Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

في‮ ‬دراســـــة اقتــــصادية حديثــــة‮:‬ انخفاض مســــتوى المعيـــشة لمعظŸ السان نتيجــة تطبيـــق المرحلة الثانيــة مــن الاصـــــلاحات الاقتـــــصادية

كتب‮/ ‬عبدالله سيف‮:‬
‬أكدت دراسة اقتصادية حديثة انخفاض مستوى المعيشة لمعظم سكان اليمن نتيجة لتطبيق المرحلة الثانية من الاصلاحات الاقتصادية والتي‮ ‬تم خلالها رفع الدعم عن المشتقات النفطية دون ارفاقها ببرامج مناصرة الفقراء للتخفيف من آثار هذه الاصلاحات على معيشتهم‮ ‬‮ ‬الأمر الذي‮ ‬صاحبه ارتفاع في‮ ‬أسعار المواد الغذائية‮ ‬‮ ‬إضافة إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية كان لها بعض الأثر في‮ ‬ارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الريال مما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر بين السكان من جديد وذلك بعد أن كانت السياسات والاستراتيجيات التي‮ ‬اتخذتها الحكومة للتخفيف من الفقر في‮ ‬الفترة الماضية قد حسنت من المستوى المعيشي‮ ‬للسكان وخفضت من نسبة الفقر‮..‬
وبينت الدراسة التي‮ ‬أعدتها وحدة المراقبة والتقييم في‮ ‬وزارة التخطيط والتعاون الدولي‮ ‬والموسومة بـ»تقييم أثر خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر‮ »٦٠٠٢ – ٠١٠٢‬م‮« ‬من منظور الفقراء‮« ‬أن كل تلك العوامل أسهمت بشكل مباشر وغير مباشر في‮ ‬انخفاض مستوى المعيشة لدى المواطن اليمني‮ ‬دون أن‮ ‬يصاحب ذلك استكمال المرحلة الثالثة من استراتيجية الأجور لموظفي‮ ‬الجهاز الحكومي‮ ‬أو منح الأسر الفقيرة المساعدات المالية التي‮ ‬شملها المسح الأخير من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية‮ ‬‮ ‬حيث أن تأخير البدء باستكمال تلك الإجراءات سيؤدي‮ ‬إلى مزيد من التدهور المعيشي‮ ‬للسكان وزيادة نسبة الفقر مما‮ ‬يزيد من التحديات التي‮ ‬ستواجه الخطة الخمسية الرابعة للتنمية‮ »١١٠٢ – ٥١٠٢‬م‮«.. ‬وأشارت الدراسة إلى أن الفقر لا‮ ‬يزال من أهم المشكلات التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها المجتمع اليمني‮ ‬والذي‮ ‬تتفاوت نسبته بين الريف والحضر‮ ‬حيث أن نسبة الفقر في‮ ‬الريف‮ ‬40‭.‬1٪‮ ‬وفي‮ ‬الحضر‮ ‬20‭.‬7٪‮ ‬والذي‮ ‬يتمثل في‮ ‬فقر الدخل والغذاء‮ ‬إضافة إلى الحرمان المادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والنفسي‮ ‬وذلك وفقاٍ‮ ‬لعدد من الدراسات حول المؤشرات التنموية للخطة الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر للعام‮ ‬2008م‮ ‬وقد خرجت معظم الدراسات بعدد من النتائج من أهمها‮:‬
