Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تحدثوا عن مساوئ ثقافة الكراهية وموقف الدين منها العلماء: السكوت عن تجاوزات المارقين خيانة لله والدين والوطن

يستغل أعداء الوحدة كل مناسبة لبث ثقافة الكراهية بين أبناء اليمن ونشر الفوضى والتفلت في أنحاء البلاد.. ولعل آخر تلك المناسبات يوم الأربعاء الماضي الذي وافق السابع من يوليو ذلك اليوم الذي هزمت فيه عصابة الانفصال وولت مدبرة بعد أن نهبت ما لا يعقل من مقدرات البلاد في جنوب الوطن وها هي اليوم عصابة الانفصال ما تزال تنادي بمشروعها الفاشل مسبقاٍ والذي يسعى لتفكيك الوحدة المباركة وبث الكراهية والأحقاد بين أبناء البلاد.. »الوحدة« التقت بعلماء متخصصين لبيان ثقافة الكراهية وآثارها المدمرة على المجتمع مع بيان أهمية ومكانة الوحدة المباركة التي ينبغي أن يبذل الغالي والنفيس حفاظاٍ عليها:

 

 

ثقافة الكراهية

 

أما ثقافة الكراهية التي يحرص الحراكيون على بثها بين أبناء المجتمع فيتحدث عنها وعن خطورتها الدكتور مهدي الحرازي – أستاذ أصول الفقه والحديث بجامعة صنعاء فيقول: اختلف العلماء في تعريف الثقافة فمنهم من ذهب إلى أنها معرفة شيء عن كل شيء وذلك بخلاف التخصص فإنه معرفة كل شيء عن شيء.. وذهب بعضهم إلى أن الثقافة مجموعة من القيم تصدر عنها آثارها وتتجسد في السلوك الذي يصدر عن الإنسان حتى لا يكاد سلوك معين إلا وهو أثر لقيمة ثقافية معينة ذلك أن الإنسان يكتسب المعارف فتتكون عنده مجموعة من القيم تصدر عنها قرارات ولما كانت وسيلة الثقافة هي الكلمة والكلمة هي من أخطر الأمور فإن الثقافة بذلك سلاح ذو حدين.. فإما أن تبني وإما أن تهدم فإذا كانت الثقافة ملتزمة بالشرع ومرتكزة على النهج السليم فإنها تؤدي إلى بناء المجتمع وتكاتف أفراده وتوحيد صفوف أبنائه أما إذا كانت بخلاف ذلك فإنها تؤدي إلى نتائج غاية في السوء وذلك أن الكلمة التي تعتمد عليها الثقافة قامت عليها السماوات والأرض ذلك أنها أثر لقول الله تعالى »كن« فكان الكون.

 

والكلمة اسلام كما أنها كفر والكلمة سلم وهي حرب كذلك

 

والكلمة محبة وهي كراهية أيضاٍ..

 

ومن هنا شدد الإسلام على أمر الكلمة وما يتكون منها من ثقافة إما أن تؤدي إلى عمارة الكون وإما أن تؤدي إلى هدمه لذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرص أشد الحرص على أمر الكلمة ولذلك قال:»إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاٍ يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاٍ تهوي به في جهنم سبعين خريفاٍ«..

 

وقد أرسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثقافة المحبة والوحدة بين المسلمين فكانت المؤآخاة بين المهاجرين والأنصار متزامنة مع بناء المسجد وفي المسجد ربط الصلة بالله تعالى وفي الإخوة ربط المؤمنين بعضهم ببعض ولقد كان يشدد على ما يصدر عن الإنسان مما يمكن أن يؤدي إلى ثقافة الكراهية والحقد ولذلك لما قال أبو  ذر لبلال – رضي الله عنهما – يا ابن السوداء قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم »إنك امرؤ فيك جاهلية« كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام منع التفاخر بالأحساب والأنساب والأموال والأوطان دفعاٍ لثقافة الكراهية..

 

وعندما تحرك شاس بن قيس اليهودي لفك وحدة المسلمين وتمزيق صفهم واستخدام ثقافة الكراهية بين أبناء العمومة تحرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودفع ثقافة الكراهية بثقافة المحبة..

