Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وجهة نظر

وجهة نظر
الكهرباء والغاز واستفزاز المواطنين‮ !!‬
محمد عبدالرحمن المجاهد
almujahed_mohammed@yahoo.com
‮> ‬من الواضح أن البعض من أجهزة السلطة‮ ‬وزارات ومؤسسات وهيئات عامة‮ ‬‮ ‬صارت لا تخشى الملامة ولا المساءلة البرلمانية ولا حتى المساءلة من هيئة مكافحة الفساد‮ ‬‮ ‬لأسباب لا‮ ‬يعلمها إلا الله والراسخون في‮ ‬العلم‮ ‬‮ ‬فهم إذا سئلوا من قبل أية جهة برلمانية أو رقابية أو‮ ‬غيرها‮ ‬‮ ‬لا‮ ‬يقدمون أية إجابات صحيحة صريحة مقنعة‮ ‬‮ ‬حيث لا‮ ‬يطرحون ولا‮ ‬يقدمون إلا مبررات وحجج أوهى من بيوت العنكبوت‮ ‬‮ ‬لا‮ ‬يستقيم عليها منطق أبدا‮ .. ‬
فمثلا وزارة الكهرباء ومؤسساتها أستدعي‮ ‬مسؤولوها‮  ‬قبل أشهر إلى البرلمان وإلى الهيئة العليا لمكافحة الفساد‮ ‬‮ ‬وطرح عليهم المساءلة عن أسباب العجز في‮ ‬الطاقة الكهربائية وأسباب الانطفاءات اليومية المتكررة في‮ ‬عموم مناطق البلاد‮ ‬‮ ‬وكذلك أستدعي‮ ‬مسؤولو وزارة النفط ومؤسساتها‮ ‬‮ ‬وطرحت عليهم المساءلة عن أسباب العجز في‮ ‬مادة الغاز المنزلي‮ ‬وانعدامه‮ ‬غالبا‮ ‬‮ ‬وارتفاع أسعاره حتى بلغ‮ ‬حداٍ‮ ‬لا‮ ‬يستطيع المواطن تحمله‮ .. ‬
فماذا كان الرد على تلك التساؤلات من قبل وزارتي‮ ‬الكهرباء والنفط ¿ لقد كان الرد‮ – ‬كما‮ ‬يقال‮ – ‬أقبح من الذنب‮ ‬‮ ‬ولا‮ ‬يدلل ولا‮ ‬ينبئ إلا على اتهام الدولة ممثلة بكل أجهزتها العسكرية والأمنية‮ ‬‮ ‬بالعجز والتخاذل‮ ‬‮ ‬حيث كان الرد بأن السبب هم قطاع الطرق والمخربون الذين‮ ‬يقومون بالتقطع لشاحنات الغاز‮ ‬‮ ‬وبإتلاف أعمدة الكهرباء وقطع خطوطها‮ ‬‮ ‬أي‮ ‬أن الدولة عاجزة بكل قواها العسكرية والأمنية عن حماية منشآتها وعاجزة أيضا عن ضبط وقمع المخربين‮ ‬‮ ‬مع أن ذلك من أولى مهام وواجبات المؤسسات العسكرية والأمنية‮ ‬‮ ‬التي‮ ‬تحظى بنسبة كبيرة من الموازنة العامة للدولة‮ .. ‬
فهل هناك رد ومبررات أوهى من ذلك ¿ وهل الدولة بكل أجهزتها عاجزة فعلا وطوال كل تلك الفترات التي‮ ‬حدثت وتحدث فيها الانطفاءات الكهربائية وانعدام الغاز عن إيجاد حلول قاطعة ناجعة لتلك الاختلالات التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها المواطنون أشد المعاناة ¿ حتى اضطروا إلى اللجوء‮  ‬لاستعمال وسائل بدائية كانوا قد نسوها منذ قيام ثورتي‮ ‬سبتمبر وأكتوبر‮ ‬‮ ‬لا أعتقد أبدا أنها عاجزة ولكن هناك فساداٍ‮ ‬ومفسدين وانعدام قيم أخلاقية مما أدى إلى الاستهتار بأحاسيس ومشاعر المواطنين‮ ‬‮ ‬بل واستهبال بالبرلمان وبالهيئة العليا لمكافحة الفساد وبكل