‮- ‬ضعف التدخلات التنموية بشكل عام في‮ ‬خطة التنمية الثالثة لمعظم المناطق التي‮ ‬استهدفتها الدراسة لاصوات الفقراء بالإضافة إلى عدم توفر تدخلات مباشرة تستهدف المرأة وتحسين إنتاجيتها سواء في‮ ‬الحضر أو الريف بالرغم من الادوار والأعباء التي‮ ‬تتحملها المرأة خاصة المرأة الريفية‮.‬
‮- ‬محدودية البيانات والمعلومات التي‮ ‬بنيت على ضوئها افتراضيات خطة التنمية الثالثة وتوقعاتها للتغيرات المحتملة في‮ ‬الاقتصاد وتأثير ذلك على تخفيض معدلات الفقر‮.‬
‮- ‬على الرغم من التحسن الملموس في‮ ‬المؤشرات النقدية ووضع الموازنة العامة خلال الفترة الماضية‮ ‬إلا أن المؤشرات الكلية المتعلقة بنمو وتطور القطاعات الاقتصادية الواعدة والمعول عليها قيادة النمو الاقتصادي‮ ‬وخلق فرص العمل بقيت دون المخطط وعلى العكس من ذلك انخفضت مؤشرات القطاع السمكي‮ ‬ناهيك عن التدهور المسجل مؤخراٍ‮ ‬في‮ ‬إنتاج النفط فيما بقيت مؤشرات القطاع الزراعي‮ ‬عند مستويات متواضعة لا تتناسب مع الأهداف الطموحة للتخفيف من الفقر على مستوى الريف‮ ‬كما ظل القطاع السياحي‮ ‬رهينة للأعمال المشينة كاختطاف السياح وتدهور الأوضاع الأمنية في‮ ‬بعض أجزاء الوطن‮.‬
‮- ‬شهدت المؤشرات الوسطية للبنية التحتية تطوراٍ‮ ‬ملموساٍ‮ ‬على مستوى الكم‮ ‬كالطرق والكهرباء والنقل والمياه والصرف الصحي‮ ‬في‮ ‬حين تدهور مستوى الجودة ومدى وصول وحصول المواطنين على ذلك النوع من الخدمات‮.‬
‮- ‬وجود موارد اقتصادية‮ ‬غير مستغلة في‮ ‬الوقت الحاضر‮ ‬هناك مؤشرات عديدة تؤكد على وجود عدد العاطلين وخصوصاٍ‮ ‬بين الشباب الذين هم في‮ ‬سن العمل والذين‮ ‬يمكن استخدامهم في‮ ‬زيادة معدل النمو الاقتصادي‮ ‬بدلا من إعاقته وهناك طاقة‮ ‬غير مستغلة في‮ ‬عدد من قطاعات الاقتصاد وخصوصاٍ‮ ‬الواعدة منها والتي‮ ‬يمكن ان تساهم في‮ ‬زيادة النمو الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬حال السعي‮ ‬لاستغلال هذه الطاقة‮ ‬غير المستغلة‮.‬
وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج حول الأوضاع المعيشية للفقراء من أهمها‮:‬
‮١- ‬ما تزال نفس التحديات التي‮ ‬شخصت في‮ ‬الدراسات السابقة تقف أمام جهود تخفيف الفقر والتي‮ ‬تتمثل في‮ ‬النمو السكاني‮ ‬المتزايد وضعف معدلات النمو الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬مجتمعات الفقراء وزيادة الطلب على خدمات البنية التحتية ومحدودية الموارد وضعف مؤشرات التنمية البشرية إضافة إلى عدد من التحديات السياسية والاقتصادية التي‮ ‬ظهرت مؤخراٍ‮ ‬كبؤر النزاعات المستحدثة وعدم الاستقرار في‮ ‬بعض المجتمعات وتدني‮ ‬كفاءة مرافق خدمات البنية التحتية وتأثير أسعار الغذاء والازمة المالية وأثرها في‮ ‬تدهور أسعار السلع‮.‬
