Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الإرهاب.. وكيفية القضاء عليه وتجفيف منابعه

محمد عبدالرحمن المجاهد

يقينا أن الإرهاب صار ظاهرة خطيرة جدا تنتشر وتتوسع في أغلب أرجاء العالم وبالذات في الدول العربية والإسلامية حتى صارت هذه الظاهرة أداة وعامل إقلاق وإزعاج وخوف ليس لمجتمع بعينه وإنما لكثير من الدول والمجتمعات في العالم..

وهو أي الإرهاب لم يصبح إرهاب أفراد وجماعات إلا نتيجة لإرهاب دول استعمارية كبرى مارسته سابقا ضد دول ومجتمعات أخرى ولا زالت تمارسه بأبشع صوره وأنواعه في كثير من بقاع العالم العربي والإسلامي سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو في غيرها وبذلك شكل إرهاب الدول أسساٍ وسبباٍ ومبرراٍ قوياٍ للإرهاب بكافة جوانبه ومصادره ومنه إرهاب الأفراد والجماعات..

فلو لم يحصل ويحدث سابقا ولاحقا غزوات واحتلالات غربية استعمارية لمناطق ودول أخرى صغيرة أو فقيرة وضعيفة في العالم لما وجد الإرهاب ولو لم يكن هناك قهر وتجبر وعسف واضطهاد من قبل القوى الاستعمارية والحركة الصهيونية ضد الشعوب المحتلة في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي غيرها من مناطق العالم لما كان الإرهاب بالصورة التي هو عليها الآن فلكل فعل رد فعل مساو ومواز له في الحجم والقوة والارتداد.

ولولا إرهاب الدول الغربية الاستعمارية وربيبتهم إسرائيل لما حدث إرهاب الأفراد والجماعات فذلك أعطى المبرر والحجج لإرهاب الأفراد والجماعات الجاهلة والضالة تحت ذريعة الدفاع عن حرية وحقوق الإنسان وعن حرية الشعوب العربية والإسلامية وحماية الإسلام الذي جعله الغرب الاستعماري الصليبي عقب انتهاء الحرب الباردة  بدفع وتحريض من الحركة الصهيونية العالمية العدو الأول لهم جميعا فأحيوا بذلك الحروب الصليبية التي كانت من ماضي التاريخ.

وما تفوه به سابقا ذلك المعتوه ( بوش) الإبن عن الحرب الصليبية لم يكن زلة لسان أو نتيجة انفعال آني بل كان نتاج قناعة وعقيدة ومبدأ راسخ وقاعدة انطلق منها هو وجميع حلفائه في الغرب وإسرائيل وبعد أن خلقوا أولئك الإرهابيين واستعانوا بهم لأغراضهم في محاربة الشيوعية والوجود السوفييتي في أفغانستانانقلبوا عليهم وأظهروا لهم وجه المجن والعداء فانقلب السحر على الساحر.

ومع ذلك هم أي أنظمة وقيادات وساسات الغرب الاستعماري لم يفوتوا الفرصة بل اهتبلوها وعملوا على جعل أولئك الذين استعانوا بهم سابقا في مواجهة السوفييت وبطريقة وخطة جديدة لا يعلمها إلا هم والله علام الغيوب جعلوا منهم أداة فعل إرهابي ليس ضدهم ولكن تجاه وضد الدول التي أتوا منها وضد الدول التي تفكر أو تريد وتتهيأ للتمرد على الهيمنة والوصاية الغربية فدفعوا بهم سواء من هم من عناصر القاعدة أو غيرهم من المتطرفين ليصبحوا خناجر مسمومة وقنابل موقوتة لتخريب وإقلاق وتدمير المجتمعات العربية والإسلامية وليكونوا ذريعة للغرب للتدخلات في الشئون الداخلية للدول الأخرى ..

خصوصا عقب انفجارات البرجين الأميركيين التي بدون أي شك دبرها وأعد سيناريوها ونفذها وأخرجها خبراء من جهازي الاستخبارات الأميركية الإسرائيلية لتكون ذريعة لما حدث بعد ذلك حيث كانت تلك الحادثة ذريعة لا مثيل لها لتستكلب أميركا وحلفاؤها وفي مقدمتهم إسرائيل ضد الشعوب العربية والإسلامية بمبرر وحجة محاربة الإرهاب فكان غزو أفغانستان  والعراق واحتلالهما وكانت كل الأحداث الإرهابية المأساوية التي طالت اليمن وباكستان وغيرهما.

