Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تقاسيم

تقاسيم
من قطع الأغصان إلى قطع الرقاب‮!!‬
أنور نعمان راجح
‮> ‬البداية كانت بفضيلة التعاون كقيمة دينية وأخلاقية لها نتائجها الإيجابية على الأفراد والمجتمعات وقد أسهب خطيب الجمعة في‮ ‬سرد فوائد التعاون ولا خلاف على ما ذكر منها وما لم‮ ‬يذكر كإيجابيات وفوائد نأمل أن تجد طريقها إلى وعي‮ ‬الناس وسلوكياتهم‮..‬
المشكلة هي‮ ‬أن‮ ‬ينسى الخطيب أو‮ ‬يتناسى أن الكثير ممن‮ ‬يستمعون إليه هم من بسطاء الناس وعياٍ‮ ‬وإدراكاٍ‮ ‬وعلماٍ‮ ‬ومعرفة‮.. ‬فيذهب بعيداٍ‮ ‬في‮ ‬سياق كلامه لتأخذ الخطبة دوراٍ‮ ‬تحريضياٍ‮ ‬على المجتمع قد‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى مصائب وعواقب وخيمة إذا أخذ حديث المتحدث‮ (‬الخطيب‮) ‬على أنه فتوى‮ ‬وهكذا كان أسلوب الخطيب وهو‮ ‬يعتلي‮ ‬منبر الجمعة بادئاٍ‮ ‬بأهمية التعاون كمقدمة لما كان‮ ‬ينوي‮ ‬تمريره في‮ ‬سياق الحديث سواء كان‮ ‬يقصد ذلك أم لا‮ ‬يقصد‮ ‬فمن أين للجاهل أن‮ ‬يفهم مقاصد الكلام طالما رأى في‮ ‬المتحدث قدوة حسنة وظن أنه لا‮ ‬يخطئ وسلم بما‮ ‬يقوله المتحدث دون تفكير أو تأمل‮..‬
الخطيب اتجه في‮ ‬حديثه عن التعاون إلى‮ ‬غصن شجرة كان‮ ‬يؤذي‮ ‬المارة من المسلمين في‮ ‬طريقهم في‮ ‬زمن النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬فقطعه أحد المسلمين حتى لا‮ ‬يؤذي‮ ‬الناس‮ ‬فدخل بذلك الفعل الجنة‮ ‬إلى هنا لا‮ ‬غبار على ما قال وقد استشهد بما صح من الأحاديث حسب قوله‮.. ‬لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد الجميل بل ذهب الخطيب بعيداٍ‮ ‬عن المعنى والدلالة في‮ ‬الموضوع وعمل على توظيف الحدث لصالح فكرة أخرى أراد إيصالها إلى الناس دون حساب منه لاختلاف الفهم عند الحاضرين‮ ‬حيث قال‮: ‬إن قطع‮ ‬غصن شجرة من الطريق العام للمسلمين كان جزاؤه الجنة فكيف بمن‮ ‬يقطع من‮ ‬يؤذي‮ ‬الناس من الناس في‮ ‬هذا البلد وذكر أمثلة على ما‮ ‬يقول وإذا بكلامه‮ ‬يصب في‮ ‬الدعوة لأن‮ ‬يقتل الناس بعضهم بعضا ليدخلوا الجنة اقتداءٍ‮ ‬بقاطع‮ ‬غصن الشجرة‮.. ‬وأكد المتحدث على أن أذى الغصن لا‮ ‬يساوي‮ ‬شيئاٍ‮ ‬من أذى وشر الذين ذكرهم في‮ ‬حديثه‮ ‬ولم‮ ‬يذكر متمرداٍ‮ ‬على المجتمع والدولة وربما أنه أظهر اعتراضاٍ‮ ‬غير مباشر على قتال المتمردين‮ ‬ولم‮ ‬يذكر الخطيب قاطع طريق ليجري‮ ‬قطعه تقرباٍ‮ ‬إلى الله‮ ‬ولم‮ ‬يذكر قاتلاٍ‮ ‬ولا مجرماٍ‮ ‬ولكنه ذكر فئات من المجتمع مسقطاٍ‮ ‬كلامه عليها وهناك كانت المشكلة وكانت المصيبة‮ ‬فالذين ذكرهم لا‮ ‬يجب أن تْعالج سلبياتهم إن صحت بأسلوب القطع‮ (‬القتل‮) ‬كما‮ ‬يفهم المستمع‮ ‬كما أن خطيب الجمعة لم‮ ‬يستدرك كلامه لحظتها أو في‮ ‬الخطبة التالية ليقول للناس أنه لا‮ ‬يدعو للفوضى والقتل ولم‮ ‬يذكر دلالة كلامه حتى‮ ‬يفهم من لم‮ ‬يفهم وحتى لا‮ ‬يستغل المرضى والمعتوهون والمجرمون كلامه على أنه فتوى فيمارسون إجرامهم من باب التقرب إلى الله ورغبة في‮ ‬الجنة التي‮ ‬فتحها الخطيب لكل من‮ ‬يمارس أسلوب قطع النفوس والأنفاس طالما كان الطرف الآخر واقعاٍ‮ ‬تحت تصنيف خطيب الجمعة وفي‮ ‬نطاق فهم المستمع‮..‬
السؤال الذي‮ ‬يطرح نفسه‮: ‬لماذا‮ ‬يلقى بالكلام على عواهنه دون حساب ودون اعتبار لما قد‮ ‬يحدث بناءٍ‮ ‬عليه حين‮ ‬يساء الفهم¿
أم أن سوء القصد‮ ‬يقتضي‮ ‬ذلك في‮ ‬الزمن والمقام¿¿‮.<‬
Share

التصنيفات: منوعــات

Share