‮٢- ‬زادت وطأة التحديات التي‮ ‬تواجه التنمية في‮ ‬مجتمعات الفقراء حيث تعاني‮ ‬المجتمعات الفقيرة من وطأة عدد من العوامل التي‮ ‬تعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المجتمعات ومن أبرز تلك الظروف استنزاف الموارد المالية وتزايد مستوى الجفاف الذي‮ ‬تعانيه المجتمعات‮ ‬ضعف الموارد البشرية بسبب ضعف مخرجات التعليم وتفشي‮ ‬الأمية في‮ ‬مجتمعات الفقراء وبخاصة في‮ ‬الريف‮ ‬وجود عدد من النزاعات وقضايا الثأر العالقة بدون حل والتي‮ ‬تؤثر سلبا على تواجد ونمو أية أنشطة اقتصادية حيث‮ ‬يندر وجود اسواق محلية في‮ ‬بعض هذه المجتمعات كما هو الحال في‮ ‬المحفد في‮ ‬ابين وحبور ظليمة في‮ ‬عمران وشبوة واضافت الخلافات الحزبية شكلا جديدا ومستعصيا على الحل للنزاعات والعصبية خاصة بين اعضاء المجالس المحلية مما‮ ‬يسبب تعثر العديد من المشاريع التنمــــوية ويؤدي‮ ‬إلى ســــوء توزيع الموارد والخـــدمات التنموية كما في‮ ‬القـفـــر بمحافظة اب والمسراخ بمحافظة تعز‮.‬
وساهم الجفاف وندرة الأمطار في‮ ‬تدني‮ ‬الإنتاج الزراعي‮ ‬في‮ ‬المجتمعات الزراعية والتي‮ ‬تشكل‮ ‬غالبية مواطن الفقراء مما‮ ‬يتسبب في‮ ‬هجرة الفئة العمرية القادرة على العمل إلى مناطق أخرى بحثا عن العمل محدثة اختلالا سكانيا في‮ ‬مجتمعات الفقراء‮ ‬يعمقه تدني‮ ‬الأصول الإنتاجية كما في‮ ‬مجتـــمعات حجة وشبوة والقفر في‮ ‬إب‮.‬
‮٣- ‬أظهرت الدراسة ان هناك عددا من التداخلات لامست احتياجات الفقراء واخرى لم‮ ‬يلمسها الفقراء مباشرة لذا لم‮ ‬يذكرها‮ ‬كما ان هناك بعض جوانب القصور الشديد في‮ ‬تنفــــيذ جوانب اخرى منها ما‮ ‬يعني‮ ‬ان التناغم واحــــياناٍ‮ ‬التنســـــيق المطلوب في‮ ‬التنفيذ بين جــــهات عديدة‮ ‬غير كاف لتقديم حــــزمة متــــوازنة من الخدمات للفقراء‮.‬
‮٤- ‬أبرز تدخلات الخطة بشكل عام التي‮ ‬ادركها ولمسها الفقراء بشكل مباشر تمثلت في‮ ‬اربعة مجالات اساسية وهي‮:‬