 

آثار خطيرة

 

ويضيف »الحرازي«: الحق أن الإلحاح في بث الكراهية بين الناس له تأثير غاية في الخطورة ذلك أن الإنسان يؤثر فيه الكلام وقد جبل الإنسان على التأثير والتأثر كما أنه جبل على التداعي ولذلك فثقافة المحبة لها أثرها العظيم الطيب وثقافة الكراهية لها أثرها المدمر.. وقد أدرك أعداؤنا من خلال دراسات نفسية واجتماعية أن الإلحاح له دور على الناس ولذلك فإنهم إذا أرادوا أمراٍ معيناٍ ألحوا فيه وهم يعلمون كذبهم وشعارهم:»اكذب اكذب حتى يصدقك الناس«.

 

وما يجري في وطننا الحبيب من اختلاق الأكاذيب ونشر ثقافة الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد يمثل خطورة عظيمة ولا يبعد أنه ينفذ ضمن مخطط مسبق ودراسة متقنة إذ أنهم يعتمدون الكذب وتتبع بعض الهفوات حتى يستطيعوا أن ينفذوا مشروعهم الخبيث ذلك أن ثقافة الكراهية تنفر النفوس والقلوب التي إذا اجتمعت توحد الناس وقد قال الله تعالى »وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاٍ ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم«..

 

فهم يعلمون أنهم لا يستطيعون أن ينفذوا مشروعهم التمزيقي لهذا الوطن طالما أن أبناءه ينعمون بالمحبة والتعاون والتآلف وبالتالي فسبيلهم هو نشر ثقافة الكراهية مستخدمين في ذلك الكلمة وتتبع الهفوات وإثارة النعرات والبحث عن النعرات واستخدام المناطقية ولا مانع عندهم أن يستخدموا المذهبية والطائفية والسلالية من أجل الوصول إلى مآربهم الخبيثة.

 

إن ثقافة الكراهية التي يمارسها أولئك الناس ما هي إلا امتداد لمخططهم الذي بدأوه في عام ٣٩م حتى توجوه بإعلان الانفصال عام ٤٩٩١م حيث آثاروا في تلك الفترة كل النعرات الطائفية والسلالية والمذهبية والمناطقية وهم ينطلقون من منطلق أنهم لايستطيعون أن ينفذوا مخططهم التمزيقي إلا بعد إيغار الصدور وإيلام النفوس والتفريق بين الأرواح المتآلفة.

 

إنهم وهم يسعون إلى نشر ثقافة الكراهية لا يكتفون بمجرد الكلام وانما ينطلقون إلى أفعال تغذي تلك الكراهية لذلك ربما قتلوا صاحب دكان وربما اعتدوا على سائق سيارة أو اختطفوا طفلاٍ أو قطعوا طريقاٍ ولا مانع عندهم وهم ينفذون هذا المخطط أن يحصل القتل بين أبناء المحافظات الجنوبية ذلك أن القتل من أخطر أسباب الكراهية فالإنسان بطبيعته البشرية مهما كانت توجهاته وانتماءاته يقف موقفاٍ مدافعاٍ عندما يقتل أحد أقربائه بل إن ذلك القتل يمثل نقطة سوداء في حياته يستطيعون أن ينفذوا إليه من خلالها وأن ينموا الكراهية عنده باستغلالها.

 

إن أصحاب هذا المشروع لا يتورعون في استخدام أية وسيلة تحقق مآربهم وتعينهم عل تنفيذ خططهم وبالتالي فعندهم الاستعداد لفعل كل شيء ولما كانت الوحدة هي ما يرمون إلى تهديده فإن وسيلتهم الأعظم والأهم هي نشر ثقافة الكراهية ومن هنا تأتي جميع التصرفات خادمة لتلك الوسيلة مؤدية إلى ما يرمون إليه من هدف وغاية.

 

وهنا لا بد من تنبيه أبناء اليمن الموصوفين بلين الأفئدة ورقة القلوب والايمان والحكمة والفقه أن يتنبهوا إلى هذه الدسائس وأن يكونوا كأجدادهم الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

 

عواقب وخيمة

 

أما خطورة وعواقب التفرق والانفصال أو السعي من أجل ذلك فيحدثنا عنها الشيخ عبدالناصر ياسين علي رئيس بعثة الأزهر إلى اليمن قائلاٍ: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. فالوحدة قوة والتفرق ضعف والانفصال عاقبته وخيمة والدعوة إليه تؤدي إلى انقسام المجتمع وتوليد الأحقاد وظهور العصبيات بمختلف أشكالها الطائفية والعرقية والمذهبية وتلك هي بذور الفناء وعوامل الزوال التي أدت إلى اسقاط دول واضمحلال حضارات عظيمة وإهلاك الحرث والنسل ودمار البلاد والعباد والتاريخ خير شاهد على ذلك فما من دولة أو حضارة انهارت أو سقطت إلا كانت الفرقة سبباٍ في انهيارها.

