Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تداعيات وتحديات القراصنة!

عبدالله علي القميش

 

نسمع كثيراٍ ولانزال حتى اللحظة عن التنديدات وصيحات الدول الكبرى بعمليات القرصنة التي عطلت أمن الحركة البحرية التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وأرسلت الكثير من السفن الحربية العسكرية الحديثة بغرض ملاحقة زوارق القراصنة – وتأمين حماية التجارة الدولية ومع ذلك أن – أميركا – ومن معها من الحلفاء – قد عملت وفرضت تسليح السفن واعتمدت على بعض الدول المجاورة في المنطقة للقيام ببعض الحماية التي تتناسب مع الواقع المعاش بحسب الحاجات!

 

ومن جهة أخرى.. لقد كان بعض الحماس للعرب وخاصة منهم المطلة أقطارهم على  البحر الأحمر هذا وقد تم اجتماع لهم في »القاهرة« ومن ضمنهم الجمهورية اليمنية – وناقشوا أموراٍ كثيراٍ والإمكانيات المحدودة المقدرة لهم وخرجوا بنتائج للأولويات الممكنة والمتمثلة في حماية أمن قناة السويس وثانياٍ حماية »خليج عدن« والنقطة التي لم تتحقق هي مسألة عدم الاستقرار الداخلي للأمن في »الصومال« نفسها وسبب ذلك هي »المافيات« الدولية التي تغذيها بالأموال بهدف تنفيذ مخططاتها الاستراتيجية في المنطقة مع دعمها لهم بوسائل الاتصالات من التكنولوجيا المتطورة والأسلحة المختلفة¿!

 

وفي وقت سابق أقر مجلس الأمن الدولي – عقوبات جديدة على »الصومال« يهدف إلى إيقاف تلك النشاطات لأعمال القرصنة!! ولكن ذلك يأتي بدون جدوى لدى النظام – الصومالي – المتهالك والهش مع تعاظم الجهات وتواجد عناصر تنظيم القاعدة وعناصر التطرف الإسلامي في عمق ومفاصل الدولة الصومالية والخانق على أنفاسها منذ فترة طويلة وأصبحت ضحية تلك النشاطات الإرهابية!

 

وقد أفاد بعض الخبراء الغربيين »أن عناصر التشدد الإسلامي وعناصر القاعدة هم من يقفون ويشجعون عمليات القرصنة وتصعيدها في خليج عدن لحاجتهم للأموال وأن هذا يزيد المخاطر الأمنية والاقتصادية والإنسانية وأن هدف القاعدة السيطرة كلياٍ على »الصومال«¿!

 

وكما قال – مفكرون وكتاب عرب ومتخصصون في الشؤون العربية »أن جيش أعظم دولة في العالم تحول إلى كلب حراسة للدفاع عن عملاء وخونة وإيرانيين ولصوص وقتلة يرفعون شعارات الديمقراطية¿!«..

 

فأعمال القرصنة ليست وليدة الصدفة.. علماٍ بأن هذه الأعمال تشهدها »الصومال« منذ رحيل الرئيس محمد سياد بري ونشوب الحرب الأهلية وازدياد الفوضى الأمنية وانهيار المؤسسات داخل الدولة المنهارة وتفاقم الانقسام بين الفرقاء الحاصل في ما بينهم وحتى اللحظة يعجز العالم عن منع التطرف من التحكم في البلاد¿!.

 

ويقال من خلال التحليلات السياسية الكثيرة – بأن هناك مجموعات سرية دولية تتخذ أبعاداٍ جديدة هدفها جمع الأموال الطائلة كـ»فديات« وأنها تجيد أعمالها بشكل مجهز ومنظم وكثير من الاحتمالات القوية بأن من يديرونها رجال أعمال شرق أوسطيين ومن أميركا الجنوبية وأفريقيا¿! وأن هذه الأعمال تأتي بعد تجفيف المنابع والموارد التي تضخ لتنظيم القاعدة وتضييق وتجميد مصادر الأموال من قبل الدولة العظمى »أميركا« وتخويل الأخيرة من »مجلس الأمن الدولي« بقرار يعطيها السلطة لمكافحة القرصنة بحكم أنها موكلة بمحاربة الإرهاب..

 

ومع ذلك أصبحت مليشيات المرتزقة تعبث في المياه البحرية الدولية كما تشاء هنا وهناك!! ولا يزال قناصتها يتسلون باصطياد واختطاف السفن التجارية الآمنة ومنها حتى الصغيرة على طول هذا الممر المائي الدولي الهام والحيوي عابثة بكل المواثيق الدولية وقوانينها¿!

 

فالبرغم من تخويل قرار مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة الأميركية السلطة الكاملة لمكافحة »القرصنة« وقبلها بمحاربة الإرهاب.. ولو أنها فقط قد حققت نجاحاٍ لا بأس به في حربها مع النشاط الإرهابي ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب في القضاء على »القرصنة« ولا شرطياٍ قادر على حماية المياه الدولية والاقليمية لدول المنطقة¿! ولا صار – خليج عدن – آمناٍ – وأصبحت اليوم »اليمن« الأكثر تضرراٍ  جراء ذلك مع تصدير العناصر الإرهابية لها عبر المنافذ البحرية غير المشروعة للبلاد والتي صارت جزءاٍ من الأعباء في إعاقة التنمية وأثرت سلباٍ على السياحة والاستثمار!!.

 

ومن جانب آخر نرى: أن زعيم تنظيم القاعدة »أسامة بن لادن« يحث دوماٍ من خلال تصريحاته المختلفة على تكثيف العمليات الإرهابية وعلى تطويرها في بعض الأقطار العربية والغرب وكما أنه يشدد على الممارسات الإجرامية في »اليمن« و»الصومال« بشكل خاص.. مؤكداٍ أن المواجهات الإرهابية المحمومة ستزداد أكثر شراسة عموماٍ¿!

 

ومن هنا فإن على الدول المعنية أخذ الحيطة والحذر لردع هذه الآفة الخبيثة قبل أن تستمر في زعزعة أمنهم واستقرارهم¿!..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share