Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

فاطمة العشبي لـ "الوحدة" : أنا والشعر توأمان سياميان

> ” إنها فاطمة ” الثورة والتمرد والشعر الشعر الذي لا يملك أمام رقتها وجبروتها إلا أن تكون له دليلة ببراءتها ودهائها ويكون الشعر شمشونها الذي أحبته حتى الثمالة ودفعت ثمن ذلك الحب الكثير

 

حاورتها/ إيمان عبد الوهاب حْميد

 

> ” قلبي سيبقى طائراٍ فرحاٍ ويظل أجنحة من الأنس ” لنبدأ من البداية ماذا عن طفولة فاطمة العشبي وبداية مواجهتها للواقع الاجتماعي المختل¿

 

– اعتقد اني كنت مصابة بجنون الشعر منذ الطفولة التي منحتني الكثير من القوة والصمود والعناد في سبيل إثبات ذاتي وعدم الرضوخ للصعوبات والتحديات ما شعرت يوماٍ بأنني ضعيفة ومكسورة الجناح رغم أني كنت أتعرض للضرب والتكسير ولكن ذلك لم ينل من معنوياتي فاطمة العشبي شاعرة يمنية ابوها الحرف وأمها الكلمة الشعر مملكتي وبيتي ولدت وموهبتي في بيئة غير صالحة البتة فمنذ الوهلة الأولى من حياتي وأنا أتقاسم مع الشعر أدوار البطولة في التصدي لمواجهة ذلك الواقع المختل الذي حاول أن ينتزع أحدنا من الآخر ولم تكن المهمة سهلة إذ كان الانتصار على الواقع الظالم المتسلط شبه مستحيل غير ان الموهبة التي منحني الله إياها قد دفعتني إلى ترويض تلك الصعوبات للوصول إلى غايتي بعد كفاح مرير فأنا والشعر توأمان سياميان لا نتجزأ بيقيني الفطري استطعت ان أكون فاطمة العشبي الشاعرة العنيدة بغض النظر عما اذا كنت راضية عن كتاباتي أم لا المهم رضائي عن نفسي لأني استطعت ان امتلك إرادتي وأن اكون أنا ـ لا اتبع أحدََ ـ دائما لا احتمي من شر نفسي إلا بخير نفسي.

 

> ماذا عنيت بتلك المفارقة في عنوان ديوانك ” العزف على القيود” ¿

 

> العزف على القيود ديوان كتب على عجلة بغرض نشره في مناسبة أدبية اشترك في إحيائها كل الأدباء العرب وهي صنعاء عاصمة الثقافة العربية وكان لا بد ان  أكون متواجدة فيها ولو بديوان غنائي بسيط فكان »العزف على القيود« تعبيرا سريعا وعفويا كصاحبته كتبت كلماته في اسبوع وقدمته للطبع والسبب أنني خشيت من القصيدة الفصحى أن لا تكون عند المستوى الذي يرضيني فقصائدي بالفصحى تحتاج إلى جهد مكثف لتعديلها وتصحيحها من جميع النواحي الفنية واللغوية

 

أما معنى عنوان الديوان »العزف على القيود« فهو يرمز إلى القيود الاجتماعية التي تحرم على المرأة ان ترفع صوتها أوحتى  تصرخ من الألم فكيف لو رفعت صوتها بالغناء ومع ذلك حولت هذه القيود البغيضة إلى أوتار وغنيت حتى سمعني الجميع وشاركني الغناء والدليل ان ديواني في معظم البيوت يتغنى به الرجال قبل النساء وهذه هي الرسالة التي أردت تبليغها وقد وصلت حسب ما اعتقد

 

> أيصح أن نقول فاطمة العشبي الغالبة والمغلوبة ¿

 

– يصح لك ذلك. ولكن الغالبة أكثر من المغلوبة الذي غلبني هو رحمتي بأبي الذي كان يتعرض للضغوط الاجتماعية

 

> ما قصة صديقتك العراقية التي تطوعت بطباعة ديوانك ” إنها فاطمة “¿

 

– ذات صيف فوجئت بأم حيدر تتصل  من بغداد وتبشرني بهدية لم أتوقعها سوف ترسلها إلى عما قريب وفعلاٍ لم أكن أتوقع أنها أثناء وجودها في اليمن قد جمعت من الصحف بعض قصائدي المنشورة واخرجت لي هذا الديوان ” إنها فاطمة  ” ورغم عدم اقتناعي بما يحويه لكنه هدية رائعة من صديقة رائعة .

 

> العراق بما له من خصوصية لدى فاطمة العشبي … كيف واجهت يوم 9 ابريل 2003م¿

 

– 9 ابريل 2003م خلته كابوسا في ليل موحش انقض على البلاد والعباد بعدوانية متوحشة لم يترك لأحد الخيار كيف يختار نهايته أو يسأل أي سلاح همجي سيقتلنا به بوش إنه الكابوس الذي ما أظنني قد صحوت منه إلى الآن .

 

> لك قصائد عديدة لم تنشر فهل سيكون مصيرها مرهون بالصدفة مثل ديوان ” إنها فاطمة “¿

 

– قد يأتي يوم وأحس أنني عجزت عن كتابة ما هو أفضل مما قد كتبته وأقوم بنشر ما لدي من قصائد متراكمة وقد يأتي صديق او صديقة ويتطوع بنشر ما لدي هذا يعود للصدف .