ولذلك سنظل نتجرع المآسي والآلام التي يسببها الإرهاب ونحن لا ناقة لنا فيها ولا جمل اللهم أن الغرب الاستعماري ومعه الحركة الصهيونية العالمية يريدون أن نحارب الإرهاب بدلا عنهم بعد أن تبنوه وربوه وبعد أن انقلب عليهم عملا بالمثل (من يربي ثعباناٍ في بيته لن يسلم من لدغته) ولن ينتهي الإرهاب والإرهابيون إلا في حالة واحدة وهي أن ينتهي إرهاب الدول وتنتهي الاحتلالات الغربية الصهيونية للأرض والشعوب العربية والإسلامية وغيرها في كل بقاع العالم ويترك للدول والشعوب حريتها وشأنها الوطني ولا تتدخل في ما يحدث بين الشعوب وأنظمتها وحكامها وتعمل بصدق على حل وإنهاء كل الإشكالات والقضايا والخلافات بينها وبين غيرها في كل مناطق العالم وبالذات المنطقة العربية والإسلامية..

أما إذا استكبرت وأصرت على غرورها ومطامعها وعلى استمرار نهبها لثروات وخيرات الآخرين واستمرار احتلالها للبلدان وفرض هيمنتها عليها فإن الإرهاب وبأقسى صوره وأنواعه سيظل مصلتا عليها وعلى غيرها من الذين لا ذنب لهم في ما تفعله القوى الكبرى الاستعمارية وسيظل يقلق كل الشعوب والدول التي تتواجد فيها ومنها الجماعات المتطرفة الإرهابية خصوصا إذا وجدت لها في مجتمعاتها ومناطقها ذرائع أخرى إضافية محلية تنطلق منها وتجعلها وسيلة إقناع للتفريخ والاستقطاب لعناصر جديدة ..

وقد يكون من هذه الذرائع والحجج مثلا انعدام القضاء العادل والنزيه وتفشي البطالة في المجتمع وبالذات بين الفئات الشابة وانتشار الفقر وارتفاعات الأسعار التي لا تتوافق ولا تتوازى مع دخولات العامة من الناس  وقبل ذلك طغيان الفساد الذي يعد أقوى وأهم وسيلة إقناع للعناصر الشابة الجاهلة من حيث معايشتها ومعاناتها من كل الظروف والمسببات آنفة الذكر..

فهي تصبح وتكون أقوى وسيلة وذريعة للإرهاب والتطرف مضافة إلى الذرائع والأسباب التي يرتكبها الغرب الصليبي والصهاينة في المنطقة العربية الإسلامية ولن ينتهي الإرهاب والإرهابيون إلا إذا انتفت أسبابه وذرائعه وتم تجفيف منابعه بالتوعية الجادة والصحيحة المتناغمة ووجود القدوة الصالحة من العلماء والحكام سواء على النطاق الداخلي أو العربي والإسلامي وإلا سنظل محلك سر وستظل الدماء تنزف والأرواح تزهق والخوف والقلق يسيطران على حياة الشعوب والأفراد فالحروب التي تشن على الإرهاب واستعمال القوة ضده ليست كافية وغير مجدية أبدا ما لم يترافق معها حدوث التغيير إلى الأفضل في حياة الشعوب محليا وعالميا الذي يكون من نتائجه انتهاء كل الظواهر السلبية التي عانى ويعاني منها مواطنو الشعوب والدول في العالم والتي قد تجعل المواطنين سلبيين إزاء الجهود لمحاربة الإرهاب والإرهابيين بل ويجعلهم يتعاطفون معهم هذا إن لم يسارعوا للانخراط معهم كما هو حاصل مع الحوثيين في صعدة ومع الحراك في بعض المناطق الجنوبية اليمنية..

لذا فالمؤمل من السلطة في بلادنا أن تبادر وتعمل على إبطال وإنهاء كل ذرائع ومبررات وحجج الإرهاب والإرهابيين بالتغير والتغيير نحو الأفضل وبإنهاء كل السلبيات والأخطاء والاختلالات الحاصلة سواء منها المعيشية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها

 وحبذا لو يكون الحوار القادم وسيلة وهدفاٍ لذلك حتى تزول كل المسببات والذرائع التي تؤدي إلى التطرف وتعطي أعداء البلاد والعباد حججاٍ يزايدون عليها فعلى الأقل نحمي أنفسنا لذاتنا من أولئك الحاقدين الموتورين ومن كل التطرف والمتطرفين الإرهابيين عند تجفيف منابعهم وبؤرهم فلا يجدون لهم نصيراٍ ولا شفيعاٍ بل ربما يجدون مستقبلا كل مواطن يشكل أمامهم سدا منيعا يصدهم ويترصدهم ويفشل مساعيهم الإجرامية فهل أنتم فاعلون يا عقلاء وحكماء اليمن ¿ فبذلك تكون محاربة الإرهاب وإنهاؤه..

almujahed_mohammed@yahoo.com  

Share

التصنيفات: منوعــات

Share