Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إذا لم فأضعف الإيمان يا حامنا العرب !!

محمد عبدالرحمن المجاهد
 بؤس الواقع العربي وما نحن فيه من ذل ومهانة  صرنا فيه  كقطعان الأغنام نساق إلى المجهول لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا وذلك بفضل قادتنا وحكامنا العرب إذا كانوا يعتبرون ما يصنعونه بنا فضلا حتى صرنا أضحوكة لكل أمم الأرض وشعوبها كل ذلك  يدفعنا إلى استذكار ماضينا البعيد وتكرار بعض قصصه وحكاياته ذلك الزمن العربي الجميل الطيب زمن النخوة والكرامة والعزة التي كانت تتمتع بها الأمة العربية وحكامها لعل في ذلك تكون العبرة والفائدة..

 

الزمان الذي كان الحاكم العربي المسلم لا يقبل الضيم ولا الخضوع والخنوع لأحد إلا لله سبحانه وتعالى ولعل حكاية الخليفة العباسي المعتصم بالله مع المرأة التي استغاثت به في عمورية فيها أبلغ الدروس وأمثولة للحكايات الجميلة في ذلك الزمان الجميل فذلك المعتصم بالله العباسي ما أن بلغته استغاثة المرأة  في عمورية التي  تعرضت للأذى والمهانة من أحد علوج الروم بقولها (وامعتصماه ) حتى جيش الجيوش وجند الجنود وقادهم بنفسه نحو عمورية رغم تحذير المنجمين له من الهزيمة لكنه صمم على المضي لإنقاذ تلك المرأة التي استغاثت به وانتصر واستنصف للمرأة المسلمة وجعل كلمة الله والإسلام هي العليا وكلمة الأعداء هي السفلى ..

 

كان ذلك في الزمان الطيب الجميل زمن قوة العقيدة الإسلامية وزمن النخوة والعزة والكرامة التي كان يتحلى بها حكام الإسلام العرب الذين لم يكونوا يخشون في الله لومة لائم زمن كان خليفة المسلمين يخاطب سحب السماء قائلا : ( أمطري حيث شئت فخيرك عائد إلينا ) أما الآن وفي هذا الزمان الرديء المظلم أصبح قادة الغرب بزعامة أمريكا يقولون : أي خير أو ثروة في باطن أرض العرب أو على ظاهرها هي لنا دون منازع وذلك بسبب خذلان الأنظمة العربية وحكامها وخنوعهم الزائد عن حده الذين صارت تستصرخهم عشرات الملايين من النساء العربيات ويصرخ معهن الرجال أيضا والأطفال والشيوخ لتعرضهم للمذابح الصهيونية ولجرائم شتى تصرخ معهم القدس ولكن لا مجيب ولا مغيث من الحكام العرب لانعدام الشعور والإحساس لديهم ..

 

أي أنهم لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون إلا بما فيه مصالحهم الذاتية وبما يضمن رسوخهم وثباتهم على عروشهم وكراسيهم وهم بذلك فقدوا النخوة العربية وفقدوا العزة والكرامة عند ما باعوا أنفسهم للشيطان  بمتع الدنيا الزائلة وباعوا مع أنفسهم أوطانهم أرضا وإنسانا ينهب خيراتها الأعداء ويتركون لهم الفتات ويسرحون ويمرحون دون أن يعترضهم أحد يعبثون ويمارسون كل غطرستهم وعنجهيتهم وامتهانهم للأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ..

 

فذل الحكام وخنوع الأنظمة العربية هو الذي أتاح وشجع ويشجع الصهاينة والصليبيين على ممارسة كل جرائمهم وأفعالهم البشعة واللا إنسانية في كل الأرض العربية في فلسطين والعراق وجنوب لبنان وفي غيرها وصولا إلى اكتساح غزة وارتكاب أفظع الجرائم فيها التي ضج العالم أجمع منها والتي لم تحرك ساكنا عند كثير من الحكام العرب  ثم آخرها الغارة والاعتداء على قافلة الحرية التي كانت  تحمل أشخاص من مختلف الجنسيات العزل من السلاح و معهم المعونات الغذائية والأدوات الضرورية لأهالي غزة الواقعة تحت الحصار الجائر وقتل من ركاب القافلة عديد من الأشخاص أغلبهم من الأشقاء الأتراك والباقون اقتيدوا مع السفن إلى ميناء أسدود لتحتجزهم إسرائيل وتساوم عليهم وضجت الدول والحكومات وطالبت وتداعت للمطالبة برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر والمنافذ جديا إلا الأنظمة العربية فهي تعاملت مع القضية كما هو ديدنها دائما وكأن الأمر لا يعنيها أو أن الحادث حصل بعيدا عن الأرض العربية ..

