Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الثورة والإرادة الوطنية

عادل خاتم
 بتتبع المدى الوطني الذي جرت فيه أعاصير الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر قبل وبعد قيامها يدرك المرء أن الإرادة اليمنية بأهمية الثورة وملامستها للحالة الاجتماعية للخلاص من إرث الرجعية الإمامية المتخلف والاستعمار البغيض كانت هي قوة الدفع الحقيقية لتوحيد صيرورة النضال الوطني باتجاه تحقيق الانتصار وإذا كان التحليل الواقعي للأحداث هو أقوى تعزيز للحاضر ولرؤية الآتي فإن مضي 48 عاماٍ على قيام الثورة فترة ليست بسيطة بحساب الزمن لكنها كافية بحساب التحليل الواقعي والمنصف لوضعنا أمام الحقائق التاريخية التي تجعلنا أكثر إنصافاٍ مع أنفسنا عند تساؤلنا عما حققته الثورة¿ فالأهم من هذا التساؤل كان بحسابات واقع وظروف الأمس  أنها تحققت واستطاعت لعقود وما تزال حتى اليوم تصارع أكوام التخلف والمؤامرات الأجنبية للاستعمار والرجعية في المنطقة واستطاعت أن تتبنى البديل المغاير كلياٍ عن ذلك القائم المرفوض بشهادة الواقع وأن تضعنا أمام ميادين التغيير العالمي من حولنا وأكثر اقتراباٍ للحداثة إذاٍ فما هي طموحاتنا التغييرية¿ إن الثورة كغاية وأهداف وطنية نبيلة وراقية تفرض على جيلها الذي يدين لها بالكثير من الفضل اليوم أن لا يقف موقف المتباكي والمتصارع مع نفسه ولا يجيد سوى ثقافة الاستهلاك دون أن يسهم في صنع حاضره المعاصر فاستمرار التطور وضمان وهج الثورة يقتضي أن لا نتحول إلى عالة عليها بقدر ما يحتم علينا الاستفادة من التجارب وانتهاج التغيير والتطوير المبني على دراستها كسبيل للنهوض بمجتمعنا ووطننا وإذا كان كل يوم يبدأ من فجره وكل جيل يتجذر من خطاه فما هي طبيعة خطانا نحو التحول وهل استطعنا التخلص من موروثات العهد البائد¿ إن طرح هذا التساؤل المشروع بشفافية لايعني التجني والتشكيك في النوايا ومحاسبتها فهو أقرب للحقيقة منه للخيال بقدر ما سيمكننا من فضح المسكوت عنه ومعرفة اتجاه النوايا في ضوء طبيعة نتائج الفعل على الواقع وارتباط ذلك بتأصيل المعوقات والأضرار التي نواجهها والتي أضحت عقبة في وجه التطور وان فرص اليوم لاختبار قدراتنا على تحمل المسؤوليات للخلاص من رواسب الماضي الرجعي البغيض هي إحدى الضمانات لاستمرار وهج الثورة وما نخشاه أن تكون عناصر التخلف بيننا قد استحسنت استثمار التغافل للتموضع وممارسة سلوكها المغاير للطموحات الوطنية والمعزز للنقائض في سعيها الخفي لتقليم أظافر الثورة واقتناص الفرص للتأقلم مع الخط الجديد لممارسة الفساد وادعاء التظاهر المشبوه للتغيير بينما نجدها على مختلف المستويات الإدارية أو الوظيفية هي من تؤسس للمحسوبية وبراغيث تطور الاستغلال وتسوس الوضع ولا تتوانى في التلون وصياغة قوالب ماهيتها كلما لاحت لها الفرص المعززة لنشاطها بين الحين والآخر والناتجة عن تأثيرات سمومها للعزف على وتر التآمر والتدليس.
Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share