Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بياناٍ لفضلها واعترافاٍ بمانتها.. أم المؤمنين.. ولو ره المنافقون!

حين استهزئ بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة الرسوم الساخرة غضب المسلمون وحين دنس القرآن الكريم في السجون الأميركية غضب المسلمون وحين حورب الإسلام بمنع الحجاب غضب المسلمون وحين عزمت بعض الدول الأوروبية على منع منارات المساجد أيضاٍ غضب المسلمون وجق لهم أن يغضبوا حين يحارب دينهم من قبل من عادوه بعلم أو بجهل وفي هذه الأيام غضب المسلمون أيضاٍ محبة للنبي عليه الصلاة والسلام وغيرة على عرضه وذباٍ عن محارمه صلى الله عليه وآله وسلم ولكن من يا ترى آثار غضبهم هذه المرة..
بالطبع ليسوا اليهود ولا النصارى ولكنهم فئة ممن ينتسبون إلى الإسلام جرأتهم أحقادهم على خير هذه الأمة أن يعتدوا على عرض النبي عليه الصلاة والسلام بالطعن في أحب نسائه إليه أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وأرضاها.. إما بقذفها بالأفك أو باللمز فيها والطعن في صدقها وإخلاصها لله تعالى ومنزلتها بين المسلمين ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها.
مانتها
هي أم عبدالله لقبت بالصديقة وعرفت بأم المؤمنين مصداقاٍ لقوله تعالى »النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم« الأحزاب »٦«
ولدت في الإسلام ولم تدرك الجاهلية روى البخاري ومسلم عن عورة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.. أي الإسلام..
ورد في سنن الترمذي في كتاب المناقب باب فضل عائشة عن أبن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة..
كما ورد في صحيح البخاري في المناقب قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: »يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام« فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
ومن فضائلها ومناقبها رضي الله عنها أن النبي صلى الله علىه وآله وسلم لما ثقل به المرض جعل يسأل أزواجه رضي الله عنهن: »أين أنا غداٍ¿ أين أنا غداٍ ¿ ففهمن مراده وأذن له أن يكون حيث شاء فانتقل إلى بيت عائشة رضي الله عنها.. يمشي بن الفضل بن عباس رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فقضى عندها آخر أسبوع في حياته«.. وهذا يدل على عظم محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها رضي الله عنها.
وداعها للنبي عليه الصلاة والسلام
وقد أكرم الله تعالى أم المؤمنين رضي الله عنها بأن يبقى النبي في بيتها أواخر أيامه في الدنيا وأن يموت في بيتها.. تقول عائشة رضي الله عنها: إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفى في بيتي وفي يومي وبين سحري وسخري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك¿
فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت ألينه لك¿ فأشار برأسه أن نعم فلينته فاستن به أحسن ما كان مستناٍ وما أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أغفرلي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى«..
ومات صلى الله عليه وآله وسلم وهو مستند على صدر عائشة الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها..
ويا له من فضل عظيم وقدر كبير ومنزلة عالية أن يختارها الله تعالى لذلك الشرف وأي شرف حين تختم حياة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وهي حاضرة بعد أن لينت له السواك بريقها واسندته إلى صدرها ولن ينال ذلك القدر إلا من سبقت له الحسنى وبلغ الدرجات العلى..
قالوا عنها
قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس وقال عروة: ما رأيت أحداٍ أعلم بفقه ولا بطبع ولا بشعر من عائشة.
قال أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف: ما رأيت أحداٍ أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي ان احتيج إليه ولا أعلم بآية فيما نزلت ولا فريضة من عائشة.
وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:
ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم حديثا قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علماٍ.
وقال محمد بن شهاب الزهري: لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكانت عائشة أوسعهم علماٍ..
حديث الافك
بعد رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من إحدى غزواته ومعه عائشة رضي الله عنها نزلوا في بعض المنازل فخرجت عائشة رضي الله عنها لحاجتها ففقدت عقداٍ استعارته من اختها فرجعت إلى حيث تظن أنها فقدته ووجدته هناك ورجعت فلم تجد جيش المسلمين ذلك أنهم قد رحلوا وأخذوا الهودج دون أن يعلموا أن عائشة رضي الله عنها لم تكن بداخله فانتظرهم هناك ظناٍ منها أنهم سيعودون حين يفقدونها فنامت ولم تفق إلا وصفوان ابن المعطل هناك يقول إنا لله وإنا إليه راجعون.. زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم¿
فقرب ليها ناقته وركبتها ولم تكلمه بكلمة واحدة ولم تسمع منه شيئاٍ إلا قوله إنا لله وإنا إليه راجعون حتى أدركوا جيش المسلمين فاستغل المنافقون ذلك وعلى رأسهم عبدالله بن أبي فجعلوا يلمزون في عائشة رضي الله عنها ونشروا ذلك الخبر حين وصلوا المدينة.
وهناك في المدينة مرضت عائشة شهراٍ كاملاٍ ولم تكن تعلم من حديث الافك شيئاٍ إلا أنها كانت لا تعرف من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللطف الذي كانت تعرفه حين تشتكي المرض وفي آخر مرضها خرجت إلى بيت الخلاء ليلاٍ مع أم مسطح فتعرت مسطح في مرط لها وذكرت ابنها بسوء ودعت عليه فاستنكرت عائشة منها ذلك فاخبرتها الخبر..