 

حيث اكتفت بعد اجتماع لمجلس الجامعة العربية بإصدار بيان تطالب برفع الحصار عن غزة متناسية أن بعض الأنظمة العربية معنية بذلك ومشاركة مشاركة فعالة في ذلك الحصار الجائر من خلال غلق كل المعابر والمنافذ التي من جانبها تنسيقا وتنفيذا لرغبة الكيان الصهيوني بل وأقامت الجدران والحواجز المكهربة العازلة والمليئة بالغاز لمنع أي متسلل من غزة وحرقه ولكنهم كما أشرت في مقال سابق لا يستحون أبدا فهم كما يقول المثل : ( يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ) وهم بموقفهم هذا لا يدركون أنهم يجعلون من أنفسهم سخرية أمام كل أنظمة وشعوب العالم ..

 

فلو أنهم يستحون ويخجلون ولديهم ذرة من الإحساس الوطني العروبي وفيهم نخوة ولديهم كرامة لضربوا بكل المبادرات السلامية كما يحبون تسميتها مع إسرائيل عرض الحائط ولبادروا فعلا لا قولا بفتح المعابر والحواجز العازلة التي تفصل فلسطين وغزة بالذات عن غيرها من الأرض العربية وأيضا لسارعوا بقطع كل العلاقات والارتباطات التي لهم مع الكيان الصهيوني الذي لا يرعى حرمة لأحد ولا يلتزم بأية عهود أو مواثيق أو اتفاقيات بينه وبين العرب فهو لا يفهم إلا القوة وهذا ديدن اليهود منذ خلقهم الله تعالى ..

 

بل لو كان الحكام العرب لديهم ذرة من الإحساس بالكرامة والنخوة العربية الإسلامية التي يتمتع بها أولئك الحكام العرب المسلمون في الماضي البعيد أو حتى في الماضي القريب أيام الزعيم الخالد جمال عبد الناصر طيب الله ثراه أوأيام الشهيد والزعيم الفذ صدام حسين جعله الله في الجنة مع الشهداء والصديقين أقول لو كانوا فيهم نخوة تلك الأزمان الطيبة لبادروا بقطع كل صلة لهم أو علاقة أو أواصر ليس مع الكيان الصهيوني فحسب ولكن مع كل من يدعم وينافح عنه ويمده بالمساعدات والمعونات وبكل أسباب البقاء ويقف معه في خندق واحد ضد العرب وضد قضاياهم في كل المحافل الدولية ..

 

ولكن من أين ستكون لهم تلك النخوة والإحساس بالعزة والكرامة العربية وهم قد باعوا أنفسهم بثمن بخس وجعلوا من أنفسهم أداة قمع ضد شعوبهم وضد بعضهم البعض مثلهم مثل أولئك الملوك المناذرة والغساسنة في الماضي البعيد الذين كانوا مجرد أتباع لدولتي فارس والرومان تدفعهم وتهرهم كل ضد الآخر عند ما تريان أن ذلك في مصلحتهما أو ضد أية تمرد عربي أخر كما حدث في معركة ( ذي قار ) ومع ذلك فقد كان يحدث أن أولئك الملوك الأتباع تتغلب عليهم وفيهم النخوة العربية فيثوروا ويدعمون غيرهم من العرب ضد ولات أمورهم في فارس أو الرومان كما حدث في المعركة التي أشرت لها آنفا ..

 

ومع ذلك لا نطلب من حكامنا أن يتمردوا كليا لمعرفتنا بصعوبة ذلك عليهم ولا نطلب منهم أن يشنوها حربا انتصارا لقضية الأمة وحقها وكرامتها ولكن نطلب منهم أضعف الإيمان لأننا نعرف أن عنترياتهم لا ولن تكون إلا تجاه شعوبهم أو تجاه بعضهم البعض فهم في ذلك المبادرون الأوائل الذين لا يشقلهم غبار فجيوشهم وأسلحتهم لا تجمع ولا تعد لصد عدوان العدو الصهيوني الصليبي وإنما يكون ذلك لحملية أنفسهم من غضب الجماهير العربية إذا حصل ولتوجه أيضا ضد من يتمرد أو تغضب عليه ولية النعم أمريكا وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
 

almujahed_mohammed@yahoo.com  

Share

التصنيفات: منوعــات

Share