Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

غزة.. بين رفع الحصار وفرض الانفصال!¿

علي الريمي
عندما أقدم رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق آرييل شارون على تنفيذ خطة الانسحاب الأحادي الجانب من غزة في ٨١/٢١/٣٠٠٢م ليعلن – آنذاك – قيام اسرائيل »المحتلة للقطاع« بفك الارتباط عبر تفكيك المستعمرات والمستوطنات فإن ذلك الانسحاب »من جانب واحد« من قطاع غزة لم يكن انسحاباٍ بمعنى الانسحاب التام »أي إنهاء الاحتلال« كلياٍ كما أنه في ذات الوقت لم يكن عملية تحرير للأراضي الفلسطينية من دنس ذلك الاحتلال الغاصب!
وكل ما في الأمر أن الخطوة الاسرائيلية – تلك – الهروب من غزة لم تكن في حقيقة الأمر سوى عملية إعادة انتشار لقوات الاحتلال الاسرائيلي بمعنى الابتعاد عن جحيم غزة نظراٍ للرعب الذي شكلته المقاومة الفلسطينية – حينها – لقوات جيش الاحتلال الاسرائيلي فكان أن فضل السفاح شارون الإعلان عن ما أسماه في ذلك الوقت »خطة فك الارتباط عن غزة« والتي لم تكن سوى عملية إعادة انتشار لقوات الاحتلال للسيطرة الكاملة على القطاع ولكن من الخارج!¿
وهو ما تأكد لاحقاٍ عبر سياسة الإغلاق التام لكل المنافذ المؤدية من وإلى غزة البرية والبحرية والجوية التي ظل الاحتلال يمارسها منذ الإعلان عن ما سمي بخطة فك الارتباط أو الانسحاب الأحادي الجانب إلخ…..!
على أن تلك السياسة الجائرة القاضية بإحكام السيطرة الكاملة على كل شؤون قطاع غزة من قبل الحكومة الاسرائيلية ظلت تمارس على مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي ناهيك عن أميركا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بل واشتدت تلك السياسة ووصلت أوجها عام ٦٠٠٢م فحولت القطاع إلى أكبر سجن في العالم بعد أن قامت اسرائيل بفرض حصار خانق على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني بحجة الضغط على حركة حماس المسيطرة على القطاع في ذلك الحين للإفراج عن الجندي الاسرائيلي الأسير »جلعاد شليط« ولم تنجح اسرائيل في هذا الأمر كما فشلت حين شنت حربها الدموية على القطاع أواخر ٨٠٠٢م وبداية ٩٠٠٢م بل إن اسرائيل عجزت عن القضاء على حكومة وحركة حماس رغم كل الإجراءات المشددة التي قامت بها لإخضاع غزة وسكانها لكن هيهات لم يحدث شيء من هذا !
ومع تواصل الحصار الاسرائيلي الخارج على كل الأعراف والقوانين الدولية فقد اشتدت الضغوط على اسرائيل من كل حدب وصوب بل يمكن القول »إن السحر انقلب على الساحر« فبدأ العالم الحر بالتحرك لرفع ذلك الحصار غير الإنساني عبر العديد من الوسائل كان أهمها وأبرزها توجه قوافل الحرية من أرجاء المعمورة التي شدت الرحال من كل قارات العالم باتجاه غزة فحدث في ١٣ يونيو الماضي ما لم يكن متوقعاٍ من خلال ما حدث لأسطول الحرية وما تعرض له من قرصنة واعتداء في المياه الإقليمية والدولية وارتكب فيه جيش اسرائيل الهمجي مجزرة حين قتل »٩« من نشطاء السلام الأتراك الذين قدموا على متن سفينة الحرية »مرمرة«!
وإثر هذه الجريمة النكراء التي قامت بها اسرائيل فقد كانت ردود الفعل الدولية المنددة بتصرف الاسرائيليين كفيلة بتحريك موضوع الحصار الجائر على غزة وهو ما أجبر حكومة الاحتلال للرضوخ ولو قليلاٍ أمام شجب واستنكار شعوب ودول العالم ما أدى إلى زيادة العزلة الدولية ضد اسرائيل!! 

 

آخر السطور
قد يتساءل البعض: ما الجديد في هذا السياق¿¿
فلا اسرائيل رفعت الحصار عن غزة ولا استجابت للمطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للبت في تداعيات الهجوم الاسرائيلي على قافلة أسطول الحرية كما أن الوضع الداخلي – الفلسطيني الفلسطيني – لم يطرأ عليه أي جديد فالانقسام بين جناحي الوطن في الضفة والقطاع لايزال قائماٍ ولا جديد على صعيد مسلسل المصالحة بين قطبي النضال »فتح« و »حماس«¿¿
إلا أن الأمر الذي استجد – مؤخراٍ – بالإعلان الاسرائيلي المباغت »وغير المفاجئ« عن خطة لاتزال في طور »الطبخ« ربما تكون عبارة عن سيناريو »للتسريب« لقياس رد أو ردود الفعل »الأفعال« الفلسطينية أو العربية على ما يتم تهيئته لوأد القضية المركزية للعرب والمسلمين ونعني بذلك ما أعلن عن وجود خطة يعمل عليها وزير الخارجية الاسرائيلي فيغدورليرمان استعداداٍ لطرحها على المجتمع الدولي وتقضي بانفصال اسرائيل عن غزة »مرة أخرى« وبشكل كامل هذه المرة¿! ليس ذلك وحسب بل وتتضمن خطة ليبرمان اليميني المتشدد فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية!¿
أي باختصار أن الاحتلال سيرفع يديه »كلياٍ« عن قطاع غزة بحيث يتحول القطاع إلى كيان مستقل منفصل بالكامل!!
ومع أن مثل هذا السيناريو »الملتوي« متوقع ووارد من كيان قام على حساب أراضي الغير إلا أنه لم يثر أي شكل من أشكال الرد وردود الفعل لا من قريب ولا من بعيد!¿..
Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share