‮(‬أ‮) ‬توسع في‮ ‬خدمات البنية التحتية كإنشاء مرافق خدمية كالمدارس والطرق والمراكز الصحية أو كتحسين وتوسيع الخدمات القائمة خاصة تلك المتواجدة في‮ ‬المناطق الحضرية وغالبيتها من تنفيذ الصندوق الاجتماعي‮ ‬للتنمية وبرنامج الأشغال العامة‮ (‬ب‮) ‬خدمات صندوق الرعاية الاجتماعية التي‮ ‬تلامس احتياجات الفئات المعوزة من الفقراء بشكل مباشر‮ (‬ج‮) ‬حملات التطعيم للأطفال دون سن الخامسة في‮ ‬كل المجتمعات بلا استثناء‮ (‬د‮) ‬وبشكل عام فقد لمست الدراسة تفاعلاٍ‮ ‬إيجابياٍ‮ ‬إلى حد ما مع تجربة السلطة المحلية والمشاركة الواسعة في‮ ‬الانتخابات بالرغم من الإحباط الذي‮ ‬تعاني‮ ‬منه المجالس المحلية والمجتمعات إلا أن زخم التجربة ترك شعوراٍ‮ ‬إيجابياٍ‮ ‬عالياٍ‮ ‬في‮ ‬مجتمعات الفقراء‮.‬
5‮ – ‬أظهرت النتائج أن التدخلات التنموية في‮ ‬المجتمعات التي‮ ‬شملتها الدراسة السابقة‮ (‬عام‮ ‬2005م‮) ‬في‮ ‬مجال البنية التحتية‮ ‬غير مدركة من قبل الفقراء‮ ‬حيث لم تتمكن عدد من هذه المجتمعات الريفية في‮ ‬حجة وتعز وإب من الوصول للخدمات الأساسية وبخاصة مياه الشرب النقية والخدمات الصحية‮ ‬بينما تشكو‮ ‬غالبية المجتمعات التي‮ ‬تتواجد فيها الخدمات تدنياٍ‮ ‬في‮ ‬كفاءتها أو من تدخلات منقوصة كوجود مدرسة للصف الرابع أو السادس فقط‮ ‬وتعاني‮ ‬من عجز في‮ ‬المدرسين أو وحدة صحية لا تقدم سوى خدمة التطعيم أثناء الحملات‮ ‬لذا شكلت خدمات البنية التحتية أبرز أولويات التنمية لهذه المجتمعات وللخطة الخمسية الرابعة‮.‬
6‮- ‬لم‮ ‬يدرك الفقراء أي‮ ‬تحسن ملموس في‮ ‬الأحوال المعيشية بالرغم من انخفاض مؤشر الفقر بحسب مسح ميزانية الأسرة‮ ‬2006م‮ ‬ويعزى ذلك لعدد من التطورات التي‮ ‬حدثت أثناء تنفيذ الخطة والتي‮ ‬أثرت سلباٍ‮ ‬على مستوى المعيشة ومنها تنفيذ عدد من إجراءات الإصلاحات الاقتصادية‮ ‬بل وانحياز عدد من الإجراءات أو الإصلاحات لصالح الأغنياء أكثر منها للفقراء في‮ ‬الحضر والريف‮ ‬وبالرغم من جهود تطوير القطاعات الإنتاجية والإصلاحات الوطنية التي‮ ‬تمت إلا أن ثمار هذه الجهود لم‮ ‬يلمسها الفقراء بعد‮ ‬وقد‮ ‬يعود السبب جزئياٍ‮ ‬إلى ضعف تبني‮ ‬وتنفيذ برامج مناصرة للفقراء وعدم تكاملية وتزامن هذه الجهود مع الإصلاحات الاقتصادية‮ ‬وايضاٍ‮ ‬انعكاس ارتفاع أسعار الغذاء عالمياٍ‮ ‬على أسعار السلع الغذائية محليا‮ ‬الأمر الذي‮ ‬أربك ميزانية الأسر الفقيرة‮ ‬وتبع ذلك الأزمة المالية العالمية وانخفاض عائدات النفط مما أثر على وضع الأمن الغذائي‮ ‬محلياٍ‮.‬
7‮ – ‬شكل الاحتياج لخدمات البنية التحتية أبرز أولويات التنمية في‮ ‬كل مجتمعات الفقراء نتيجة لتشتت التجمعات السكانية ونموها مما‮ ‬يزيد من الطلب على الخدمات‮ ‬وقد توافقت في‮ ‬الغالب رؤى الفقراء في‮ ‬هذه المجتمعات مع رؤى ممثلي‮ ‬سلطاتها المحلية‮ ‬حيث كانت مشاريع مياه الشرب على رأس القائمة سواء في‮ ‬الريف أو الحضر‮ ‬وتلاها توفير فرص عمل وبخاصة للشباب‮ ‬تحسين المرافق التعليمية الموجودة وتوسيعها لاستيعاب الزيادة السكانية وتوفير خدمات صحية لائقة‮.‬