 

> الصدفة ليست دائماٍ في خدمتنا ويجب ان يكون هناك التزام منا تجاه ما نكتبه وتجاه من أحبونا .

 

– أحيانا اشعر برغبة في الإسراع بنشر ولو جزء من قصائدي وابدأ بالتخطيط ولكني أتراجع عندما أرى الكم الهائل من القصائد والتي تحتاج إلى تصحيح وتعديل فأصاب بالإحباط واعدل عن رأيي لم اكتب في يوم لأجل الشهرة أو حتى من اجل نفسي القصيدة ليست سوى ضحكة أو صرخة أطلقها حتى لا انفجر من الواقع.

 

> ما حكاية صدامية إلى الأبد هل ذلك وفاء أم إيمان بصدام حسين وبحزب البعث ¿

 

– صِدامية إلى الأبد . لن أغير هذه القناعة لأن صدام كان أبي قبل أن يكون صدام حسين الذي عرفته عن قرب وعرفت قيمه ومبادئه وهو قدوتي في الحياة .

 

> ما الذي أضافه السفر للعراق إلى تجربة فاطمة العشبي ¿

 

– سافرت إلى العراق عدة مرات أما في مناسبة شعرية كمهرجان المربد الذي كان يقام سنوياٍ وكنت أحرص على حضوره أو في مناسبات التضامن مع الشعب العراقي وكنت اشعر عندما ادخل إلى العراق أنني دخلت إلى اليمن مشتاقة بعد غياب وكنت أحظى بكثير من التقدير لدى عامة الشعب العراقي

 

> في ديوانك ” إنها فاطمة ” قدمت للمجموعة مقدمة عنوانها ” الشعر والحياة وأنا فإلى أي درجة يصل التصالح بين ثلاثتكم¿

 

– نعم هي كانت شهادة قدمتها لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عندما طلبوا مني ذلك لكن الأخت العراقية أخذتها من الصحف اليمنية وأضافتها إلى الديوان بعد كثير من الاختصار أحياناٍ أكون متصالحة مع نفسي ومع الحياة وبالتالي أتصالح مع الشعر فأكتب شعراٍ سلساٍ وفيه من النعومة وأحياناٍ أغضب من كل شيء وأخاصم نفسي والحياة فيأتي شعري مترجماٍ لهذا الخصام.

 

> مثل قصيدة »الوطن الرصيف« ¿

 

– ” تضحك ” لكل قصيدة قصة أنا الآن لا أتذكر مناسبة كل قصيدة كتبتها قصيدة »الوطن الرصيف« أتذكر أني كتبتها وأنا في حالة غليان كنت في شبوة  وكنت أمر بأزمة سياسية وعاطفية اجتمعت علي المشاكل زوجي من ناحية  أسرتي من ناحية أخرى في تلك الفترة كتبت عدة قصائد موجودة في ديوان “أنها فاطمة “والوطن الرصيف كانت إحدى تلك القصائد.

 

> تسمية الديوان بـ” إنها فاطمة ” أليس فيه نوع من النرجسية¿

 

– ” تضحك ” لست من سمى الديوان ولكنه أعجبني العنوان فلتكن نرجسية غير أن القصيدة التي تحمل هذا العنوان ترمز للتمرد ضد الظلم وأعني بفاطمة الثورة والغضب .

 

> ماذا يعني الشعر الحرية الحياة لفاطمة العشبي ¿

 

– الشعر هو الأكسجين الذي أتنفسه وأعيش به والحرية هي الحياة ذاتها فبدونها ليس لي وجود أما الحياة فهي رحلة جميلة وشاقة وعلينا أن نمشيها حتى نهاية الطريق .

 

> »رجل من ورق« هل كانت مجرد قصيدة أم أنها عقيدة ¿

 

– قصيدة قصدت بها زوجي الذي بدا لي قبل الزواج فارس الأحلام وبمجرد ما دخلنا في حيز ضيق من الحياة اكتشفت أنه لا شيء!!

 

>  هل تتمنين ان تْغنى قصائدك بصوت فنان معين ¿

 

– غنى لي عدد من الفنانين مثل أحمد فتحي وعبد الرحمن الاخفش وفنانين شباب مع ذلك ليس لدي هوس أن تغنى قصائدي .

 

> أين يكمن وطن الشاعر أرض ينبت فيها ام أرض يثبت فيها¿

 

– الإنسان لا يثبت إلا في أرضه وتربته ومناخه كالشجرة حتى الذين هاجروا حملوا معهم أوطانهم إلى الأرض التي وفدوا عليها وظلوا مرتبطين بوطنهم الأم كإيليا ابوماضي مثلاٍ.

 

>  كيف تنظرين لمستقبل اليمن في ظل الأوضاع الراهنة ¿

 

– مستقبل اليمن مرهون بيد أصحاب القرار ـ السلطة والمعارضة ـ على حد سواء هاتان الجهتان هما اللتان تحددن مستقبل اليمن وما علينا إلا أن ننتظر ما إذا كنا سنصل إلى طريق السلامة ام أننا نضع أقدامنا على بداية الهلاك فويل لنا إن دفنا رؤوسنا في الرمال وتركنا لأصحاب النزوات تحديد مصيرنا الغامض..

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share