الأجهزة الرقابية‮ .. ‬الذين هم كما‮ ‬يبدو انطلت عليهم مغالطات مسؤولي‮ ‬الكهربا والنفط‮ ‬‮ ‬لأنهم حتى الآن لم‮ ‬يحركوا ساكنا تجاه أزمتي‮ ‬الغاز والكهرباء ومن تسبب ويتسبب فيهما‮ ‬‮ ‬ويظهر أنهم بكل طيبة نفس قبلوا المبررات والحجج التي‮ ‬طرحت عليهم‮ ‬‮ ‬مع أنهم لو تمعنوا في‮ ‬تلك الردود وأدركوا أبعادها لسارعوا بطلب استدعاء مسئولي‮ ‬الدفاع والأمن ومساءلتهم عن موقفهم وإجراءاتهم تجاه التخريب والمخربين‮ ‬‮ ‬ولماذا حتى الآن لا ولم‮ ‬يحسم الأمر‮ ‬‮ ‬فقد كان بعد ذلك من المؤكد أنهم في‮ ‬البرلمان ومكافحة الفساد سيعرفون حقيقة فشل جهات الكهرباء والنفط وعجزهم‮ ..‬
‮ ‬والأنكى والأمر من كل الإطفاءات الكهربائية اليومية المتكررة ومن انعدام الغاز وبيعه في‮ ‬الأسواق السوداء بأسعار خيالية‮ ‬‮ ‬أن‮ ‬يسمع ويقرأ المواطنون‮  ‬عبر الوسائل الإعلامية‮ ‬‮ ‬أخباراٍ‮ ‬ترفع الضغط فيهم إلى حد قد‮ ‬يسبب سكتات قلبية‮ ‬‮ ‬فهم أي‮ ‬المواطنون في‮ ‬الوقت الذين‮ ‬يعانون فيه أشد المعاناة من الانطفاءات المتكررة‮ ‬يوميا ولساعات طويلة ومن انعدام الغاز المنزلي‮ ‬وارتفاع أسعاره إن وجد‮ ‬‮ ‬تأتيهم الأخبار بأن وزارة الكهرباء وقعت اتفاقا مع إحدى دول القرن الأفريقي‮ ‬‮ ‬بتزويد الأخيرة بالطاقة الكهربائية‮ ‬‮ ‬وهنا‮ ‬يبرز السؤال الملح‮ ‬‮ ‬من أين ستأتي‮ ‬الطاقة الكهربائية التي‮ ‬ستزود بها الدولة التي‮ ‬وقع معها الاتفاق ¿ فذلك لا‮ ‬يدل إلا على أن هناك وفراٍ‮ ‬من الطاقة الكهربائية تحجب عن المواطنين وعلى قدرة كبيرة على توليدها في‮ ‬بلادنا‮ ‬يحرم منها المواطنون ويتاجر بها مع الآخرين‮ .. ‬
فهل هذا‮ ‬يقبله عقل ¿ حتى ولو كان فيه كما قد‮ ‬يبررون زيادة في‮ ‬الدخل المالي‮ ‬العام للدولة بالعملة الأجنبية‮ ‬‮ ‬ولو أدى ذلك إلى اشتداد المعاناة على المواطنين من الانطفاءات اليومية المتكررة وخسروا أغلب دخولاتهم المحدودة في‮ ‬شراء الشمع والمولدات الكهربائية الصغيرة لمن‮ ‬يستطيع إليها سبيلا‮ ‬‮ ‬فالمنطق والعقل‮ ‬يفرضان الواجب بأن‮ ‬يستكفي‮ ‬المواطنون أولا من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية ويتخلصون من الانطفاءات اليومية المتكررة وما زاد أو فاض‮ ‬يتاجر به كما‮ ‬يشاءون‮ ‬‮ ‬فلا أحد‮ ‬يكره زيادة الخير للدولة‮ ..‬
