة عن قطف الثمار قبل نضوجها لأن الجني‮ ‬المبكر للثمرة‮ ‬يؤثر على زراعة وإنتاجية الشجرة‮.‬
وأضاف الدكتور الغشم أن خطة الوزارة خلال المرحلة القادمة ستتضمن تكثيف خدمات الإرشاد الزراعي‮ ‬في‮ ‬هذا الجانب بما‮ ‬يسهم في‮ ‬تحسين نوعية وإنتاجية الثمار المختلفة‮..<‬
‮* ‬الخريف هنا حسب تعريف المزارعين للموسم وليس فصل الخريف الذي‮ ‬يبدأ عادة في‮ ‬23‮ ‬سبتمبر من كل عام‮.‬
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share