Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وهـــل يعود الميت¿!

أنور نعمان راجح
 يجري الحديث منذ زمن عن إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وكلمة »إحياء« تدل على أن تلك العملية قد ماتت فإذا كانت قناعات الأطراف المختلفة في عملية السلام تفيد بحقيقة المعنى وأن عملية السلام قد ماتت بالفعل لسبب أو لآخر فما جدوى الجهود التي تبذل بهذا الشأن¿ الحقيقة المؤكدة التي يْجمع عليها كل الناس بمختلف معتقداتهم وأديانهم هي أن الأحياء من الخلائق يموتون ومن مات لا يمكن إعادته إلى الحياة بذاته من قبل الخلائق ذاتهم منفردين أو مجتمعين.. أعلم أن المعنى مجازي في حال عملية السلام التي شغلت المنطقة والعالم بأسره منذ أن زْرعت المشكلة الحقيقية وأسباب الصراع في هذه المنطقة لكن وصف تلك العملية بالحياة أو الموت في ظل التعقيدات التي بدأت بها المشكلة واستمرارها إلى الآن وتعقيداتها الراهنة التي تعاظمت حتى بدا أن لا حلول لها من قريب أو بعيد في الوقت الراهن وما وصلت إليه من انغلاق في الآفاق هو سر الحديث عن المحاولات المبذولة لاحياء عملية السلام باعتبارها ماتت فهل ستجدي نفعاٍ في نفث روح الحياة فيها من جديد¿ وهل ما يمكن أن يْفرض من حلول أو قناعات أو مسارات لعملية السلام هو المقصود بعملية الإحياء.
الحقيقة أن السلام في المنطقة لم يمت بفشل المفاوضات التي استغرقت الكثير في السنين لكنه مات يوم أن بدأت المشكلة باحتلال فلسطين وما اعقب ذلك من تطورات وأحداث.. الإحياء الحقيقي يكمن في حل جذور المشكلات واستئصالها فهل بمقدور العالم أن يستأصل جذور مشكلة الشرق الأوسط ليعود السلام فيها حياٍ ويغلق أبواب الصراعات والعنف التي فْتحت في اكثر من منطقة في العالم كنتائج مباشرة أو غير مباشرة لما يحدث في فلسطين وما حولها.. بقصد أو بغير قصد يجري التعاطي مع عملية السلام على أنها ماتت وأن هناك محاولات تبذل لإحيائها وبغض النظر عن المقاصد السياسية والمجازية من استخدام الألفاظ فالحقيقة تبقى في نطاق دائرة الكلمات والألفاظ نعم لقد ماتت عملية السلام في الشرق الأوسط وبالتالي لا حياة ثانية لمن يموت في الدنيا وأن مجازية استخدام اللفظ لن تخدم بشيء سوى في حالة واحدة وهي أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل وعد بلفور وما تبعه من مصائب.. أعلم أن هناك من سيقول إن هذه العودة أكثر استحالة من إحياء عملية السلام الميتة وهناك من سيقول إن هذا الكلام محض هذيان وأوهام وهناك من سيرفض مجرد التفكير بالفكرة وهناك من سيقول غير ذلك.. وكلها ستْجمع – أي الأقوال – على عدم  إمكانية العودة إلى ما قبل تواريخ قريبة فما بالنا بما قبلها. أقول.. ولذلك لا حياة لسلام ولا إحياء له بعد أن مات.. وعلى الجميع أن يفكروا بما بعد الموت وبخياراتهم لتلك المرحلة وهي مرحلة قريبة بدأت المنطقة تعيشها وسوف تذهب كل المحاولات إلى مقبرة السلام وإن جرى فرض الحلول وإن استسلم البعض أو الكل في لحظة ضعف أو غيرها سوف يظل الصراع وشبح الصراع يلاحق كل الأطراف إلى ما يشاء الله من زمن وأحوال والحديث هنا بمقاييسنا البشرية وبما توافر من مؤشرات وما استجد من قناعات وأحداث وما يبدو في آفاق الزمن من إرهاصات وبوادر نستطيع من خلالها أن ندرك جلياٍ إلى أين تسير المنطقة.. وما الذي يمكن أن يحدث في ظل كل التطورات المتسارعة التي يجري تنفيذها على أرض الواقع في كل يوم..!!
Share

التصنيفات: منوعــات

Share