8‮ – ‬تدني‮ ‬الإنتاجية‮ ‬ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج‮ ‬محدودية الموارد‮ ‬تدني‮ ‬مهارات الموارد البشرية وانخفاض الأجور شكلت جملة من التحديات التي‮ ‬تحد من النمو الاقتصادي‮ ‬المناصر للفقراء‮ ‬بل وقد تعيق تحقيق نمو حقيقي‮ ‬ومستدام على المدى القريب‮ ‬ونجد أن تدني‮ ‬المهارات وضعف المؤهلات أو انعدامها هي‮ ‬سمات دائمة للفئات المنتجة والقادرة على العمل من الفقراء ما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى انخفاض إنتاجيتها ويحد من مشاركة الفقراء بفعالية في‮ ‬دفع عجلة التنمية الاقتصادية الاجتماعية في‮ ‬مجتمعاتهم‮ ‬لذا فإن بناء القدرات والتمكين هما حجر الزاوية لعملية التنمية المحلية ولرفع مستوى الإنتاجية‮.‬
9‮ – ‬تمحورت هموم الفقراء في‮ ‬الحصول على فرص العمل وفي‮ ‬تأمين الغذاء لأسرهم‮. ‬لا‮ ‬يدرك الفقراء قضية تأثر الاقتصاد المحلي‮ ‬بجملة الأسباب المحلية والعالمية كغلاء أسعار الغذاء عالمياٍ‮ ‬بل‮ ‬يربطونها بالإجراءات المحلية مثل الإصلاحات الهيكلية وتحرير أسعار مشتقات النفط التي‮ ‬يرون أنها تؤثر عليهم سلباٍ‮ ‬أكثر من‮ ‬غيرهم من الفئات‮ ‬وذلك لضعف عكس هذه الإصلاحات في‮ ‬شكل برامج مناصرة للفقراء‮ ‬وهناك ضرورة لتطوير استراتيجية تواصل فعالة مع المجتمعات المحلية لشرح هذه الإصلاحات وتأثيرها ونشر المعلومات بالإجراءات المصاحبة التي‮ ‬تستهدف الفقراء للتخفيف من أثر الإصلاحات‮.‬
إن تحقيق التنمية المستدامة‮ ‬يقوم على أساس تحقيق العدل الاجتماعي‮ ‬وايجاد الآليات والظروف التي‮ ‬تحقق الفرص المتكافئة لجميع فئات المجتمع وتمكنها من المشاركة الإيجابية والفعالة في‮ ‬مراحل التخطيط‮ ‬ووضع برامج التنفيذ ومتابعة إجراءاته‮.‬
10‮ – ‬تفاقم أزمة الموارد المائية والبيئية وتأثير التغيرات المناخية‮ ‬وقد لوحظ عدم الاستفادة من مياه الأمطار في‮ ‬مجتمعات الفقراء عينة الدراسة والتي‮ ‬شكلت المجتمعات الزراعية منها حوالي‮ ‬72٪‮ ‬وذلك لعدة عوامل أبرزها الجفاف وقلة الأمطار مع عدم وجود سدود أو حواجز للاستفادة من مياه السيول‮ ‬ولم تتواجد شبكات الري‮ ‬الحديث إلا في‮ ‬المزارع الاستثمارية الخاصة في‮ ‬محافظات الحديدة وحضرموت‮.‬
