Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

التعــــلـيم والمنهج المدرسي

حـــاتم عــلي

 

ندرك جيداٍ قيمة التعليم كونه يشكل نقلة بالإنسان ومجتمعه إلى آفاق رحبة ليتمكن من خلاله ذلك الفرد وذلك المجتمع من القيام بدورهم الخلاق في سبيل خدمة وطنهم وهنا تكمن قدرة التعليم على إخراج أجيال إلى حيز النهوض والارتقاء بالشعوب وهنا نعترف ضمنياٍ أننا نعاني من قصور واضح في عملنا التربوي لأسباب عديدة لعل من أبرزها إلى جانب المعلم المنهج المدرسي فلم يعد تصنيف المنهج كسابقيه فقد أضحى مختصراٍ جداٍ ومعقداٍ أيضاٍ وهنا أصبح التلميذ بحاجة إلى معلمين اثنين أحدهما في المدرسة يشرح الكتاب والآخر في المنزل يفك رموزه البعيدة والصعبة بالنسبة لعقليات الطلاب.

 

والمنهج المعد في الفترة الأخيرة – أي منذ بداية 2000م – بليغ في المعلومة لكنه لا يجعل الطالب يتعلم بمفرده على غرار المنهج القديم الذي كان يتمكن من خلاله الطالب من التعلم والبحث عن المعلومة وقد قال في هذا المجال كثير من التربويين بأن المنهج القديم اعتمد على حشو العديد من الأفكار دون تقنين ونحن نقول فعلاٍ حصل أن أفردت مساحات كثيرة في الكتاب المدرسي القديم لكنها كانت مفيدة.

 

فإذا لم يتمكن الطالب من المتابعة في فصله الدراسي فإن المنهج يشكل له عوناٍ أثناء عودته للمنزل لاستكمال استذكار دروسه وهذا السلوك كان سائداٍ في الفترات التي لم تسبق التطور الذي قيل عنه في محتويات المنهج المدرسي حالياٍ.

 

إذن.. لا بد من أن يلم المنهج بطبيعة الطالب ويكون له عوناٍ على التحصيل السليم والمقدرة على استخراج المعلومة بطريقة تؤكد الفهم المقصود من خلال ذلك التعليم ولعل الميزة التي احتواها المنهج الجديد وخاصة في كتب اللغة العربية هي فقرة القراءة الصامتة والتركيز عليها طبعاٍ لأهميتها فالقراءة الصامتة داخل الصف الدراسي أثناء القراءة تمكن الطالب من الوقوف عند مفاهيم النص والفقرات المراد التأكيد عليها.

 

ثم إن هناك في إطار المنهج دروساٍ تفتقد للشرح الواضح ويتم اعتمادها على جهد المعلم وحده وهذا يشكل صعوبة من أثر عامل الزحام داخل الصفوف الدراسية فغالباٍ لا يوفق المعلم في التعريف بجميع الفقرات فهو يترك مجالاٍ لبحث الطالب بينما الطالب لا يعطي ذلك البحث أي اهتمام مما يشكل صعوبة وتساهلاٍ عند الطالب والمعلم معاٍ.. ويخرج الطالب بعد ذلك معزولاٍ عن الإلمام بما يقدم له من معلومات.

 

إن المنهج المطلوب يجب أن يكون عاملاٍ واضحاٍ أثناء الاطلاع عليه من قبل الطالب والمعلم وكذا الأسرة فكثير من الأسر- طبعاٍ من كان لها حظ في التعليم – ترى صعوبة كبيرة في المنهج مما يعيق قدرتها في استذكار الدروس مع أبنائها.

 

فمن واجب المعنيين أن يضعوا في حسبانهم دور الأسرة وأن تكون تلك الرموز الموجودة في المنهج غير مبهمة لكي نشرك في العمل التربوي الأسرة إلى جانب المدرسة كون دورها مهم جداٍ في عملية المراجعة والمتابعة.. أضف إلى ما سبق تأخر المنهج المدرسي كلياٍ وجزئياٍ عن بعض المدارس فرغم ما يقال في بداية كل عام دراسي أن الوزارة طبعت عدداٍ من المناهج وأن المدارس مستوفاة فيها الكتاب ولم يلحظ أي نقص إلا أن الحقيقة عكس ذلك وفعلاٍ هناك مدارس مغطاة بالمنهج وبالمقابل هناك مدارس تستلم عدداٍ معيناٍ من الكتب المدرسية ولا تزال تعاني النقص حتى نصف العام وغالباٍ ما يمر النصف الأول من العام الدراسي ولم تسلم الكتب الناقصة.

 

ولي مشاهدات حية في مدرستين في إطار الحي الذي نسكن فيه فطلاب الصف السابع في إحدى المدارس لم تسلم لهم كتب اللغة العربية منذ بداية العام وفي الجهة الأخرى لم تسلم للصف الأول أساسي كتب القراءة رغم أهميته في المرحلة الدراسية الأولى.. وهذا بدوره يؤدي إلى وجود فجوة تعليمية تساهم في التردي الحاصل في إطار التعليم في مدارسنا.

 

هذه نماذج ترتبط بزمن محدد لكنها تتكرر في كثير من الأوقات..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share