وإمعانا في‮ ‬الضغط النفسي‮ ‬على المواطنين و زيادة آلامهم نتيجة لانعدام الغاز المنزلي‮ ‬وارتفاع أسعاره في‮ ‬السوق السوداء‮ ‬‮ ‬ينشر أيضا خبر مستفز لأحاسيس ومشاعر كل مواطن‮ ‬‮ ‬وذلك الخبر‮ ‬يقول إن هناك شحنات عديدة وكبيرة من الغاز صدرت أو ستصدر إلى الولايات المتحدة الأميركية‮ ‬‮ ‬ويا سبحان الله‮ !! ‬الغاز‮ ‬ينعدم داخل البلاد ويصدر إلى الخارج‮ ‬‮ ‬أليست هذه معادلة‮ ‬غير طبيعية وغير منصفة بحق الوطن والمواطن ¿‮ .. ‬مع أن المفروض أن تكون الأقدمية في‮ ‬خيرات البلاد لأبنائها‮ ‬‮ ‬خصوصا إذا كانت ضرورية وهامة‮ ‬‮ ‬والحاجة إليها ملحة في‮ ‬حياة الناس‮ ‬‮ ‬كالكهرباء والغاز وما شابههما‮ ‬‮ ‬فليس من المعقول ولا من المنطق أن‮ ‬يحرم المواطنون من أبسط حقوقهم ومتطلباتهم ومن خيرات بلادهم ليتاجر بها بمبرر كسب المال‮ ‬‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يعلم إلا الله والراسخون في‮ ‬العلم أين‮ ‬يذهب وكيف‮ ‬ينفق في‮ ‬ظل تفشي‮ ‬الفساد وطغيانه‮ .. ‬
أما المبررات والحجج التي‮ ‬لا تقنع أحدا من العامة لا أعتقد أن أعضاء البرلمان أو أعضاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد‮ ‬‮ ‬انطلت عليهم أو أنهم قبلوا بها‮ ‬‮ ‬ولكن‮ ‬يظهر أن في‮ ‬الأمر شيء‮ ‬‮ ‬ربما‮ ‬يكون حائلاٍ‮ ‬تجاه محاسبة مسئولي‮ ‬الكهرباء والغاز‮ ‬‮ ‬حيث أن الفساد صار له مخالب وأنياب‮ ‬يخيف بها كل من‮ ‬يقترب منه أو من عناصره‮ ‬‮ ‬والمواطن المقهور على أمره ليس له إلا الحسرة والتوكل على باريه وخالقه‮ ‬‮ ‬لعله‮ ‬يأتيه بالفرج‮. ‬
أما أجهزة السلطة أو بعضها فلها أذن من طين وأذن من عجين‮ ‬‮ ‬فمهما صرخ المواطن ومهما عانى وتألم فلن‮ ‬يسمع له‮ ‬‮ ‬فالسلطة شغلت بمواجهة الحوثيين وأمثالهم والمعارضة لا‮ ‬يهمهم المواطن بقدر اهتمامهم بأمور أخرى هم أدرى بها فلهم أجندة بعيدة عن هموم الوطن والمواطن‮ ‬‮ ‬ومع ذلك نقول‮ ( ‬اشتدي‮ ‬أزمة تنفرجي‮ ) .. ‬
ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل‮ ‬‮ ‬فالأزمات تتجدد وتتوالى علينا بـ‮ (‬الكرف‮) ‬حسب تعبير العامة‮ ‬‮ ‬وكأنه لا تكفينا فتنة الحوثيين وجرائمهم ولا عصابات الحراك وسادياتهم والفساد وطغيانه حتى‮ ‬يضاف إلى كل ذلك أزمات الكهرباء والغاز وارتفاعات الأسعار وازدياد البطالة وغيرها‮ ‬‮ ‬ومع ذلك فالأمل الأخير معقود على الحوار الوطني‮ ‬القادم‮ ‬‮ ‬فربما‮ ‬يكون فيه الفرج‮ ‬‮ ‬فيتقيان الله بالبلاد والعباد‮ – ‬سلطة ومعارضة‮ – ‬فيخرجون بحوارهم بحلول ناجعة واتفاقات تخرجنا مما نحن فيه‮ ‬‮ ‬ذلك إذا صدقت النوايا وصدقت الأقوال والأفعال‮ ‬‮ ‬وحكم العقل والانتماء الوطني‮ ‬‮ ‬وغْلبت المصلحة الوطنية العليا للوطن والمواطنين على المصالح الأنانية والذاتية‮ ‬‮ ‬بحيث‮ ‬يكون المتحاورون متمسكين بالثوابت الوطنية وبمبادئ الإسلام الحنيف فيقدمون الولاء لله والوطن قبل كل ولاء‮..<‬
Share

التصنيفات: منوعــات

Share