وتسبب الاستهلاك الجائر للمياه الجوفية في‮ ‬نضوب العديد من الآبار مما أضاف معاناة شديدة في‮ ‬الحصول على مياه الشرب في‮ ‬هذه المجتمعات‮ ‬ومن ناحية أخرى أدى الجفاف وقلة الأمطار إلى ترك العديد من المجتمعات العمل في‮ ‬الزراعة بل وتوقف النشاط الزراعي‮ ‬إلى حد كبير في‮ ‬عدد من مجتمعات حضرموت وحجة‮.‬
11‮ – ‬ضعف ناتج استثمار القطاع الخاص المحلي‮ ‬وندرة الصناعات الصغيرة والأنشطة التجارية والتسويقية التي‮ ‬يمكن أن تسهم في‮ ‬توفير بدائل اقتصادية وفرص عمل للفقراء‮ ‬وذلك نتيجة لضعف خدمات البنية التحتية كالخدمات والطرق والأسواق وعدم استجابتها لمتطلبات النمو الاقتصادي‮.‬
12‮ – ‬قصور البرامج الإرشادية والبيطرية‮ ‬حيث لم‮ ‬يشر أيَ‮ ‬من الفقراء في‮ ‬المجتمعات الزراعية إلى وجود أي‮ ‬نشاط للإرشاد في‮ ‬مجتمعاتهم‮ ‬وهذا‮ ‬يشير بوضوح إلى ضعف كبير في‮ ‬هذا الجانب الحيوي‮ ‬الذي‮ ‬يفترض أن‮ ‬يدعم الفقراء في‮ ‬الحفاظ على أصولهم الإنتاجية ويسهم في‮ ‬زيادة إنتاجيتهم وتحسين معيشتهم‮ ‬وهناك ضرورة لإجراء تقييم للبرامج الارشادية والبيطرية لتحسين فعاليتها وآلياتها ووصولها للفقراء وصغار المزارعين‮.‬
13‮ – ‬ندرة فرص القروض ومشاريع التمويل الأصغر‮ ‬إذ أنها لا تصل للفقراء عينة الدراسة في‮ ‬الريف أو في‮ ‬المجتمعات التي‮ ‬تعتمد على الزراعة والرعي‮ ‬عدد محدود‮ (‬في‮ ‬مجتمعين‮) ‬حصلوا على قروض وعانوا من صعوبات إدارتها واسترداد رأس المال‮ ‬وتمركزت فرص الحصول على القروض في‮ ‬بعض المجتمعات الحضرية لتنوع الأنشطة الاقتصادية ولقرب مؤسسات الإقراض من المجتمع‮.‬
14‮ – ‬ندرة توفر فرص العمل في‮ ‬مجتمعات الفقراء نتيجة عدم تنوع الأنشطة الاقتصادية فيها ولتدني‮ ‬قدرات أبنائها‮ ‬حيث‮ ‬ينشط الفقراء في‮ ‬العمل بالأجر اليومي‮ ‬الذي‮ ‬يعتمد على المجهود العضلي‮ ‬كأعمال البناء والأنشطة الزراعية والرعي‮ ‬والبيع في‮ ‬الأسواق المحلية والصيد‮ ‬وتتسم هذه الأنشطة بأجور منخفضة وعدم ديمومتها وتخضع للتقلبات الاقتصادية والمناخية ولا تخضع لقوانين حماية العمل‮ ‬وتعتمد استمرارية الدخل على توفير فرص العمل وعلى الصحة البدنية التي‮ ‬تعتبر رأس مال الفقير‮ ‬ويعتمد توافر فرص العمل على عاملين هما نوعية المهارات التي‮ ‬تتطلبها فرص العمل وحجم الطلب عليها في‮ ‬سوق العمل‮ ‬لذا فإن تنمية الموارد البشرية وتطوير مهاراتها الإنتاجية تعتبر ركائز للخطة الخمسية الرابعة‮ ‬ولتعزز من النمو الاقتصادي‮ ‬الذي‮ ‬تنشده الدولة‮ ‬يجب التعامل بجدية على مواءمة الأيدي‮ ‬العاملة بمتطلبات السوق محلياٍ‮ ‬وإقليمياٍ‮ ‬في‮ ‬الدول المجاورة ورفدها بالمهارات التي‮ ‬تتطلبها ظروف سوق العمل المتغيرة‮..

Share

التصنيفات: تنميـــة

Share