 

إن الوحدة هي البنان والبنيان الذي يشد بعضه بعضاٍ ليثبت أمام العواصف ولا تؤثر فيه الهزات وإن النكوص والارتداد عن الوحدة بكل مدلولاتها وأبعادها الوطنية والعربية والإسلامية كفر بواح حذرنا ربنا منه في قوله تعالى »ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاٍ«.. إن السكوت عن تجاوزات ودعوات المارقين الانفصاليين خيانة لله والدين والوطن والتاريخ والله أسأل أن يجمع شملنا وأن يوحد كلمتنا وأن يوحد صفوفنا إنه ولي ذلك والقادر عليه..

 

 

فريضة شرعية

 

وعن أهمية التوحد ولم الشمل والنهي عن الافتراق في دين الإسلام يحدثنا الشيخ الدكتور حمود السعيدي مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف قائلاٍ:

 

إن وحدة الأمة اليمنية بل الإسلامية كافة أحد الثوابت الدينية التي لا يجوز النقاش فيها ولا الاختلاف حولها وهي من الفرائض التي أوجبها الله على عباده المؤمنين وضرورة حتمية فلا حياة للأمة ولا سعادة ولا أمن ولا استقرار بدون الوحدة والاتحاد..

 

أما كونها أصلا من أصول الدين فلأن الله تبارك وتعالى أمر بها جميع الأنبياء والمرسلين فقال:» شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاٍ والذي أوحينا إليك وما أوحينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه« سورة الشورى.

 

فالله تعالى أمر الأنبياء بإقامة الدين ديناٍ واحداٍ غير مختلفين ولا متفرقين لأنهم أمة واحدة وربهم واحد قال تعالى»وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون« .. وأمر الله تعالى بالتوحد في كتابه الكريم والأمر يفيد الوجوب على كل مسلم قال تعالى »واعتصموا بحبل الله جميعاٍ ولا تفرقوا« سورة آل عمران

 

فقد أمر الله تعالى عباده بالوحدة ونهاهم عن التفرقة.. فواجب على جميع المسلمين التسليم والامتثال لأمره تعالى.. ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم »اياكم والفرقة وعليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومن خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع« وقال عليه الصلاة والسلام أيضاٍ »المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاِ«.

 

كما نهى الإسلام عن الفرقة والاختلاف والذي يقتضي التحريم قال تعالى »ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه….« قال ابن عباس رضي الله عنهما »تبيض وجوه أهل الوحدة والاجتماع وتسود وجوه أهل الفرقة والاختلاف«..

 

كما أن الوحدة ضرورة حتمية وضرورة حياتية فلا حياة للأمم ولا سعادة ولا مجد ولا عزة لها إلا بالوحدة والاتحاد.. ولهذا نرى الأمم تسعى إلى الوحدة والاتحاد بكل امكانياتها لأن الوحدة قوة لا تقهر ولأنها ضرورة لأمنها واستقرارها ولذلك نرى الحيوانات لا تعيش إلاجماعات والطيور تعيش جماعات وتهاجر جماعات والأسماك في المحيطات تعيش جماعات كل ذلك حفاظاٍ على أمنها واستقرارها وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم »عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية« أي المنفردة البعيدة عن الجماعة.

 

كذلك فإن الوحدة قوة اقتصادية وقوة ثقافية وعلمية فكم كانت في اليمن من جامعات خاصة في ما كان يسمى بالشطر الجنوبي وكم فيه من مدارس ومعاهد علمية كم كانت المستشفيات والوحدات الصحية.. وكل ذلك معروف إلا أنه بعد الوحدة تفجرت خيرات البلاد من الطاقات البترولية والمعادن وتكثفت المشاريع الخدمية من طرق واتصالات وكهرباء ومياه ومشاريع كبرى على مختلف الأصعدة وهذا لا ينكره إلا حاقد عميل لقوى التآمر على اليمن واليمنيين.. اللهم نسألك إصلاح أحوال الأمة وارزقها التمسك بدينها والحفاظ على وحدتها.. إنك سميع الدعاء..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share