يقول الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في كتابه »الرحيق المختوم«: فرجت عائشة رضي الله عنها واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتأتي أبويها وتستيقن الخبر ثم اتتهما بعد الاذن حتى عرفت جلية الأمر فجعلت تبكي فبكت ليلتين ويوماٍ لم تكن تكتحل بنوم ولا يرقأ لها دمع حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك فتشهد وقال: أمابعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب عليه.
وحينئذ قلص دمعها وقالت لكل من أبويها أن يجيبا فلم يدريا ما يقولان فقالت: والله لقد عملت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم: إني بريئة – والله يعلم أني بريئة – لا تصدقونني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر – والله يعلم أنني منه بريئة – لتصدقنني والله ما أجد لي ولكم مثلاٍ إلا قول أبي يوسف قال: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت واضطجعت ونزل الوحي ساعته فسري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يضحك: فكانت أول كلمة تكلم بها: »عائشة أما الله فقد برأك« فقالت لها أمها: قومي إليه فقالت عائشة  إدلالاٍ ببراءة ساحتها وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله..
والذي أنزل الله بشأن الافك هو قوله تعالى »إن الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم….« العشر الآيات من سورة النور
ورغم ذلك فإنه ما زال يحلو للبعض أن يطعنوا في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فحقدهم عليها نابع من حقدهم على أبيها رضي الله عنه وأرضاه..
منافقو العصر
ومنذ أسابيع ومسألة الاستهزاء بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تشغل حيزاٍ من وسائل الإعلام حيث اعتدى على عرضها وسخر منها علناٍ عبر إحدى القنوات أحد مشايخ الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ولاقت تلك الحادثة رد فعل قوياٍ في أوساط المجتمعات المسلمة بين مؤيد ومعارض ورغم أن هذه الأقوال ليست بجديدة علينا ونحن نسمعها ونقرأ عنها بين حين وآخر ونطالعها في الكتب المعتمدة للإمامية الإثنى عشرية إلا أن إعلان ذلك عبر شيخ معروف في قناة فضائية آثار الرأي العام على أصحاب ذلك المنهج.
أخرج الترمذي عن عمرو بن غالب أن رجلاٍ نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار بن ياسر رضي الله عنه فقال: أغرب مقبوحاٍ منبوحاٍ أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام الأصبهاني التيمي من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها فقيل له أليست أمك¿ قال : ما هي بأم فبلغها ذلك فقالت: صدق انما أنا أم المؤمنين وأما الكافرين فلست لهم بأم..
وفي ذلك يقول الشيخ عبدالله بن غالب الحميري المدرس بمعهد البيحاني للعلوم الشرعية في محافظة إب لم يعرف الطعن في الصحابة عموماٍ وفي أزواج النبي خصوصاٍ إلا عند الرافضية الذين هم شر هذه الأمة وأكذبهم في النقل وأجهلها في العقل وظهور هؤلاء الزنادقة على القنوات بالتبجح بسب أمهات المؤمنين وخير القرون دليل على كرههم للإسلام وخروجهم على إجماع أهله وشهادة منهم على أنفسهم بالنفاق وهو عكس ما وصف الله به المؤمنين في قوله تعالى »والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاٍ للذين آمنوا«.
أما استنكار بعضهم لذلك فهو لأن من قام بتلك الجريمة يثير عليهم الرأي العام ويؤكد على حقيقتهم ويبينها للناس لأنهم يعتقدون حرمة السب ويجعلون لأم المؤمنين وأمثالها قدراٍ وهذا معروف من كتبهم ومعتقداتهم.. فأين سيهربون من ذلك¿
ويضيف »الحميري« قائلاٍ:
مكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  الصديقة بنت الصديق لا تخفى فهي كالشمس في رابعة النهار وقد جاء في الحديث الصحيح وفضل عائشة رضي الله عنها على النساء كفضل هذه الأمة على الاطلاق كما بين ذلك الحافظ الذهبي وغيره وهي أيضاٍ من المكثرين في الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي زوجة في الدنيا والآخرة وقد وصفها الله تعالى في القرآن فقال »والطيبيات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرأون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم« النور ٦٢.
وقد ورد في فضلها من الأحاديث الشيء الكثير ويكفي من ذلك أنها أحب النساء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين من أحب الناس إليك فقال عليه الصلاة والسلام »عائشة« ومات عليه الصلاة والسلام بين حاقنتها وذاقنتها وهي لا شك من أهل الجنة وهذا من المعلوم المقطوع به عند أهل السنة ولعظم مكانتها برأها الله من فوق سبع سماوات بآيات تتلى إلى يوم القيامة ولهذا فإن من قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالإجماع.
وأما من سبها بما دون القذف أو نال من عرضها فهو فاسق ساقط العدالة لا تحل شهادته ولا تقبل روايته وهذا معلوم عند علماء الأمة.
أخـــــيراٍ:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيب النفس قلت: يا رسول الله ادعْ لي قال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وما أعلنت فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الضحك فقال »أيسرك دعائي« فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك¿ فقال: والله انها لدعوتي لأمتي في كل صلاة«.. أخرجه البزاز في مسنده وحسنه الألباني في السلسة الصحيحة..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share